«الشلل» يضرب الأسواق والمتاجر.. و137 مليون دولار خسائر المصانع

«العصيان» مستمر فى بورسعيد

سيطرت حالة من الهدوء على شوارع وميادين بورسعيد بعد الإفراج عن 28 من المتهمين فى قضية إستاد بورسعيد والذين وصلوا للمدينة الحرة مساء السبت عقب إنهاء إجراءات الإفراج عنهم من سجن المستقبل بالإسماعيلية، رفض المفرج عنهم الاحتفال بخروجهم احتراما لزملائهم المحكوم عليم بالاعدام والسجن المشدد، وقالوا لن يهدأ لنا بال إلا بعد إعادة النظر فى كافة الأحكام الصادرة فى حق زملائنا وضرورة تخفيف العقوبة بما يتناسب مع حجم ما قاموا به خاصة أن بينهم أبرياء لم يشاركوا فى هذا العمل الإجرامى، وقد وصل المفرج عنهم بورسعيد فى إحدى سيارات الميكروباص مرتدين ملابس السجن البيضاء، بينما كان ذووهم فى انتظارهم خارج أسوار السجن واستقبلهم «ألتراس جرين إيجلز» على مشارف المدينة..
وانطلقت مسيرات هادئة فى اليوم الثانى والعشرين للعصيان وقامت بالتنبيه على أصحاب المحلات والمطاعم بضرورة إغلاق محلاتهم والانضمام للعصيان حتى تتحقق مطالب بورسعيد فى القصاص العادل للمتهمين فى قضية الإستاد وسرعة التحقيق فى مقتل 45 من أبناء المدينة بعد جلسة النطق بالحكم فى 26 يناير الماضى وتقديم الجناة للمحاكمة والاعتراف بالشهداء كشهداء ثورة، وضربت الأسواق والمتاجر حالة من الكساد، وتحاول مجموعات من المواطنين من القوى الشعبية التفاوض مع أصحاب المحال إعادة العمل بالمحلات والأسواق واستئناف الدراسة فى الوقت الذى يقوم به المحامون بالسير فى إجراءات الدفاع والمطالبة بحق الشهداء والمتهمين..
كما عادت الأمور لطبيعتها بمرفق معديات «بورفؤاد» وانتظمت الحركة واستؤنف العمل فى القطاعات المصرفية والبنوك والجمارك والموانئ وقطاع الاستثمار الذى لم يعمل بكامل طاقته لحصول العمال على إجازة إجبارية لليوم الثانى على التوالى.. أكد مجدى كمال مدير جمعية المستثمرين العاملين بمصانع المنطقة الحرة أن إجمالى الخسائر التى تكبدها المستثمرون ورجال الأعمال خلال أيام العصيان المدنى وصلت إلى 137 مليون دولار وطالب بالتكاتف من أجل وقف نزيف القطاع لمزيد من الخسائر ومنع تسريح العمالة وغلق المصانع وهروب المستثمرين، كما تعطل العمل فى ديوان عام المحافظة وعدد من المصالح والمديريات المتواجدة فى محيط المحافظة، واستمرت حالة العصيان فى عدد من المصالح من بينها الكهرباء وبعض الأحياء والمديريات، وتوقفت الدراسة فى جامعة بورسعيد والمدارس فى جميع مراحلها التعليمية وجرت اتصالات بين مسئولين بالتربية والتعليم ومجالس الآباء والأمناء والمعلمين وعدد من الداعين للعصيان المدنى بهدف عقد اجتماع فيما بينهم لتحديد الموقف الدراسى فى المدينة، وتقرر عدم ذهاب طلاب المدينة إلى المدارس لحمايتهم ولضمان أمنهم وسلامتهم وللاستمرار فى العصيان، وتم الاتفاق على عقد اجتماع بحضور مسئولين من القوات المسلحة لتأمين المدارس واستئناف الدراسة مجددا.
أكد الدكتور سيد بسيونى وكيل مديرية التعليم ببورسعيد أنه لا نية لتعطيل الدراسة أو تأجيل الامتحانات تحت أى ظرف وأشار إلى التنسيق مع وزارتى الدفاع والداخلية لحماية المنشآت التعليمية، وأكد أن المعلمين يحضرون للمدارس بينما يتخلف الطلاب خوفًا من حالة عدم الاستقرار.
أكد صفوت عبد الحميد نقيب المحامين ببورسعيد وعضو هيئة الدفاع عن المحكوم عليهم فى مذبحة بورسعيد تشكيل لجنة قضائية لدراسة حيثيات الحكم فى القضية والطعن عليه وقال سنقدم أدلة جديدة للنائب العام لفتح التحقيق من جديد، ولن نهدأ حتى يتحقق العدل وإعادة محاكمة المتهمين فى القضية والاستناد إلى الأدلة الجديدة، ولن نترك ما جرى فى بورسعيد يوم 26 يناير، وما تلاه من أحداث، وتقديم قتلة المتظاهرين فى أحداث 26 يناير للمحاكمة.
كما أكد اللواء صلاح زيادة مساعد وزير الداخلية لمدن القناة تقدير وزارة الداخلية للدور الوطنى المشرف لأهالى بورسعيد مشيرًا إلى أن هذا البلد يمثل قصة كفاح ونضال كبيرة لا يمكن لأحد إغفالها وأضاف بمجرد النطق بالحكم ببراءة 28 متهمًا من أهالى بورسعيد تم لأول مرة فى تاريخ مصلحة السجون إخلاء سبيلهم فورًا لم برغم أن الطبيعى أن يتم عرضهم على النيابات المختصة مراعاة لمشاعر الأهالى بعد التنسيق مع مديرية الأمن ومصلحة السجون والهيئات المختصة، وقال نسعى إلى كسب ود ومشاعر الأهالى الشرفاء وعودة العلاقة الطيبة مع الشرطة كما أن هناك اتصالات مكثفة مع وزارة الداخلية ومصلحة السجون لبحث كيفية إعادة المتهمين المحكوم عليهم إلى سجن بورسعيد مرة أخرى بعد أن وعدناهم بذلك رغم أن معظمهم تم الحكم عليه بالحبس المشدد رغم أن سجن بورسعيد لا يوجد فيه تنفيذ هذه العقوبة ولكن احتراما لأهالى وشعب بورسعيد سوف ننفذ رغبتهم بإعادتهم إلى محبسهم الأصلى.