سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 7 يونيو 2025    أسعار الأسماك اليوم السبت 7 يونيو 2025    هل ترتفع اسعار اللحوم بعد العيد ..؟    عاجل.. وصول أليو ديانج إلى معسكر الأهلي للمشاركة في كأس العالم للأندية    بالفيديو.. إقبال كبير للمواطنين على حدائق الحيوان والمتنزهات خلال عيد الأضحى    أواخر يونيو الجاري.. شيرين تحيي حفلًا غنائيًا في مهرجان موازين بالمغرب    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 7-6-2025 في المنوفية.. الطماطم 10 جنيها    جيش الاحتلال يقصف منطقة بطن السمين في خانيونس    وزير العمل يهنئ فلسطين بمنحها "عضو مراقب" بمنظمة العمل الدولية    اليابان: لا اتفاق بعد مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 7-6-2025 في مصر بعد آخر ارتفاع    دوناروما: أداء إيطاليا لا يليق بجماهيرنا    بعد تصريحات زيزو.. عضو مجلس الزمالك يوجه رسالة غامضة    أسعار الحديد اليوم في مصر السبت 7-6-2025    النشرة المرورية.. سيولة بحركة السيارات بمحاور القاهرة والجيزة    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 بالقاهرة.. اعرف موعد الإعلان    ارتفاع تأخيرات القطارات في ثاني أيام العيد    طريقة عمل كباب الحلة، ألذ وأسرع غداء على سفرتك في العيد    محافظ الإسماعيلية يوجه بفتح الأندية لنزلاء دور الرعاية والمسنين (صور)    بأمر المحكمة.. سفاح المعمورة في مستشفى العباسية للكشف على قواه العقلية    التفاصيل الكاملة لاتهام زوجة المطرب إسماعيل الليثي بالاعتداء عليها وسرقة مجوهراتها    تامر حسني: مبحبش الألقاب وعملت «ريستارت» لنفسي    ديانج ينضم إلى معسكر الأهلي في ميامي.. صور    بعد خلافه مع ترامب.. إيلون ماسك يدعو إلى تأسيس حزب سياسي جديد    ترامب يكلف بتوسيع إنتاج الطيران الأسرع من الصوت    كلهم مصريين، مصرع شخص وإنقاذ 36 آخرين في احتراق مركب هجرة غير شرعية قبالة سواحل ليبيا    "مش جايين نسرق".. تفاصيل اقتحام 3 أشخاص شقة سيدة بأكتوبر    «كذاب وبيشتغل الناس».. خالد الغندور يفتح النار على زيزو    «لعيبة تستحق تلبس تيشيرت الزمالك».. شيكابالا يزف خبرًا سارًا لجماهير الأبيض بشأن الصفقات الصيفية    محمد هانى: نعيش لحظات استثنائية.. والأهلي جاهز لكأس العالم للأندية (فيديو)    بعد تصدرها الترند بسبب انهيارها .. معلومات عن شيماء سعيد (تفاصيل)    صدام ترامب ونتنياهو بسبب إيران.. فرصة تاريخية لدى رئيس أمريكا لتحقيق فوز سياسي    بعد خلافه مع «ماسك».. «ترامب» يُفكر ببيع سيارته «تيسلا S»    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    مباحثات مصرية كينية لتعزيز التعاون النقابي المشترك    «الدبيكي»: نسعى لصياغة معايير عمل دولية جديدة لحماية العمال| خاص    الثلاثاء أم الأربعاء؟.. موعد أول يوم عمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    محاضرة عن المتاحف المصرية في أكاديمية مصر بروما: من بولاق إلى المتحف الكبير    دار الإفتاء تكشف آخر موعد لذبح الأضحية    سفارة الهند تستعد لإحياء اليوم العالمي لليوجا في 7 محافظات    محمد الشناوي: الزمالك هو المنافس الحقيقي ل الأهلي وليس بيراميدز    المطران فراس دردر يعلن عن انطلاق راديو «مارن» في البصرة والخليج    أخبار × 24 ساعة.. المجازر الحكومية تستقبل أكثر من 9800 أضحية أول أيام العيد    صلى العيد ثم فارق الحياة.. تشييع جنازة صيدلي تعرض لأزمة قلبية مفاجئة في الشرقية    «الطقس× العيد».. استمرار الارتفاع في درجات الحرارة مع «اضطراب الملاحة والشبورة والرياح» بالمحافظات    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    سالى شاهين: كان نفسى أكون مخرجة سينما مش مذيعة.. وجاسمين طه رفضت التمثيل    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية تُعرب عن قلقها إزاء تصاعد العنف في الأراضي المقدسة    البابا تواضروس يهاتف بابا الفاتيكان لتهنئته بالمسؤولية الجديدة    لأصحاب الأمراض المزمنة.. استشاري يوضح أفضل طريقة لتناول البروتين في العيد    أستاذ رقابة على اللحوم يحذر من أجزاء في الذبيحة ممنوع تناولها    حدث في منتصف ليلًا| أسعار تذاكر الأتوبيس الترددي على الدائري.. وموجة حارة بكافة الأنحاء    تفشي الحصبة ينحسر في أميركا.. وميشيغان وبنسلفانيا خاليتان رسميًا من المرض    وزير الأوقاف يشهد صلاة الجمعة بمسجد سيدنا الإمام الحسين بالقاهرة    حكم من فاتته صلاة عيد الأضحى.. دار الإفتاء توضح التفاصيل    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كليات القمة.. وهم كبير
نشر في الوفد يوم 24 - 08 - 2021

أطباء الأسنان 4 أضعاف العدد المطلوب فى سوق العمل.. و61٪ من الصيادلة عاطلون.. و30٪ من خريجى الهندسة لا يجدون وظائف
80٪ من الحاصلين على بكالوريوس إعلام لم يعملوا فى الصحافة أو الإعلام.. و90٪ من «سياسة واقتصاد» لم يلتحقوا بالسلك الدبلوماسى
خريج حقوق: التنسيق مش آخر الدنيا.. ونجحت فى مجالى وحصلت على الماجستير من أكبر الجامعات فى بريطانيا وحالياً حصلت على وظيفة فى إنجلترا
أستاذ جامعى: كنت من الأوائل والتحقت بإحدى كليات المرحلة الثالثة.. والقطاع الطبى والهندسى لا يسمو على الأدبى.. وكلنا نؤدى رسالة فى الكون
«تظاهرات وبكاء.. وفرح وزغاريد» حالتان متناقضتان تتلازمان سنوياً فى بيوت جميع طلاب الثانوية العامة، البالغ عددهم هذا العام 649 ألف طالب منهم 292 ألف طالب وطالبة فى شعبة علمى علوم وأكثر من 100 ألف طالب وطالبة فى شعبة علمى رياضيات وأكثر من 256 ألف طالب وطالبة فى الشعبة الأدبية.
وبمجرد إعلان النتيجة يبدأ سباق تنسيق الكليات ومعه تحلق أمانى الطلبة للالتحاق ب «كليات القمة»، حيث يسعى إلى الفوز بأى من كليات الطب أو الصيدلة أو الهندسة أو غيرها من الكليات التى تتطلب مجموعاً كبيراً فى الثانوية العامة إما رغبةً فى رضاء الوالدين أو سعياً لعدم اهدار الدرجات التى حصل عليها بالالتحاق بكلية أقل من مجموعه الكلى.
«كليات القمة» فى مجتمعنا مسألة حياة أو موت بالنسبة للطالب، ويظن الكثيرون أن الالتحاق باحدى هذه الكليات يضمن له مستقبلًا زاهرًا ومكانة اجتماعية مرموقة، بغض النظر عما إذا كان مردود هذه الكليات مناسبًا له على المستوى العلمى أو حتى على المستوى المهنى فى المستقبل، أو مدى حبه أو رغبته فى دراسة هذا المجال، ما يجعل الدخول لهذه الكليات مجرد «وجاهه اجتماعية».
وبعيداً عن مسميات «قمة أم قاع»، فإن الضغط النفسى على الطالب فى حال لم يلتحق بأى من الكليات ذات المجاميع المرتفعة يجعله يفقد الثقة فى نفسه، هذا ما أكده خبراء نفسيون، علاوة على أنه حسب ما قاله وزير التعليم أن مجموع الدرجات لا يعبر بالضرورة عن قدرات الطالب أو مستواه الدراسي، حيث أوضح أن إجمالى عدد الراسبين فى كليات القمة فى أول عام لهم بالكليات يصل إلى 50% من إجمالى الطلاب.
فمن يطالع نسب البطالة بين خريجى هذه الكليات أو المرتبات الهزلية التى يحصلون عليها فور تخرجهم، سيعرف أن «القمة مجرد وهم صنعه المجتمع ودفع ثمنه جيلاً بعد جيل، فهناك آلاف الشباب لم يلتحقوا بالكليات المنشودة ومع ذلك حققوا نجاحات كبيرة، فى حين أغلب من دراسوا وتخرجوا من «القمة» انتهى بهم المطاف أم تعثروا فى مجالهم واتجهوا لمجال آخر، أو تأقلموا مع مجالاتهم وبعضهم حاول السفر للخارج لتحسين مستواهم الاجتماعى.
دوامة التنسيق والرغبات
مع أن التنسيق البوابة الوحيدة لدخول الجامعات والتى تحدد كل عام طبقاً لمؤشرات النجاح، حيث إنه سجلت انخفاضًا ملحوظًا بالمقارنة بالأعوام الماضية، لتبدأ ب 362.5 درجة فأكثر بالنسبة للشعبة العلمية أى بنسبة 88.41% فأكثر بإجمالى عدد طلاب 22954، ووصل الحد الأدنى للشعبة الهندسية 328 درجة فأكثر أى بنسبة 80.00% فأكثر بإجمالى عدد طلاب 16293، وللشعبة الأدبية 269.5 درجة فأكثر أى بنسبة 65.73% فأكثر بإجمالى عدد طلاب 79033، وبالتالى يكون إجمالى عدد الطلاب للمرحلة الأولى لجميع الشعب 118280 طالبًا وطالبة.
لكن خريطة العمل تغيرت اليوم عن السابق، وأصبحت أعداد الخريجين تفوق ما يحتاجه سوق العمل، فضلاً عن أن الشهادة باتت وحدها لا تكفى للتوظيف بل هناك مهارات وقدرات معينة لابد أن تتوفر فى الخريجين، ومع أن كلية الطب لايزال يحظى خريجوها بفرص فى التعيين نظراً لأن سوق العمل يحتاج إلى المزيد من الأطباء وبخاصةً أن هناك نقصًا فى أعداد الطواقم الطبية والتى يصل عددهم لنحو 109 آلاف طبيب بمعدل طبيب لكل 964 نسمة، أى بمعدل 9 أو 10 أطباء لكل 10 آلاف مواطن، فى حين المعدلات العالمية تشير إلى وجود 23 طبيبا لكل 10 آلاف مواطن.
وباقى القطاعات الطبية ليست على شاكلة «الطب»، فمثلاً كلية الصيادلة والتى تحتل المرتبة الثالثة فى هرم القطاع الطبي، ويسعى للالتحاق بها معظم من لم يحالفهم الحظ فى الالتحاق بطب بشرى أو أسنان، حيث وصل عدد الطلاب المقبولين فيها 7500 طالب وطالبة فى الجامعات الحكومية عام 2020 وقرابة نفس العدد فى الجامعات الخاصة والأهلية، إلا أن مصطفى الوكيل وكيل نقابة الصيادلة أكد أن 61.5% يعانون من البطالة نظراً لزيادة عدد الخريجين والذين يصل عددهم لأكثر من 13 ألف صيدلى سنوياً، فى حين سوق العمل لا يتطلب سوى 5 آلاف صيدلي، حيث وصل عدد الصيادلة فى مصر
لقرابة 184 ألفًا و923 صيدلانيًا مقابل 67 ألفا و511 صيدلية، بنسبة 1271 مواطنا لكل صيدلية، و7.9 صيدليات لكل 10 آلاف مواطن.
طب أسنان ليست أفضل حالاً من صيادلة، حيث بات شبح البطالة يهدد خريجيها، فحسب مجلس النقابة العامة لأطباء الأسنان فإن أعداد الخريجين تضاعفت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ أعداد الخريجين عام 2019 نحو 4 آلاف و700 طبيب ، بينما 2020 وصلوا إلى 5 آلاف و500 طبيب، ومن المتوقع أن يتخرج هذا العام قرابة 7 آلاف طبيب، فى حين يحتاج سوق العمل إلى ألفي طبيب سنوياً أى بمعدل طبيب واحد لكل 2000 مريض، ما يعنى أن الخريجين أضعاف ما يتطلب سوق العمل.
أما بالنسبة لكليات الهندسة والتى على قمة الشعبة الرياضية، ويلتحق بها أغلب أوائل علمى رياضة فى الثانوية العامة، حيث وصل عدد الملتحقين بها عام 2020، قرابة 17ألفاً و400 طالب فى الجامعات الحكومية، ونفس العدد فى الجامعات الخاصة، إلا أنه يعانى خريجوها مثل باقى القطاعات، فحسب مصادر نقابية فإن نسبة البطالة بين المهندسين تتجاوز ال30% وأن أكثر التخصصات تعانى من البطالة هم مهندسو التعدين والبترول الذين تصل نسبة البطالة بينهم 57% يليهم مهندسو الكيمياء والعمارة، فيما أن أكثر التخصصات المطلوبة هى مدنى وميكانيكا واتصالات علاوة على أنه حسب عضو لجنة التعليم الهندسى بالنقابة ياسر شعبان بأنه هناك عدد كبير من الخريجين غير مؤهلين لسوق العمل.
على الجانب الآخر، الكليات الأدبية ليست أحسن حظاً، فحسب البيانات التى ترصد واقع خريجى كليات القمة، فإن أكثر من 80% من خريجى كليات الإعلام، لا يعملون فى الصحافة ولا حقل الإعلام ولا العلاقات العامة، فطبقاً لآخر إحصاء لوزارة التعليم العالى (2018) يوضح أن هناك 4137 طالباً وطالبة يدرسون الإعلام على مستوى الجمهورية، فى حين أن سوق العمل لا يتطلب سوى 500 خريج سنوياً.
أما كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ونظيراتها من الكليات وهى الحلم الأكبر لطلاب الشعبة الأدبية يتخرج منها سنوياً أكثر من 2000، بينما سوق العمل لا يحتاج أكثر من 500 خريج جديد، معظمهم من قسم الاقتصاد، أما أقسام السياسة التى يحلم من يلتحق بها أن يصبح فى يوم من الأيام سفيراً أو عضوًا فى السلك الدبلوماسى، فنسبة البطالة بين خريجيه تفوق 90% بحسب تقديرات الدكتور رضا هلال الخبير بالمجالس القومية المتخصصة.
أما كلية الآثار والتى يتسابق طلاب الشعبة الأدبية كل عام للالتحاق بها، باعتبارها إحدى كليات القمة، إلا أن سوق العمل لا يفتح أبوابه أمام خريجى هذه الكلية إلا إذا اتجه الخريج للسفر للخارج أو عمل فى مجال الإرشاد السياحى بصعيد مصر، فليس أمام خريجى 9 كليات آثار على مستوى الجمهورية إلا العمل كمرشدين سياحيين.
نماذج خارج القمة
فى حين يتلهف آلاف الطلبة للالتحاق بكليات القمة، هناك مئات النماذج استطاعت أن تحلق بعيداً عن «قمة يحددها التنسيق» لتصل بمجالها إلى قمة النجاح، من هؤلاء نجاحون بعيداً عن كليات القمة على رأسهم الدكتور أحمد زويل، خريج كلية العلوم، والذى حصل على جائزة نوبل.
والروائى العالمى نجيب محفوظ، خريج كلية الآداب قسم فلسفة، والذى حصل على جائزة نوبل، والدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية، والذى أكد مؤخرا فى رسالة صوتية موجهة لطلاب الثانوية أن نتيجة الثانوية مش آخر المطاف، وأنه كان يريد الالتحاق بكلية الطب، لكن مجموعه لم يساعده على الالتحاق بها، فاضطر لدخول كلية العلوم واستطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً باجتهاده وسعيه فى مجال دراسته.
«حاتم حجازى» نموذج آخر لشاب استطاع أن يُحلق بعيداً عن كليات القمة، ويصنع بنفسه القمة التى يريدها، حيث يقول: «أنتمى لأسرة مصرية بسيطة، وكباقى الأسر كانوا يهتمون بالمجموع، لذلك أخدت دروسًا فى كل المواد لكى أستطيع تحصيل أكبر قدر من الدرجات على اعتبار أن المجموع هو المحدد الأساسى لمستقبلى، فضلاً عن أنه اتزرع فىّ فكرة منذ نعومة أظافرى أنه فى حال لم ألتحق بكليات القمة يبقى فشلت».
وأشار إلى أن عدم حبه للمذاكرة لوقت طويل جعله يكتفى بمذاكرة 3 ساعات يومياً، وهو ما دفعه للالتحاق بعلمى رياضة خاصة أنه يرى أن الرياضيات ممتعة، فضلاً عن رغبته فى تجنب المواد النظرية لأنها تعتمد على الحفظ بدرجة كبيرة.
ونوه بأنه انتهى من المرحلة الثانوية عام 2005 بمجموع 90%، لافتاً إلى أن هذا المجموع كان صدمة لأهلى لأن بذلك ضاعت علىّ كليات القمة، وسعوا لالتحاقى بكلية خاصة حتى أصبح مهندسًا، لكننى رفضت ما كانوا يسعون إليه وفضلت الالتحاق بالمجال الذى أحبه وأصررت على دخول كلية الحقوق قسم اللغة الإنجليزية، ما عرضنى لحالة من الصدام مع أهلي، حيث اعتبروا أنه ضاع مستقبلى بقرارى هذا، لكننى صممت على موقفى.
واستطرد حديثه قائلاً: «نجحت فى الأربع سنين بكلية الحقوق، ثم سعيت عقب تخرجى فى الحصول على منحة للماجستير فى أواخر 2010، وبالفعل نجحت فى الحصول على منحة تغطى حوالى 50% من مصاريف الدراسة وكانت فى لندن، لكن اندلاع ثورة 25 يناير 2011 أعاقنى عن السفر فى ذلك الوقت».
ولفت إلى أنه أصيب بحالة من الإحباط بعد عجزه عن السفر بسبب الأوضاع فى البلاد، علاوة على كم الكلام السلبى من المحيطين بى بسبب اختيارى لمجال دراستى وعدم وجود فرصة عمل، لكننى لم استسلم وسعيت لتنمية مهاراتي، حيث التحقت بكورس محاسبة إدارية معتمدة CIMA وبالفعل نجحت فى الانتهاء منه وأصبحت أمتلك مهارة القانون والمحاسبة.
وأوضح أنه استمر يومياً فى البحث عن منحة فى أى جامعة بإنجلترا لتحقيق حلمه باستكمال دراسته فى الخارج والنجاح فى المجال القانونى، وعكف على تجهيز كافة أوراقه ليكون مستعدًا فى أى وقت للسفر، مشيراً إلى أنه اجتاز امتحان IELTS واستطاع أن يحصل على سكور 7.5، وأصبح بذلك مستعداً لتقديم أوراقه فى حال فتح باب التقديم للدراسة، وبالفعل هذا ما حدث، حيث نوه بأنه فى عام 2014، قدم أوراقه فى 9 جامعات.
واكد أنه قُبلت أوراقه فى كافة الجامعات التى تقدم لها فى إنجلترا، حيث حصل على منحة 50% فى جامعة كارديف Cardiff وجامعة إيست أنجليا East Angelia، كما حصل على منحة كاملة فى جامعة غرب إنجلترا UWE فى بريستول، لافتاً إلى أنه اختار جامعة UWE نظراً لأنها كانت منحة شاملة مصاريف الدراسة كاملة، لكن المعيشة والمصاريف الشخصية يتحملها الباحث.
ونوه بأنه رغم سعيه ونجاحه فى الحصول على المنحة إلا أنه لم يحالفه الحظ، حيث إنه رفضت الفيزا الخاصة للسفر، ما أعاقنى عن السفر وضاعت علىّ المنحة، لكننى لم استسلم واجتهدت وسعيت مرة ثانية، والمفاجأة أنى حصلت على المنحة للمرة الثانية عندما تقدمت إليها، لافتاً إلى أنه هذه المرة نجح فى السفر ووصل لندن واستطاع التسجيل فى الجامعة.
ولفت إلى أنه تحمل كثيراً حتى استطاع الحصول على درجة الماجستير فى مكافحة الجرائم المالية وخصوصاً غسيل الأموال، حيث أشار إلى أنه اضطر للعمل من أجل الإنفاق على نفسه وعلى الدراسة، فعمل فى ماكدونالدز الذى كان يبعد عن مسكنه فى إنجلترا مسافة ساعتين، كما نوه بأنه تحمل الأيام الصعبة التى مر بها خاصة أنه كان تأتى عليه أوقات لا يملك فيها أى أموال ولا يستطيع ركوب المواصلات للذهاب للجامعة، وكان يتحمل طول المسافة ويمشى على قدميه حتى يصل لوجهته.
واختتم حديثه، قائلاً: «الثانوية العامة والتنسيق مش آخر الدنيا، وهناك آلاف الأشخاص الذين نجحوا فى عمر كبير، مشيراً إلى أن العبرة بالاجتهاد والتفوق فى مجال الدراسة والنجاح مش كليات قمة لكن أسلوب حياة».
فى السياق ذاته، قال عبدالحميد طارق، حاصل على ليسانس الشريعة الإسلامية: «إن العبرة ليست بالالتحاق بالكليات»، مشيراً إلى أن الأهم التفوق فى مجال الدراسة وإثبات الذات.
وأكد أن الناس تعطى الثانوية العامة أكبر من حجمها، لافتاً إلى أنه لابد أن يتغير فكر الطلاب ويتخلوا عن وهم ما يسمى كليات القمة، ويختاروا الكلية التى يرغبون بها ويحبونها بعيداً عن معدل درجاتهم. ونوه بأن العديد من الأوائل يعرفهم جيداً وبعضهم اقاربه لم يسجنوا أنفسهم فى هذا الوهم واختاروا ما يحبونه بعيداً عما إذا كان قمة أو قاعًا.
على جانب آخر، أكد د. رضا عبدالسلام أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة المنصورة: «إنه كان من الأوائل فى مرحلة الثانوية ومع ذلك فضل أن يلتحق بالمجال الذى أحبه رغم سخرية زملائه منه، لأن كلية الحقوق كانت إحدى كليات المرحلة الثانية أو الثالثة فى التنسيق، واستطاع أن يتفوق فيه ويثبت نجاحه.
ونوه بأنه لا يوجد قمة أو قاع.. وليس هناك علم يعلو أو يسمو على علم آخر، مشيراً إلى أن الطبيب أو المهندس لا يعلو على الحقوقى ولا على أى متخصص أو باحث فى مجال آخر، بل كلنا نؤدى رسالة فى الكون.
ولفت إلى أن الالتحاق بكليات القمة ما هو إلا وهم تلهث وراءه الأسر المصرية ظناً منهم أن ذلك يضمن مستقبلًا أفضل لأبنائهم، بينما هذا الأمر يثقل على كاهلهم ويدفعهم لإنفاق المزيد من الأموال على هذا الوهم، بينما النتيجة يصبح ابنهم كغيره من آلاف الخريجين العاطلين عن العمل.
واختتم حديثه، قائلاً: «كل فرد هو من يصنع القمة بنجاحه فى مجال عمله وحبه لدراسته وتفوقه فيها، وبإهماله يقع فى قاع أعلى قمة اختارها أو التحق بها»، مشيراً إلى أن النعرات أوجدت نوعاً من العنصرية والتعالى بين خريجى الكليات، وفى النهاية الجميع يعانى بسبب الدروس الخصوصية والبطالة وغيرها.
إنفوجراف
ناجحون بعيداً عن كليات القمة:
أحمد زويل - خريج كلية العلوم – وحصل على جائزة نوبل
نجيب محفوظ - خريج كلية الآدب قسم فلسفة - حصل على جائزة نوبل
إبراهيم الفقى - خريج كلية سياحة وفنادق - وأصبح مديرًا لأكبر الفنادق ودرب أكثر من 600 ألف حول العالم
فاروق الباز - خريج كلية العلوم - مدير مركز الاستشعار عن بعد فى جامعة بوسطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.