ما أشبه الإخوان برجال مبارك، فكل الجرائم التى ارتكبها نظام مبارك فى 30 عاما اختصرتها الجماعة فى 8 أشهر فى الحكم بل إنها أزادت من حدة الجرائم بأنها ترتكبها باسم الشرع والدين وبما لا يخالف شرع الله ولا تهتم الجماعة بصورتها فى الشارع ولا الاتهامات التى توجه لها فهى لا ترى إلا خطتها فى السيطرة على مفاصل الدولة والتمكين فى كل مؤسساتها. ولأن الجماعة تشبه نظام مبارك فى كل شىء، فعل رجالها ما فعله جمال مبارك فى بداياته فابن الرئيس المخلوع بدأ حياته فى التربح من بيع ديون مصر.. وهى النواة التى حقق منها الوريث ثروته وقيادات الجماعة أيضا يبدأون حياتهم السياسية بالتربح من أموال مصر المعدومة لدى رجال الأعمال وكل من جمال مبارك وقيادات الإخوان لا يبحثون إلا عن مصالحهم الشخصية حتى لو على حساب الوطن. بحسب البلاغات التى يتم التحقيق فيها فى جهاز الكسب غير المشروع فإن «جمال» تربح ما يقرب من 5 مليارات جنيه من المتاجرة ببيع ديون مصر، وذكر البلاغ الذى حمل رقم 812 لسنة 2012 بلاغات النائب العام أن جمال مبارك قام بالتلاعب وشراء وبيع صكوك ديون مصر خلال حكومة عاطف صدقى عندما كان نجل المخلوع يعمل فى بنك «أوف أمريكا» فى لندن وكان يعتمد خلال ذلك بنشر الشائعات عن انهيار الاقتصاد المصرى وعدم قدرته على الوفاء بديونه المتراكمة وهى أبرز الأمور التى تؤدى إلى انخفاض قيمة صك الديون. فالمؤامرة دبرت بحسب البلاغ من أجل توصيل صورة عالمية بأن الأوضاع فى مصر مضطربة وغير مستقرة ودخول البلاد فى حالة من الركود وتوقف لعجلة الإنتاج وانهيار للاقتصاد، وهو ما يساعد على انخفاص قيمة صكوك الديون بشكل كبير ليقوم جمال مبارك بشرائها بقيمة تتراوح من 15% و25% فقط من قيمتها الأساسية، ثم تعود الأمور إلى الاستقرار مجددا ليعاود بيعها بسعرها الطبيعى أو أقل بجزء بسيط، ليجنى من وراء ذلك 5 مليارات جنيه. قيادات الإخوان ساروا على نفس الدرب ولكن من خلال المتاجرة بأموال مصر المنهوبة حيث يقوم قيادات الجماعة وخاصة خيرت الشاطر وحسن مالك بالتفاوض مع رجال الاعمال لاسترداد الأموال التى تم نهبها خلال النظام السابق ويصل حجم الأموال التى تتفاوض الجماعة على إرجاعها 45 مليار جنيه. ويحصل رجال الجماعة على عمولات سواء من خلال عملية التقييم أو من خلال عمولة مباشرة من رجال الأعمال مقابل التوسط لإنهاء قضاياهم. ما يفعله قيادات الإخوان وسيرهم على نفس نهج جماعة الإخوان يؤكد أن نظام مبارك لم يسقط ولكنه مازال باقياً فى الدولة ولكن بعباءة دينية فتصرفات رجال مبارك يمارسها رجال الجماعة الآن ولكن دون استحياء أو خوف من غضب الشارع.