قوات الاحتلال تداهم عددًا من المنازل خلال اقتحامها بلدة جيوس شرق قلقيلية    4 توصيات ل«اتصالات النواب» لسلامة الراكبين بشركات النقل الذكي    أسعار الدواجن واللحوم اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    زاخاروفا تعلق على التصريحات الأمريكية حول قرار الجنائية الدولية    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    الصحة: منظومة التأمين الصحي الحالية متعاقدة مع 700 مستشفى قطاع خاص    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    فرنسا: ندعم المحكمة الجنائية الدولية واستقلالها ومكافحة الإفلات من العقاب    «بلاش انت».. مدحت شلبي يسخر من موديست بسبب علي معلول    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    «بيتهان وهو بيبطل».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على انتقادات الجماهير ل شيكابالا    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    اعرف موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة المنيا    أحمد حلمي يغازل منى زكي برومانسية طريفة.. ماذا فعل؟    «كداب» تقترب من 2 مليون مشاهدة.. سميرة سعيد تنجح في جذب انتباه الجمهور ب الصيف (فيديو)    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    سائق توك توك ينهي حياة صاحب شركة بسبب حادث تصادم في الهرم    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    دونجا: سعيد باللقب الأول لي مع الزمالك.. وأتمنى تتويج الأهلي بدوري الأبطال    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    مصطفى أبوزيد: احتياطات مصر النقدية وصلت إلى أكثر 45 مليار دولار فى 2018    7 مسلسلات وفيلم حصيلة أعمال سمير غانم مع ابنتيه دنيا وايمي    واشنطن: نرفض مساواة المحكمة الجنائية الدولية بين إسرائيل وحماس    خط ملاحى جديد بين ميناء الإسكندرية وإيطاليا.. تفاصيل    اتحاد منتجي الدواجن: السوق محكمة والسعر يحدده العرض والطلب    التصريح بدفن جثمان طفل صدمته سيارة نقل بكرداسة    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    وزير الرياضة يهنئ منتخب مصر بتأهله إلي دور الثمانية بالبطولة الأفريقية للساق الواحدة    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    وزير الصحة: 5600 مولود يوميًا ونحو 4 مواليد كل دقيقة في مصر    مراقبون: قرار مدعي "الجنائية الدولية" يشكك في استقلالية المحكمة بالمساواة بين الضحية والجلاد    إصابة شخصين في حريق شب بمزرعة بالفيوم    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    متى تنتهي الموجة الحارة؟ الأرصاد الجوية تُجيب وتكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء    على باب الوزير    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كليات القمة.. وهم كبير
نشر في الوفد يوم 24 - 08 - 2021

أطباء الأسنان 4 أضعاف العدد المطلوب فى سوق العمل.. و61٪ من الصيادلة عاطلون.. و30٪ من خريجى الهندسة لا يجدون وظائف
80٪ من الحاصلين على بكالوريوس إعلام لم يعملوا فى الصحافة أو الإعلام.. و90٪ من «سياسة واقتصاد» لم يلتحقوا بالسلك الدبلوماسى
خريج حقوق: التنسيق مش آخر الدنيا.. ونجحت فى مجالى وحصلت على الماجستير من أكبر الجامعات فى بريطانيا وحالياً حصلت على وظيفة فى إنجلترا
أستاذ جامعى: كنت من الأوائل والتحقت بإحدى كليات المرحلة الثالثة.. والقطاع الطبى والهندسى لا يسمو على الأدبى.. وكلنا نؤدى رسالة فى الكون
«تظاهرات وبكاء.. وفرح وزغاريد» حالتان متناقضتان تتلازمان سنوياً فى بيوت جميع طلاب الثانوية العامة، البالغ عددهم هذا العام 649 ألف طالب منهم 292 ألف طالب وطالبة فى شعبة علمى علوم وأكثر من 100 ألف طالب وطالبة فى شعبة علمى رياضيات وأكثر من 256 ألف طالب وطالبة فى الشعبة الأدبية.
وبمجرد إعلان النتيجة يبدأ سباق تنسيق الكليات ومعه تحلق أمانى الطلبة للالتحاق ب «كليات القمة»، حيث يسعى إلى الفوز بأى من كليات الطب أو الصيدلة أو الهندسة أو غيرها من الكليات التى تتطلب مجموعاً كبيراً فى الثانوية العامة إما رغبةً فى رضاء الوالدين أو سعياً لعدم اهدار الدرجات التى حصل عليها بالالتحاق بكلية أقل من مجموعه الكلى.
«كليات القمة» فى مجتمعنا مسألة حياة أو موت بالنسبة للطالب، ويظن الكثيرون أن الالتحاق باحدى هذه الكليات يضمن له مستقبلًا زاهرًا ومكانة اجتماعية مرموقة، بغض النظر عما إذا كان مردود هذه الكليات مناسبًا له على المستوى العلمى أو حتى على المستوى المهنى فى المستقبل، أو مدى حبه أو رغبته فى دراسة هذا المجال، ما يجعل الدخول لهذه الكليات مجرد «وجاهه اجتماعية».
وبعيداً عن مسميات «قمة أم قاع»، فإن الضغط النفسى على الطالب فى حال لم يلتحق بأى من الكليات ذات المجاميع المرتفعة يجعله يفقد الثقة فى نفسه، هذا ما أكده خبراء نفسيون، علاوة على أنه حسب ما قاله وزير التعليم أن مجموع الدرجات لا يعبر بالضرورة عن قدرات الطالب أو مستواه الدراسي، حيث أوضح أن إجمالى عدد الراسبين فى كليات القمة فى أول عام لهم بالكليات يصل إلى 50% من إجمالى الطلاب.
فمن يطالع نسب البطالة بين خريجى هذه الكليات أو المرتبات الهزلية التى يحصلون عليها فور تخرجهم، سيعرف أن «القمة مجرد وهم صنعه المجتمع ودفع ثمنه جيلاً بعد جيل، فهناك آلاف الشباب لم يلتحقوا بالكليات المنشودة ومع ذلك حققوا نجاحات كبيرة، فى حين أغلب من دراسوا وتخرجوا من «القمة» انتهى بهم المطاف أم تعثروا فى مجالهم واتجهوا لمجال آخر، أو تأقلموا مع مجالاتهم وبعضهم حاول السفر للخارج لتحسين مستواهم الاجتماعى.
دوامة التنسيق والرغبات
مع أن التنسيق البوابة الوحيدة لدخول الجامعات والتى تحدد كل عام طبقاً لمؤشرات النجاح، حيث إنه سجلت انخفاضًا ملحوظًا بالمقارنة بالأعوام الماضية، لتبدأ ب 362.5 درجة فأكثر بالنسبة للشعبة العلمية أى بنسبة 88.41% فأكثر بإجمالى عدد طلاب 22954، ووصل الحد الأدنى للشعبة الهندسية 328 درجة فأكثر أى بنسبة 80.00% فأكثر بإجمالى عدد طلاب 16293، وللشعبة الأدبية 269.5 درجة فأكثر أى بنسبة 65.73% فأكثر بإجمالى عدد طلاب 79033، وبالتالى يكون إجمالى عدد الطلاب للمرحلة الأولى لجميع الشعب 118280 طالبًا وطالبة.
لكن خريطة العمل تغيرت اليوم عن السابق، وأصبحت أعداد الخريجين تفوق ما يحتاجه سوق العمل، فضلاً عن أن الشهادة باتت وحدها لا تكفى للتوظيف بل هناك مهارات وقدرات معينة لابد أن تتوفر فى الخريجين، ومع أن كلية الطب لايزال يحظى خريجوها بفرص فى التعيين نظراً لأن سوق العمل يحتاج إلى المزيد من الأطباء وبخاصةً أن هناك نقصًا فى أعداد الطواقم الطبية والتى يصل عددهم لنحو 109 آلاف طبيب بمعدل طبيب لكل 964 نسمة، أى بمعدل 9 أو 10 أطباء لكل 10 آلاف مواطن، فى حين المعدلات العالمية تشير إلى وجود 23 طبيبا لكل 10 آلاف مواطن.
وباقى القطاعات الطبية ليست على شاكلة «الطب»، فمثلاً كلية الصيادلة والتى تحتل المرتبة الثالثة فى هرم القطاع الطبي، ويسعى للالتحاق بها معظم من لم يحالفهم الحظ فى الالتحاق بطب بشرى أو أسنان، حيث وصل عدد الطلاب المقبولين فيها 7500 طالب وطالبة فى الجامعات الحكومية عام 2020 وقرابة نفس العدد فى الجامعات الخاصة والأهلية، إلا أن مصطفى الوكيل وكيل نقابة الصيادلة أكد أن 61.5% يعانون من البطالة نظراً لزيادة عدد الخريجين والذين يصل عددهم لأكثر من 13 ألف صيدلى سنوياً، فى حين سوق العمل لا يتطلب سوى 5 آلاف صيدلي، حيث وصل عدد الصيادلة فى مصر
لقرابة 184 ألفًا و923 صيدلانيًا مقابل 67 ألفا و511 صيدلية، بنسبة 1271 مواطنا لكل صيدلية، و7.9 صيدليات لكل 10 آلاف مواطن.
طب أسنان ليست أفضل حالاً من صيادلة، حيث بات شبح البطالة يهدد خريجيها، فحسب مجلس النقابة العامة لأطباء الأسنان فإن أعداد الخريجين تضاعفت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ أعداد الخريجين عام 2019 نحو 4 آلاف و700 طبيب ، بينما 2020 وصلوا إلى 5 آلاف و500 طبيب، ومن المتوقع أن يتخرج هذا العام قرابة 7 آلاف طبيب، فى حين يحتاج سوق العمل إلى ألفي طبيب سنوياً أى بمعدل طبيب واحد لكل 2000 مريض، ما يعنى أن الخريجين أضعاف ما يتطلب سوق العمل.
أما بالنسبة لكليات الهندسة والتى على قمة الشعبة الرياضية، ويلتحق بها أغلب أوائل علمى رياضة فى الثانوية العامة، حيث وصل عدد الملتحقين بها عام 2020، قرابة 17ألفاً و400 طالب فى الجامعات الحكومية، ونفس العدد فى الجامعات الخاصة، إلا أنه يعانى خريجوها مثل باقى القطاعات، فحسب مصادر نقابية فإن نسبة البطالة بين المهندسين تتجاوز ال30% وأن أكثر التخصصات تعانى من البطالة هم مهندسو التعدين والبترول الذين تصل نسبة البطالة بينهم 57% يليهم مهندسو الكيمياء والعمارة، فيما أن أكثر التخصصات المطلوبة هى مدنى وميكانيكا واتصالات علاوة على أنه حسب عضو لجنة التعليم الهندسى بالنقابة ياسر شعبان بأنه هناك عدد كبير من الخريجين غير مؤهلين لسوق العمل.
على الجانب الآخر، الكليات الأدبية ليست أحسن حظاً، فحسب البيانات التى ترصد واقع خريجى كليات القمة، فإن أكثر من 80% من خريجى كليات الإعلام، لا يعملون فى الصحافة ولا حقل الإعلام ولا العلاقات العامة، فطبقاً لآخر إحصاء لوزارة التعليم العالى (2018) يوضح أن هناك 4137 طالباً وطالبة يدرسون الإعلام على مستوى الجمهورية، فى حين أن سوق العمل لا يتطلب سوى 500 خريج سنوياً.
أما كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ونظيراتها من الكليات وهى الحلم الأكبر لطلاب الشعبة الأدبية يتخرج منها سنوياً أكثر من 2000، بينما سوق العمل لا يحتاج أكثر من 500 خريج جديد، معظمهم من قسم الاقتصاد، أما أقسام السياسة التى يحلم من يلتحق بها أن يصبح فى يوم من الأيام سفيراً أو عضوًا فى السلك الدبلوماسى، فنسبة البطالة بين خريجيه تفوق 90% بحسب تقديرات الدكتور رضا هلال الخبير بالمجالس القومية المتخصصة.
أما كلية الآثار والتى يتسابق طلاب الشعبة الأدبية كل عام للالتحاق بها، باعتبارها إحدى كليات القمة، إلا أن سوق العمل لا يفتح أبوابه أمام خريجى هذه الكلية إلا إذا اتجه الخريج للسفر للخارج أو عمل فى مجال الإرشاد السياحى بصعيد مصر، فليس أمام خريجى 9 كليات آثار على مستوى الجمهورية إلا العمل كمرشدين سياحيين.
نماذج خارج القمة
فى حين يتلهف آلاف الطلبة للالتحاق بكليات القمة، هناك مئات النماذج استطاعت أن تحلق بعيداً عن «قمة يحددها التنسيق» لتصل بمجالها إلى قمة النجاح، من هؤلاء نجاحون بعيداً عن كليات القمة على رأسهم الدكتور أحمد زويل، خريج كلية العلوم، والذى حصل على جائزة نوبل.
والروائى العالمى نجيب محفوظ، خريج كلية الآداب قسم فلسفة، والذى حصل على جائزة نوبل، والدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية، والذى أكد مؤخرا فى رسالة صوتية موجهة لطلاب الثانوية أن نتيجة الثانوية مش آخر المطاف، وأنه كان يريد الالتحاق بكلية الطب، لكن مجموعه لم يساعده على الالتحاق بها، فاضطر لدخول كلية العلوم واستطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً باجتهاده وسعيه فى مجال دراسته.
«حاتم حجازى» نموذج آخر لشاب استطاع أن يُحلق بعيداً عن كليات القمة، ويصنع بنفسه القمة التى يريدها، حيث يقول: «أنتمى لأسرة مصرية بسيطة، وكباقى الأسر كانوا يهتمون بالمجموع، لذلك أخدت دروسًا فى كل المواد لكى أستطيع تحصيل أكبر قدر من الدرجات على اعتبار أن المجموع هو المحدد الأساسى لمستقبلى، فضلاً عن أنه اتزرع فىّ فكرة منذ نعومة أظافرى أنه فى حال لم ألتحق بكليات القمة يبقى فشلت».
وأشار إلى أن عدم حبه للمذاكرة لوقت طويل جعله يكتفى بمذاكرة 3 ساعات يومياً، وهو ما دفعه للالتحاق بعلمى رياضة خاصة أنه يرى أن الرياضيات ممتعة، فضلاً عن رغبته فى تجنب المواد النظرية لأنها تعتمد على الحفظ بدرجة كبيرة.
ونوه بأنه انتهى من المرحلة الثانوية عام 2005 بمجموع 90%، لافتاً إلى أن هذا المجموع كان صدمة لأهلى لأن بذلك ضاعت علىّ كليات القمة، وسعوا لالتحاقى بكلية خاصة حتى أصبح مهندسًا، لكننى رفضت ما كانوا يسعون إليه وفضلت الالتحاق بالمجال الذى أحبه وأصررت على دخول كلية الحقوق قسم اللغة الإنجليزية، ما عرضنى لحالة من الصدام مع أهلي، حيث اعتبروا أنه ضاع مستقبلى بقرارى هذا، لكننى صممت على موقفى.
واستطرد حديثه قائلاً: «نجحت فى الأربع سنين بكلية الحقوق، ثم سعيت عقب تخرجى فى الحصول على منحة للماجستير فى أواخر 2010، وبالفعل نجحت فى الحصول على منحة تغطى حوالى 50% من مصاريف الدراسة وكانت فى لندن، لكن اندلاع ثورة 25 يناير 2011 أعاقنى عن السفر فى ذلك الوقت».
ولفت إلى أنه أصيب بحالة من الإحباط بعد عجزه عن السفر بسبب الأوضاع فى البلاد، علاوة على كم الكلام السلبى من المحيطين بى بسبب اختيارى لمجال دراستى وعدم وجود فرصة عمل، لكننى لم استسلم وسعيت لتنمية مهاراتي، حيث التحقت بكورس محاسبة إدارية معتمدة CIMA وبالفعل نجحت فى الانتهاء منه وأصبحت أمتلك مهارة القانون والمحاسبة.
وأوضح أنه استمر يومياً فى البحث عن منحة فى أى جامعة بإنجلترا لتحقيق حلمه باستكمال دراسته فى الخارج والنجاح فى المجال القانونى، وعكف على تجهيز كافة أوراقه ليكون مستعدًا فى أى وقت للسفر، مشيراً إلى أنه اجتاز امتحان IELTS واستطاع أن يحصل على سكور 7.5، وأصبح بذلك مستعداً لتقديم أوراقه فى حال فتح باب التقديم للدراسة، وبالفعل هذا ما حدث، حيث نوه بأنه فى عام 2014، قدم أوراقه فى 9 جامعات.
واكد أنه قُبلت أوراقه فى كافة الجامعات التى تقدم لها فى إنجلترا، حيث حصل على منحة 50% فى جامعة كارديف Cardiff وجامعة إيست أنجليا East Angelia، كما حصل على منحة كاملة فى جامعة غرب إنجلترا UWE فى بريستول، لافتاً إلى أنه اختار جامعة UWE نظراً لأنها كانت منحة شاملة مصاريف الدراسة كاملة، لكن المعيشة والمصاريف الشخصية يتحملها الباحث.
ونوه بأنه رغم سعيه ونجاحه فى الحصول على المنحة إلا أنه لم يحالفه الحظ، حيث إنه رفضت الفيزا الخاصة للسفر، ما أعاقنى عن السفر وضاعت علىّ المنحة، لكننى لم استسلم واجتهدت وسعيت مرة ثانية، والمفاجأة أنى حصلت على المنحة للمرة الثانية عندما تقدمت إليها، لافتاً إلى أنه هذه المرة نجح فى السفر ووصل لندن واستطاع التسجيل فى الجامعة.
ولفت إلى أنه تحمل كثيراً حتى استطاع الحصول على درجة الماجستير فى مكافحة الجرائم المالية وخصوصاً غسيل الأموال، حيث أشار إلى أنه اضطر للعمل من أجل الإنفاق على نفسه وعلى الدراسة، فعمل فى ماكدونالدز الذى كان يبعد عن مسكنه فى إنجلترا مسافة ساعتين، كما نوه بأنه تحمل الأيام الصعبة التى مر بها خاصة أنه كان تأتى عليه أوقات لا يملك فيها أى أموال ولا يستطيع ركوب المواصلات للذهاب للجامعة، وكان يتحمل طول المسافة ويمشى على قدميه حتى يصل لوجهته.
واختتم حديثه، قائلاً: «الثانوية العامة والتنسيق مش آخر الدنيا، وهناك آلاف الأشخاص الذين نجحوا فى عمر كبير، مشيراً إلى أن العبرة بالاجتهاد والتفوق فى مجال الدراسة والنجاح مش كليات قمة لكن أسلوب حياة».
فى السياق ذاته، قال عبدالحميد طارق، حاصل على ليسانس الشريعة الإسلامية: «إن العبرة ليست بالالتحاق بالكليات»، مشيراً إلى أن الأهم التفوق فى مجال الدراسة وإثبات الذات.
وأكد أن الناس تعطى الثانوية العامة أكبر من حجمها، لافتاً إلى أنه لابد أن يتغير فكر الطلاب ويتخلوا عن وهم ما يسمى كليات القمة، ويختاروا الكلية التى يرغبون بها ويحبونها بعيداً عن معدل درجاتهم. ونوه بأن العديد من الأوائل يعرفهم جيداً وبعضهم اقاربه لم يسجنوا أنفسهم فى هذا الوهم واختاروا ما يحبونه بعيداً عما إذا كان قمة أو قاعًا.
على جانب آخر، أكد د. رضا عبدالسلام أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة المنصورة: «إنه كان من الأوائل فى مرحلة الثانوية ومع ذلك فضل أن يلتحق بالمجال الذى أحبه رغم سخرية زملائه منه، لأن كلية الحقوق كانت إحدى كليات المرحلة الثانية أو الثالثة فى التنسيق، واستطاع أن يتفوق فيه ويثبت نجاحه.
ونوه بأنه لا يوجد قمة أو قاع.. وليس هناك علم يعلو أو يسمو على علم آخر، مشيراً إلى أن الطبيب أو المهندس لا يعلو على الحقوقى ولا على أى متخصص أو باحث فى مجال آخر، بل كلنا نؤدى رسالة فى الكون.
ولفت إلى أن الالتحاق بكليات القمة ما هو إلا وهم تلهث وراءه الأسر المصرية ظناً منهم أن ذلك يضمن مستقبلًا أفضل لأبنائهم، بينما هذا الأمر يثقل على كاهلهم ويدفعهم لإنفاق المزيد من الأموال على هذا الوهم، بينما النتيجة يصبح ابنهم كغيره من آلاف الخريجين العاطلين عن العمل.
واختتم حديثه، قائلاً: «كل فرد هو من يصنع القمة بنجاحه فى مجال عمله وحبه لدراسته وتفوقه فيها، وبإهماله يقع فى قاع أعلى قمة اختارها أو التحق بها»، مشيراً إلى أن النعرات أوجدت نوعاً من العنصرية والتعالى بين خريجى الكليات، وفى النهاية الجميع يعانى بسبب الدروس الخصوصية والبطالة وغيرها.
إنفوجراف
ناجحون بعيداً عن كليات القمة:
أحمد زويل - خريج كلية العلوم – وحصل على جائزة نوبل
نجيب محفوظ - خريج كلية الآدب قسم فلسفة - حصل على جائزة نوبل
إبراهيم الفقى - خريج كلية سياحة وفنادق - وأصبح مديرًا لأكبر الفنادق ودرب أكثر من 600 ألف حول العالم
فاروق الباز - خريج كلية العلوم - مدير مركز الاستشعار عن بعد فى جامعة بوسطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.