رمضان من الأشهر التى اختصها الله عز وجل ورسوله بفضائل كثيرة، لما فيه من الخير والبركة الكثيرة، ففيه فرض الصيام، ونزل القرآن، وجعل الله العمرة فيه تعادل حجة مع النبى، يقول صلى الله عليه وسلم:«عمرة فى رمضان تقضى حجةً معي». ومن أحب الأعمال إلى الله فى شهر رمضان، الصيام الصحيح بالبعد عن الكذب، والغيبة، والنميمة، والمحافظة على صلاة التراويح، والإكثار من قراءة القرآن الكريم، قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه». قال الدكتور مختار مرزوق، عميد أصول الدين السابق بجامعة الأزهر فرع أسيوط، إن لشهر رمضان فضائل كثيرة أولها أنه الشهر الذى أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى:«شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»، وهو الشهر الذى اختصه الله بفريضة الصيام ومن هنا فإن الإنسان فى رمضان يجمع بين فريضة الصلاة والصيام، وإذا قام بعمرة فإنه يجمع ثواب الحج معهما لقول النبى صلى الله عليه وسلم:«عمرة فى رمضان تقضى حجةً معي»، وإذا أدى المسلم حقوق شهر رمضان فإنه يستطيع أن يجمع بين أركان الإسلام جميعها. وأضاف مرزوق فى تصريحه ل«الوفد»، أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يخصه بمزيد من العبادة قبل البعثة وبعدها، حيث كان أجود ما يكون فى شهر رمضان، ولكى يغتنم الإنسان شهر رمضان عليه أن يستعد استعدادًا نفسيا لطاعة الله عز وجل، وكان بعض السلف إذا ما دخل عليه شهر رجب يقول اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان، فعلى المسلم أن يعزم على التوبة، وعليه أن يصوم ويقوم حقًا، لقوله صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا غفر له ما تقدم من ذنبه». وبين عميد أصول الدين السابق بجامعة الأزهر فرع أسيوط، أن أحب الأعمال إلى الله فى هذا الشهر هو الصيام الصحيح بالبعد عن الكذب، والغيبة، والنميمة، وما إلى ذلك، والمحافظة على صلاة التراويح، والإكثار من قراءة القرآن الكريم، كما أنه على الإنسان أن يبتعد عن الأعمال والأحاديث السيئة، لقوله صلى الله عليه وسلم:«من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه». وقال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على أروقة الأزهر الشريف، إن شهر رمضان اختصه الله بكثير من المزايا والعطايا، فجعل صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعًا فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضةً فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر وثواب الصبر الجنة. وأضاف فؤاد، فى تصريحه ل«الوفد»، أن رمضان بهذه المزايا كان سيد الشهور، ولقد ابتدأ فى هذا الشهر نزول القرآن على النبى محمد عليه الصلاة والسلام، ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم فكان نبراسًا للحياة. أوضح أنه على المسلم فى الصيام أن يجاهد نفسه ويمتنع عما أحله الله له من الطيبات من أجل تهذيب النفس كى تصفو وتعلو وتسمو، مبينًا أن بهذه المجاهدة يعرف المرء منزلته وقدره فى ميزان الإيمان الصادق؛ لأنه كلما احتمل مشقة الصوم زادت منزلته عند الله تبارك وتعالى. وتابع: حينما أوجب الله الصوم على عباده المؤمنين من أمة محمد لم يجعله تنفرد به هذه الأمة إنما فرض عليها ما أوجبه على الأمم كلها؛ لأن التكاليف الشرعية متى عمت أصبحت أخف عبئا على الناس، قال تعالى:«يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، إذن المسلم الذى يجاهد نفسه وجوارحه فيمتنع عن المعاصى ويحتجب عن الذنوب هو الذى نجح فى ميدان الجهاد الصغير فمن باب أولى متى أراده وطنه ومجتمعه ودينه أن يكون جنديًا مدافعا عنه، سينجح لأنه نجح فى الميدان الصغير وهو صبره ساعات من نهار على الصوم والمعاصى، وهذا هو المغزى الحقيقى من الصوم، ما كان لله وهو أرحم بعباده من الوالدة على ولدها أن يعذبنا بالصيام، وإنما أراد أن يهذبنا ليمتحن قدراتنا فتصقل قدراتنا فنصبح أهلًا لتحقيق الخلافة فى الأرض. وأوضح أنه يجب على الإنسان أن يغتنم هذا الشهر ويمتنع عن كل ما حرمه الله؛ لأنه محال أن يصوم العبد عن الطعام والشراب ويده تمتد إلى الرشوة والاختلاس، وكذلك المشى إلى مواطن الشبهات، وشهادة الزور وأكل أموال الناس بالباطل، لحديث النبى صلى الله عليه وسلم:«من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه»، وكذلك ألا يكون يرتكب أمورًا بمسمى الكسل والخمول فيقصر فى أداء الواجبات التى نوطت به كعمل أو وظيفة، بل عليه أن يكثف عمله ويكون أكثر إنتاجا فى الصيام أكثر منه فى غير الصيام؛ لأنه يكون فى الصيام قوى الروح والقلب والإيمان، لأن للصوم بركة فى الزمن والصحة وبركة فى العمل والعبادة فيجب عليهم أن يحققوا هذه البركة ليعود عليهم النفع وعلى وطنهم الذى يعيشون فيه، أما بالليل فعلى العبد قراءة القرآن والتهجد والقيام والتراويح ويجعل له وردًا مع الذكر، فبذلك يحقق ما أراده الله له تصديقًا لقول النبى صلى الله عليه وسلم:«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».