لم تستند إلي تاريخ والدها الفتوة ووحش الشاشة الراحل فريد شوقي.. بل صنعت لنفسها تاريخاً خاصاً وقدمت مجموعة من الأعمال المميزة.. ليست قارئة جيدة للسياسة.. وكل ما تعلمه عن التاريخ هو »مينا موحد القطرين« وبعد ثورة 25 يناير أدركت مدي أهمية الثقافة السياسية.. وأكدت أن المصريين يعيشون حالياً في جو ديمقراطي مشبع بالحرية.. وقالت: إنها ترفض إلغاء الرقابة.. وأن الدراما المصرية تعاني أزمة كبيرة هذا العام بسبب الأحداث الأخيرة، وتتمني أن تعود الحياة إلي مسارها الصحيح وأن يسود الهدوء والأمان.. إنها الفنانة »رانيا فريد شوقي« التي تقوم حالياً بتصوير مسلسل »خاتم سليمان« وتعتبره مواكباً للأحداث الجارية وتقدم فيه الزوجة والأم.. وعن مسلسلها الجديد وتفاصيل أخري كان معها هذا الحوار: »خاتم سليمان« يذكرنا بفيلم الراحل زكي رستم.. ما سر هذا الاسم الذي يوحي بأن هناك خاتماً سحرياً يحقق الأحلام الصعبة؟ - مفيش علاقة تماماً.. والاسم لا يحمل أي شيء من المعني المتعارف عليه بأن هناك كنزاً سوف يحول الأحداث إلي خيال.. ولكن المسلسل عبارة عن رحلة طبيب يحاول أن يكتشف نفسه من خلال الحياة.. ويكتشف في النهاية أنه كان يسلك الطريق غير المستقيم ويعيش بمبدأ اللامبالاة وكان علي مدار الوقت إنساناً مضللاً.. وأهمية مسلسل »خاتم سليمان« تكمن في موضوعه.. فهو يناقش الأوضاع الراهنة ويتحدث عن الفساد ويلقي الضوء علي الشباب بشكل مختلف.. والشخصية الرئيسية في العمل هو الدكتور سليمان الرجل العبثي الخيالي، عاشق المزيكا والعزف علي البيانو الذي يرفض أن يعيش علي أرض الواقع.. وهذا هو الفرق بينه وبين زوجته. ما دورك في »خاتم سليمان«؟ - أقدم شخصية جديدة ودوراً مختلفاً عن أدواري السابقة.. ففي الحلقات الأولي أظهر أماً لفتاة عمرها 18 عاماً، وأجسد دور امرأة متسلطة زوجها يعاني من غطرستها.. فهي شخصية واقعية في كل شيء وسيدة مجتمع تهتم بشكلها ومظهرها والإتيكيت.. أما زوجها الدكتور سليمان فهو لا يبالي بأي شيء. ألا ترين أن الدخول في منطقة الشر أمر يهدد علاقة الود بين الفنان والجمهور؟ - أعتقد أن الجمهور لن يكره الفنان بسبب دور يعلم جيداً أنه تمثيل.. وأنا أحب تقديم الشخصيات البعيدة عن النمطية.. والشخصية التي أقدمها من لحم ودم وموجودة في المجتمع المصري.. وللعلم لا يوجد في الحياة إنسان شر مطلق وآخر به خير مطلق.. فكلنا بداخلنا الخير والشر. ما سبب تحمسك ل »خاتم سليمان« بالرغم من أن الأحداث الحالية أثرت علي موسم الدراما الرمضاني؟ - لأن العمل جيد وأحمد عبدالحميد مخرج رائع ومتميز.. وأنا من معجبات خالد الصاوي كفنان.. كما أن العمل نفسه يناقش الأحداث الجارية وتوقيت عرضه مناسب. ما انطباعك عن خالد الصاوي في أول تعامل معه؟ - أنا محظوظة لأنني أتعامل في هذا المسلسل مع خالد الصاوي.. فهو ذو إحساس فني عال ويقدم شخصيات متنوعة يجيد التعامل معها ويختار أدواره بتقان وأداء متميز. سمعنا عن مشروع فني آخر مع المخرج مصطفي الشال؟ - اعتذرت عنه أيضاً لأن الدور كان شريراً جداً دون وجود مبرر.. وهذه الأنواع لا أحب أن أقدمها لذلك اعتذرت عن العمل مع احترامي الشديد للمخرج المبدع مصطفي الشال. لماذا اعتذرت عن مسلسل »نور مريم«؟ - لأن شخصية الصحفية التي كنت سأقدمها نمطية ولا يوجد فيها جديد وأديتها كثيراً في أعمالي.. مثل »دموع القمر« لذلك وجدت أن »نور مريم« لن يضيف شيئاً بالنسبة إلي وسبق أن قدمت دوراً مشابهاً له.. فلماذا أكرر نفسي؟ سمعنا أنك لم تخفضي أجرك.. لماذا؟ - بكل بساطة لأنني مش من أصحاب الأجور الفلكية.. وأجري ليس بالكبير ولا يرهق شركات الإنتاج أو يؤثر عليها مقارنة بالفنانين الآخرين بتوع الملايين.. وهناك أمر خطير يجب النظر إليه وهو أن الفنان سوف يحقق إيرادات للمنتجين فكيف تنظر لأجره فقط؟ لست معي في أن هناك مبالغة في الأجور؟ - المسألة عرض وطلب ولغة السوق هي التي تتحدث.. ولو أن المنتجين لا يحققون أرباحاً مضاعفة من وراء النجوم لما منحوهم ما يريدون وتصارعوا عليهم.. فبمجرد انتهاء شهر رمضان يبدأ المنتجون في حجز النجوم للعام التالي.. وأتمني أن تتم صناعة نجوم جدد لكسر احتكار بعض الفنانين للسوق. كيف ترين مستقبل الدراما في مصر.. وهل ستتراجع في ظل هذه الأحداث؟ - بالفعل تراجعت وتقهقرت مكانة الدراما في السنوات الأخيرة.. وأصبحت الأعمال التي تقدم لا تحمل مضموناً أو هدفاً.. ونتمني جميعاً عودة الاستقرار لمصر وبعد ذلك نفكر في مستقبل الدراما. ما رأيك في مسلسلات السير الذاتية.. وهل هناك بالفعل عمل فني يتم التحضير له يحكي عن والدك؟ - بكل صراحة أراها نوعاً من تجميل الشخصية وفي ظاهرها خالية من العيوب وأقرب إلي المثالية.. وهذا النوع من الدراما غالباً ما يكون نمطياً والمقصود به إظهار إيجابيات الشخصية فقط.. وأنا لا أعلم مدي صحة ما سمعته عن عمل فني لوالدي الراحل فريد شوقي. لماذا لم يقدم حتي الآن عمل عن وحش الشاشة ويحكي قصة حياته؟ - محدش يزعل من كلامي.. أين نجد الوجه الذي يقنعك بأنه الفتوة.. فحتي الآن لا يوجد سوي فريد شوقي واحد.. ولو عثرت عليه سأكون سعيدة وسنقدم فوراً عملاً يحكي سيرة والدي.. وأنا استفدت منه كثيراً جداً وكلما وصلت فإليه الفضل فيه ويكفيني أنني أحمل اسمه فلولاه ما كنت في هذه المكانة. ألا تعتقدين أن تقديم أكثر من عمل في نفس الوقت أمر يحرق الفنان؟ - بالعكس رغم أنه أمر مرهق وممتع في نفس الوقت.. ففي ظل كثرة الفضائيات أصبحت الأمور مختلفة تماماً.. وظهور الفنان في أكثر من عمل يزيد من نجوميته وبريقه ويرتفع سعره. العديد من الفنانين يتواصلون مع الجمهور في ظل ثورة التكنولوجيا.. وأنت؟ - بالفعل كانت لها فائدة كبيرة للفنان وصار بإمكانه التواصل مع محبيه مباشرة عبر الإنترنت.. وأنا كذلك أتواصل مع جمهوري علي الفيس بوك. وما رأيك في السينما وسر ابتعادك عنها؟ - السينما هي التي ابتعدت عني وعن معظم جيلي.. بعد أن أصبحت الساحة لأعمال الهلس والخلاعة وصارت تقدم الأفلام الرديئة والتافهة والسطحية.. وابتعدت عن قضايا المجتمع وغرقت في بحر المشاهد الساخنة والمستفزة التي لا يقبلها الجمهور المصري. وهل أنت ممن يطالبون بإلغاء الرقابة؟ - لا.. فليس لدينا الوعي الكامل بالديمقراطية ولو تم إلغاء الرقابة سنري مهازل فنية وأخلاقية. ما رأيك في القائمة السوداء التي تم وضعها لمن كان ضد الثورة؟ - أعتقد أن معظم الأسماء الموجودة بالقائمة افتقدوا مهارة التحدث وكانوا منفعلين بما حدث وهذا النوع كثيراً ما يغلط.. وأنا رأيي أن الفنان لما يتكلم في السياسة لابد أن يكون فاهماً لها وقارئاً جيداً للتاريخ.. أما إذا تكلم دون علم بتاريخ أو سياسة فسوف يغضب الكثيرين لأنه مش فاهم. ماذا كنت تفعلين أيام ثورة 25 يناير.. وما موقفك منها؟ - أنا من سكان مدينة أكتوبر وكنت في حالة فزع وهلع.. ولم أترك منزلي خوفاً علي أولادي.. ولم اشترك في اللجان الشعبية لأنني كنت خائفة.. وبصراحة أنا لا أفهم في السياسة ونحن جيل ليس قارئاً جيداً وغير مستوعب للتاريخ.. وللأسف لم أكن أعرف غير ما درسته في المدرسة.. مينا وأحمس ورمسيس.. وكنت في بداية الثورة »تائهة« ولا أعلم ما الذي حدث.. ولكن بعدها تغيرت رؤيتي للأمور وأدركت قيمة الحياة والتغيير الذي أحدثته.. وأنا حالياً أتابع البرامج السياسية وأحاول بقدر الإمكان أن أفهم ما يدور حولي.. وشاركت في الاستفتاء علي الدستور.. ولكنني اكتشفت في النهاية أن »نعم« و»لا« نتيجة واحدة وكان فيلماً واتعمل علينا.. وأنا مؤمنة بالتغيير والديمقراطية.. ويجب أن نأخذ بالنا ونلتفت جيداً لما يحدث حولنا.. ولن نخضع بعد ذلك لأي وضع غير راضين عنه. ومن هو الأفضل للرئاسة في رأيك؟ - سأعطي صوتي لمن يمتلك فكراً جديداً وسيكون سياسياً محنكاً.. ولكن حتي الآن لا يوجد أحد أرشحه من الأسماء الموجودة علي الساحة.
