التدبر فى اسماء الله من اسباب زيادة الايمان وقال اهل العلم ان العدل من أسماء الله الحسنى و علاقة الإنسان بهذا الاسم علاقة واضحة ومتينة ومصيرية، فالذي يعرف عدل الله لا يمكن أن يتجاوز حده، ولا يمكن أن يعتدى على أحد، والذي يعرف عدل الله يعدّ للمليون قبل أن يظلم هرة، وورد العدل مقيدا بكونه وصفا لكلمات الله تعالى، كقوله سبحانه: "وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً"، سورة الأنعام. العدل هو: هو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له، وأخذ ما عليه، وجاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر بالعدل، وتحث عليه، وتدعو إلى التمسك به، ويقول تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ". أنه من تمام عدل الله ألا يعذب قومًا حتى يقيم عليهم الحجة ويستفرغ معهم المعاذير، فلا يعذبهم حتى يبعث لهم رسولًا ينذرهم ويعلمهم، قال الله -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا). و صفة في الإنسان ممدوحة، بها يعتدل الميزان وتتزن الأركان، وبدونها يختل النظام وينهار البنيان؛ إنها صفة العدل وضدها الظلم، لكن الإنسان مهما كان عادلًا فإنه قد يقع في الظلم؛ فيظلم غيره بعمد أو بغير عمد، ولو بإساءة الظن فيه، وقد يجتهد ليعدل فيظلم من حيث يظن أنه يعدل؛ لجهل أو غفلة، وإن لم يظلم سواه من البشر فقد يظلم نفسه بالذنوب والمعاصي!. والعدل صفة من صفات الله -عز وجل-، وعدله -تعالى- هو العدل المطلق، فهو -سبحانه- عدل لا يظلم أبدًا وهو العليم الخبير الذي يدري كيف يكون العدل، فتجب له -تعالى- كل صفة كمال، وتستحيل عليه أضدادها من صفات النقص. وإن أصل العدل هو المساواة في الأشياء؛ فكل ما خرج عن الظلم والاعتداء سمي عدلًا (تفسير الخازن)، والعدل -أيضًا- هو التوسط في كل شيء بين الإفراط والتفريط، ويأتي العدل بمعنى العدالة وهي: الاعتدال والثبات على الحق (الحدود الأنيقة لزكريا الأنصاري)، وتأتي العدالة بمعنى الاستقامة على طريق الحق باجتناب ما هو محظور في الدين، وهي ملكة في الشخص تحمله على ملازمة التقوى والمروءة"(التعريفات الفقهية للبركتي)، وهذا معنى العدل على العموم. أما معنى صفة العدل في حق الله -تبارك وتعالى-: فهو -سبحانه- العادل في الحكم بين العباد، فيحكم بينهم في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه؛ فلا يظلم مثقال ذرة، ولا يحمل أحدًا وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه، ويؤدي الحقوق إلى أهلها؛ فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه (تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي). ومن معاني صفة العدل بالنسبة إلى الله -تعالى-: العدل عند حساب الناس يوم القيامة؛ فالله -عز وجل- يحاسب الخلائق يوم القيامة بعدله، ويزن أعمالهم بالميزان، ولا يبخس أحدًا مثقال ذرة، ولا يضيعها، وهو يحصي على العبد وللعبد أعماله كلها صغيرها وكبيرها ليجازيه بها، وهذا من تمام العدل، يقول -عز من قائل-: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء:47].