أكد كريس ألكسندر نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة السابق في أفغانستان، أن الكثير من المصادر الموثوقة تؤكد أن الهيكل التنظيمي لتنظيم القاعدة الإرهابي، الذي يعمل جنبا إلى جنب مع حركة طالبان، ينشطان في الأساس من داخل باكستان وبدعم منها. وانتقد ألكسندر، نائب المبعوث الأممي بين عامي 2005 و2009، ومؤلف كتاب "إنهاء الحرب بالوكالة لباكستان في أفغانستان"، في حوار مع موقع "شبكة الشتات الأفغاني ADN"، التجاهل المتعمد من قبل الأممالمتحدة، للدور السري الذي تلعبه باكستان في الحرب في أفغانستان، مشيرا إلى أن التقرير الأخير لفريق المراقبة والعقوبات التابع لمجلس الأمن، يتجنب الحديث عن القضية الرئيسية ويتجه إلى القضايا الهامشية. وتابع كريس بالقول أن تقارير الأممالمتحدة تقول إن قادة القاعدة يعيشون في منطقة حدودية بين أفغانستانوباكستان، وهذا غير صحيح، فالعديد من المصادر تؤكد أن الهيكل التنظيمي للقاعدة موجود في باكستان. وبحسب كريس، فالقاعدة الأفغانية ليس وحدها التي تتخذ من باكستان نقطة انطلاق لها في الصراع الأفغاني، وشبكة حقاني، ومجموعة إمارة أفغانستان الإسلامية، جميعهم يتحركون من داخل باكستان، مؤكدا أن هذه الجماعات تعمل بالتعاون مع مديرية الاستخبارات الداخلية الباكستانية، ويعملون بدعم من الدولة الباكستانية. وأضاف:" جهود فريق المراقبة، كانت مشكوك فيها في عيني منذ البداية لأنها تجاهلت دائما هذه المسألة، إضافة إلى وجود ضابط من المخابرات الباكستانية، كعضو في فريق المراقبة، لذا، فإذا كنتم تريدون معرفة لماذا لا يتم الإبلاغ عن ذلك، فهذا هو السبب". طالبان تخوض حرب بالوكالة عن باكستان وردا على سؤال، لماذا تجاهل التقرير الأممي الصادر في يونيه 2021، ذكر وجود قادة طالبان والقاعدة في باكستان، بين الدبلوماسي الأممي:" إذا تم ذكر ذلك، فهذا يعني البدء في التعامل بشكل حقيقي مع الحرب بالوكالة التي تخوضها باكستان في أفغانستان، تلك الحرب بالوكالة تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين"، مضيفا:" الدول التي تتدخل من خلال الجماعات المسلحة في الشؤون الداخلية لجيرانها يجب أن تواجع عواقب بموجب ميثاق الأممالمتحدة، فقد تم فرض عقوبات على إيان لأنها منخرطة في حرب بالوكالة في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن، ويمكن أيضا أن نتحدث عن حرب بالوكالة تخوضها تركيا". اقرأ أيضًا.. الصليب الأحمر: يجب ألا يدفع الشعب الأفغاني ثمن التغيير السياسي واستطرد: "بالمقارنة بالدول الأخرى، فإن حجم الحرب بالوكالة التي تخوضها باكستان في أفغانستان، أكبر بكثير من أي دولة أخرى، وهي تستحق رد دولي، حتى يتم الوصول إلى سلام داخلي لأفغانستان"، مضيفا:"انظر إلى بوتين، حينما غزا أوكرانيا في 2014 قد تعرض على الفور لعقوبات، على باكستان كدولة وليس كشعب أن تواجه ذلك على الأقل". وأكد كريس أن باكستان تعمل بجد حتى لا تخرج أي معلومات عن حربها بالوكالة للشعب الباكستاني أو للمجتمع الدولي، فالصحافة الباكستانية ممنوعة من نشر أي شيء عن ذلك، كما أن أجهزة الدولة تبذل جهدها لمنع تقارير الأممالمتحدة من قول الحقيقة حول نشاطها. وبشأن التقارب بين طالبان والقاعدة وباكستان، أوضح كريس أن أكثر المجموعات موثوقة التي تعمل معها المخابرات الباكستانية، هي شبكة حقاني، التي تتحالف مع حركة طالبان والقاعدة على السواء، لافتا إلى أن هذه الشبكة، رغم أنها تضم مقاتلين أفغان من ولاية بكتيا، إلا أنها عملت على مر السنين بتوجيهات من باكستان، لذا فليس من المستغرب أن تصنف وكالة الاستخبارات الباكستانية، سراج الدين حقاني، كزعيم رئيسي للقيادة العسكرية لحركة طالبان. تفاصيل الاتفاق بين أمريكا وطالبان وحول الاتفاق الموقع بين الولاياتالمتحدة وطالبان في فبراير 2020، والذي قاد إلى سيطرة طالبان على أفغانستان، أوضح كريس أن هذا الاتفاق كان كارثيا، مؤكدا أن هدف باكستان وطالبان كان إخراج الولاياتالمتحدة وحلف الناتو من أفغانستان، حتى يتمكنان من السيطرة على البلد وفرض الحل العسكري، وهو ما حدث. ولفت كريس إلى أن السلطة الأفغانية كانت تدرك هذا الدور الخفي الذي تلعبه باكستان في تنظيم وتمويل وتسليح جيش بالوكالة لشن حرب لصالحها في أفغانستان، والمتمثل في طالبان والجماعات الأخرى المتشددة، مشيرا إلى أنه في مايو الماضي، أجرى الرئيس الأفغاني، أشرف غني، مقابلة مع صحيفة "دير شبيجل" الألماني، حيث قال إن باكستان هي مصدر التمكين لطالبان.