تصاعدت مخاوف المستثمرين الكبار وممولى البنوك العالمية من احتمالية المواجهة النووية بين القوى الكبرى إثر الغزو العسكرى الروسى لأوكرانيا أمس الأول، وقال الكس يونجر رئيس وحدة إم 16 فى المخابرات البريطانية سابقا أنه يتعين على البنوك أن تستعد لمواجهة مخاطر الصراع الجيوسياسى الدائر حاليا، موضحا أنه لأول مرة منذ 30 سنة ماضية تتصاعد مخاوف رجال البنوك من الخطر النووى المحتمل، مشيرا الى أن روسيا دولة نووية والرئيس «بوتين» يستعيد زمن الحرب الباردة وهو ما أكدته كلمة «بوتين» الذى يدفع بترسانته إلى الغزو الذى لم تتضح معالمه وواجهاته حتى الآن، وأكد «يونجر» أن حجم الاقتصاد الروسى ضخم على مستوى العالم وهو ما يتعين أن تبحثه البنوك فى الطرق التى تتعرض لاقتصاد وتمويل بهذا الحجم. وأكدت صحيفة بلومبيرج الاقتصادية أن مجموعات جى بى مورجان وسيتى جروب وبنك ميلون بنيويورك والتى تنتمى معظمها لعائلات المال والاقتصاد اليهودية الأشهر فى العالم هى المسئولة عن تنفيذ العقوبات الأمريكية الاقتصادية المقررة على روسيا، فقد تم الاتفاق على غلق وتجميد أية عمليات لتحويل الأموال لأية كيانات روسية من المفروض عليها عقوبات وخاصة من الحاشية المحيطة بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بالاضافة الى مجموعة يو بى إس ذات الأصول اليهودية المنوط بها تحديد حركات الأصول الروسية والتى كان لها أثر سلبي على معاملات المستثمرين فى السندات الروسية. وعلى الصعيد البنكى الأوروبى أعلن دويتش بنك وكوميرز أن العمليات المالية الموجهة مباشرة للدولة الروسية تسير بسلاسة وتحت السيطرة، بينما أفادت البنوك الفرنسية سوسيتيه جنرال والايطالية ينو كريديه سبا والنمساوية رايفايزين الدولى قامت بتنفيذ عمليات مالية ضخمة داخل فروعها على الأراضى الروسية، وعلى الرغم من عدم شروع البيت الأبيض فى تنفيذ عقوباته على شركات الطاقة الروسية حتى الآن إلا أنه تم تحديد مجموعة البنوك الروسية المفروض عليها العقوبات الامريكية والغربية وهى بنك سبير المسئول الرئيسى على عمليات التمويل للنظام الروسى وبى جى إس سى وفى تى بى، وأكد تقرير رابطة التجارة العالمية أن مثل هذه العقوبات سوف يشعر بها رجل الشارع الروسى كما ستحد من عمليات الأقراض من هذه البنوك وهو ما دفع كيانات أخرى أن توقف معاملاتها مع هذه البنوك خلال الفترة الحالية. وسجل احتياطى البنوك هبوطا ملحوظا مضاعفا مصاحبا للتحرك الروسى العسكرى الى الأراضى الأوكرانية، متأثرا بتداعيات الصراع الجيوسياسى وأثار جائحة كورونا المستمرة منذ عامين حتى الآن.