في ظل سباق الثانوية العامة، ومع ظهور نتيجة الثانوية العامة، يطل علينا شبح كليات القمة، فعلى مدار أجيال عديدة، ترسخ في عقول الطلاب والأهالي، أن التفوق والنجاح يكمن في الالتحاق بكليات القمة، فطالب شعبة "علمي" إذا لم يلتحق بكلية الطلب أو الهندسة أصبح فاشلا، وطالب شعبة "أدبي" إذا لما يلتحق بكلية الإعلام أوالألسن أو اقتصاد وعلوم سياسية أصبح فاشلا أيضا. بمرور الوقت، أصبح الشغل الشاغل لكل طالب، هو الحصول على مجموع مرتفع فقط، وليس الالتحاق بكلية يحقق فيها أحلامه وأهدافه، فتحول الطالب إلى آلة لتجميع الدرجات فقط. كليات الطب والهندسة وغيرها من الكليات التي تعرف باسم كليات القمة، أصبحت عقدة للطلاب والأهالي، وتباينت الآراء حول هذا الأمر على النحو التالي، حيث قالت نورهان سمير، طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة: "مفهوم كليات القمة ليس له معنى، جميعنا يتخرج من الكلية مثله مثل الآخر، والفرق أن هناك من يكمل دراسته خارج الكلية، ويحارب من أجل الوصول لهدفه، حتى لو كان بعيد عن تخصص دراسته، وهناك من يجلس على المقاهي ويدعي أنه ليس هناك عمل على الرغم من أنه خريج كلية قمة". وانضمت لها والدتها، قائلة: "لا يوجد شيء اسمع كليات قمة، وجميع الكليات واحد والفرق فقط في الطالب الذي يدرس ومدى حبه لما يدرس"، ويكد مصطفى كرارة، طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة: "مبدئيا موضوع كليات القمة يبدأ منذ الثانوية، حيث يصبح الشغل الشاغل للطالب هو الالتحاق بأعلى كلية في تخصصه، سواء كان شعبة علمي أو أدبي، كنوع من أنواع الوجاهة والفخر الاجتماعي ليس إلا، بعد ذلك جميع الكليات واحد، والفرق أن كليات القمة فرصتها أكبر في النجاح، وبمعني آخر كمهندس، فأنا إلى جانب الهندسة، أستطيع العمل في أي وظيفة مثل الماركتينج وغيرها، في حين أن طالب الكليات الأخرى لا يستطيع أن يعمل مهندس". أما ساره ياقوت، وهي خريجة معهد خدمة اجتماعية خاص، فتقول: "الموضوع محتاج قصة نجاح، بمعنى أن يكون طالبا حصل على مجموع ضئيل في الثانوية العامة، ما اضطره للالتحاق بإحدى الكليات الخاصة، ولم يكن حلمه من الأساس، لكن مع الوقت يتفوق فيها، ويحمد الله أنه لم يحصل على مجموع مرتفع في الثانوية، وإلا لم يكن ليحصل على النجاح الذي أصبح فيه حاليا". ويقول شريف محمد، ولي أمر طالب بالثانوية العامة: "كليات القمة شيء أساسي، وأي طالب يلتحق بها يضمن مستقبل أفضل وأيضا وظيفة محترمة حين يتخرج من الكلية، ويكون حاله أفضل من أن يلتحق بكلية آداب أو حقوق ويتخرج ويجلس على مقهى", وتضيف ريهام سمير، خريجة كلية تجارة جامعة القاهرة، "بعض كليات القمة حاليا مينفعش تكون كلية قمة، لأن هناك بعض الخريجين لا يجدون فرص عمل تناسبهم، في حين أن هناك بعض الكليات الأخرى يجب أن تصبح من ضمن كليات القمة، مثل كلية حاسبات ومعلومات، كما يتوقف الأمر على متطلبات سوق العمل في تحديد كليات القمة". أما شرف الدين محسن، وهو طالب بمعهد الأهرامات العالي للهندسة والتكنولوجيا، فيقول: "مفهوم كليات القمة غير صحيح، هناك الكثير من الطلاب التحقوا بكلية الهندسة والطب، لكنهم رسبوا، وهناك كثير من الأمثلة التي أعرفها، وأيضا أعرف الكثيرين حصلوا على مجموع يفوق 98% في الثانوية العامة، لكنهم التحقوا بكلية الفنون التطبيقية والفنون الجميلة وغيرها، لأنهم يريدون ذلك ومتفوقين في مجالهم". وتضيف بسنت حسن، وهي طالبة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، "لا يوجد شيء يسمى كلية قمة، بل هناك أفرادًا يجتهدون من أجل النجاح والحصول على وظيفة وبناء مستقبل لهم فيما يحبون فقط". تنشر "الوطن"، بعد قليل، نتائج الثانوية العامة بشقيها العلمي والأدبي، ويمكنك الاشتراك الآن في تطبيق نتيجة الثانوية على "الوطن http://www2.elwatannews.com/thanawya2015/