إن أي محلل للتكوين السكاني في مصر وما به من تنوعات وتشوهات يصيبه الفزع مما يمكن أن يكون آتياً فبمصر الآن 84.5 مليون مواطن يزيدون سنوياً بنسبة تزيد على 2٪ أي هناك زيادة سنوية عدة آلاف من المواليد وهؤلاء يعيشون علي نسبة 7٪ من أرض مصر والباقي منها صحراء قاحلة وقد ترتب علي ذلك ظهو ر مجموعات تضطر للعيش في عشوائيات وصل عددهم الي 12٫221٫000 مواطن ويعيش بالمدافن عشرة آلاف مواطن كما يوجد بمصر مليون طفل شوارع «اليونيسيف» وتصل نسبة البطالة بمصر الي 13٫5٪، كل ذلك يثير الرعب لمن يمعن الفكر في تداعياتها وقد تصل الزيادة المطردة في هذه الفئات المهمشة الي درجة تدفعهم للقيام بثورة جياع تأتي علي الأخضر واليابس وفي هذه الحالة سوف يكون وضعها أسود من حريق القاهرة وقد حدث في الشهور الأخيرة مؤشرات تنبئ عن ذلك منها اندساس مجموعات كبيرة من المخربين بين السائرين السلميين وقيام هؤلاء المخربين بتدمير المنشآت والمشاغبات ومهاجمة أقسام الشرطة ووزارة الداخلية ووزارة الحربية وغيرها، وقد قاموا بحرق المجمع العلمي كما قامت 1600 أسرة من سكان العشوائيات باقتحام والاستيلاء علي 1600 شقة بالسادس من أكتوبر محجوزة لأفراد آخرين واضطرت الجهات المسئولة لإرسال الجيش والشرطة لإخراجهم منها ولم تأت محاولات النظام السابق في علاج هذا الأمر بما يقال محاولات تطوير العشوائيات بنتيجة حاسمة واستمرت العشوائيات في تزايد. ولن نتمكن من حماية مصر من كل هذه السلبيات إلا بإيجاد أماكن إنمائية بديلة بها مساكن إنسانية يمكن أن ينتقلوا اليها ويعيشوا في جو إنساني حياة كريمة ولن يكون ذلك إلا إذا قامت الدولة والمواطنون بتنفيذ مشاريع تنموية عملاقة تستوعبهم فيها منها: 1 - مشروع منخفض القطارة وواديه. 2 - مشروع ممر التنمية للدكتور فاروق الباز. 3 - مشروع توشكي. 4- مشروع تنمية سيناء. 5- مشروع تنمية جانبي قناة السويس. 6- مشروع تنمية بحيرة السد العالي وما حولها. وغير ذلك ومن هذه المشروعات ما قد بدأ العمل به ولم يسر العمل بطريقة مرضية (مشروع توشكي وتنمية سيناء) ويجب إعادة دراسة الأسباب التي أدت لذلك وإتمام هذه المشروعات. ويجب إنشاء وزارة للمشروعات التنموية العملاقة تتولي إعداد دراسات الجدوي والدعاية للمشروعات ويجب جذب المواطنين في الداخل والخارج وكذلك المستثمرين الأجانب للمساهمة في هذه المشروعات. لتنفيذ هذه المشروعات يمكن طرح المشروع وحدة كاملة أو علي أجزاء إذا قامت الدولة والمواطنون بتنفيذ هذه المشاريع التي سوف تستوعب الملايين من هذه الفئات المهمشة وغيرها سوف تهدأ النفوس وتعود مصر آمنة لا خطر عليها. ويجب أن تترك الأحزاب والجماعات التناحر حول كعكة الحكم بمصر تاركين الخطر يقترب رويدا. وسوف تنتج هذه المشروعات مكانا لسكن ملائم وعمل مناسب كما تزيد المساحة المعمورة في مصر وتزيل الاختناقات الموجودة في كل مناحي الحياة خصوصا المروري منها. وأحب أن أذكر في هذا المجال خطورة دخول مصر بحيز الفقر المائي وقد بدأت الدخول فيه فعلا فنصيب الفرد في مصر حاليا من المياه ينخفض إلي 700 متر مكعب سنويا وآن الأوان أن نوقف اعتمادنا الكامل علي مياه النيل ويجب أن ننوع مصادر المياه مثل حفر آبار للحصول علي المياه الجوفية وتحلية مياه البحر واستمطار السحاب هذه هي ملاذنا الآمن في المستقبل ويجب السعي الدائم لإصلاح ذات البين مع دول حوض النيل والاتفاق علي تنفيذ مشارع أعالي النيل التي توقفت والتي تزيد عطاء النهر لمصلحة الجميع مثل مشروع قناة جونجلي والنيل الأزرق.