img src="http://cdn.alwafd.org/images/news/1314148985vpfh.jpg" alt="حبيب الصايغ يكتب: العريان يعري “الجماعة"" title="حبيب الصايغ يكتب: العريان يعري “الجماعة"" width="200px" height="260px" / حبيب الصايغ كأن جماعته ينقصها العري حتى يزيدها عرياً وفضحاً . هذا ما يفعله بالضبط عصام العريان، وله من الصفات الرسمية في “الجماعة” ما له . هو مرشح محتمل سابق للرئاسة، وهو نائب رئيس حزب العدالة والحرية، وهو مستشار السلطة والرئاسة اليوم في مصر، وهو، كما يبدو، يقوم بدوره المرسوم وفق الإيقاع المرسوم . أدوار هؤلاء كما يبدو موزعة بالتساوي، وعصام العريان مشغول، اليوم، هذه الأيام، بالنيل من القائد العربي الرمز جمال عبد الناصر . العريان حاول النيل من جمال عبد الناصر ثلاث مرات في أقل من أربع وعشرين ساعة . شيء غير مفهوم، إلا إذا وضع في سياق ذر الرماد في العيون، ومحاولة التغطية على ما يحدث في مصر، والتغطية في هذا المقام تعمية . ومجدداً، وإلى الأبد، مصر أكبر من هؤلاء، مصر الفكرة والمشروع والأمل أعمق من أفعالهم وأبعد من أدوارهم، وكل ما يفعله رجل مثل عصام العريان هو أنه يمارس هوايته المفضلة: هو، ببساطة متناهية، يعرّي جماعة “الإخوان المسلمين” ويسهم، كما يتصرف أفراد الجماعة جميعاً، في حرق كل الأوراق سريعاً . هؤلاء يكشفون أنفسهم أسرع مما يتصور البعض، وبالتالي، يعجّلون في نهايتهم . لا ينتظرون إلى الغد لأنه لا غد لديهم أو أمل . كل ما لديهم من التافه والسطحي يقال اليوم فيفضحهم أكثر، ويوضح حقيقتهم . ما الذي يجعل الأخ عصام العريان يتذكر جمال عبد الناصر في يوم كامل منذ الصباح الباكر إلى الليل المتأخر واصفاً إياه بأوصاف بشعة أقلها القتل؟ وجود الزعيم جمال عبد الناصر الغامر وحياته في الموت . وجوده المضيء في مصر والوطن العربي إلى اليوم وإلى الغد . من ناحية ثانية، فهؤلاء أهل “سرية” وكتمان وسكوت وكهوف، وهم، كما أشار الأستاذ محمد حسنين هيكل في حواره الأخير، غير متعودين على النور، وإنما على الظلام و”الوشوشة” . العريان هذا، هو نفسه، صاحب نظرية اليهود المصريين، وصاحب الدعوة الغريبة حين نادى بعودتهم، ما أحدث إرباكاً في الأوساط المصرية، تزامن مع ارتياح واسع في الأوساط “الإسرائيلية” بدءاً من الصحافة والإعلام . سلسلة تفكير العريان، والحالة هذه، متصلة ومتناغمة، إلى حد بعيد، مع بعضها بعضاً، فمن يتعاطف مع اليهود بالدرجة نفسها يتخذ، بالضرورة، هذا الموقف من زعيم عربي خالد في حجم جمال عبد الناصر . إن وسائل الاتصال الحديثة، خصوصاً الوسائط الاجتماعية، متاحة لخير الناس، ولبث الحكمة والعقل والمنطق، وكل ذلك محاط، أو هكذا ينبغي، بالمحبة والأخوة والصداقة، لكن هؤلاء، العريان وأمثاله، يستخدمون أدوات الوعي، للأسف، من دون وعي، ويجيّرون وسائل العلم للجهل . العريان بالذات يمارس ذلك السقوط وكأنه واجب وطني أو قومي . كأنه يقوم بمهمة علمية وتنويرية، لكأن لكل امرئ من اسمه نصيباً . حالة العريان الحاضرة بقوة، وهو يعري فكره كل يوم، وفكر جماعته السقيم كل ساعة، لا يبذل جهداً عظيماً حتى يقيم الدليل على هشاشتها وعلى عري ممارساته واجتهاداته . أما العزاء فمعرفتنا الواثقة، على امتداد الوطن العربي الكبير، بمصر وقيمة مصر ومكانة مصر، وبمكانة وقيمة رجل في حجم جمال عبد الناصر . نقلا عن صحيفة الخليج