يسأل الكثير من الناس عن اسباب عدم قبول شهادة مربي الحمام فأجاب بعض اهل العلم وقال من المسائل الدّقيقة التي مرّت في كُتُب الفقه الإسلاميّ ما يُعرَف بشهادة مُربّي الحمام؛ حيث إنّ العديد من الفقهاء قد ذكروا عدم قبول شهادة من كانت من عادته تربية الحمام، فما مدى صحّة تلك المعلومة، وما هو سبب عدم قبول شهادة مُربّي الحمام؟ ما يظهر من نصوص الفقهاء الواردة في كتُبهم أنّ عدم قبول شهادة مُربّي الحمام ليست مُطلقةً، إنّما تُردّ شهادته وفق حالات معيّنة، فإن خرج حال مربّي الحمام عنها كانت شهادته مقبولةً جائزةً، أمّا ما يجعل شهادة مربّي الحمام غير مقبولة فهو ما يأتي: ألّا يتّخذ مُربّي الحمام تربيته للحمام في مقاصد مُحرَّمة أو منهيٍّ عنها، ممّا يؤدّي إلى إلحاق الضرر بالغير، فإن كان اتّخاذه لها وفق مقاصد صحيحة، ولم يكن في تربيته لها ضررٌ على الآخرين، فإنّ شهادته مقبولةٌ لا شيء عليها، قال ابن قدامة: (وإن اتّخذ الحمام لطلب فراخها، أو لحمل الكتب، أو للأنس بها من غير أذىً يتعدّى إلى الناس، لم تُرَدّ شهادته). إذا كانت تربيته للحمام على سبيل السَّفه، وتضييع الوقت، وقلّة المروءة، لم تُقبَل شهادته. إن تضمّنت تربيته للحمام إلحاق أذىً بالآخرين، مثل: الاطّلاع على دُورِهم، أو رميه إيّاها بالحجارة، فإنّ شهادته لا تُقبَل؛ لعدم تورُّعه في الكفِّ عن بيوت الناس، والاطّلاع على عوراتهم، وتعمُّد إيذائهم.