شيماء سيد أم لخمسة من الأبناء أصبحت حديث المصريين بعد نشر حكايتها مع التعذيب على يد زوجها المدمن هى وأطفالها الخمسة، حكاية أغرب من الخيال ولكن كثيرًا ما يكون الواقع أغرب من الخيال. تزوجت شيماء فى سن ال19 عاما من رجل لم تكن تحبه وانجبت منه طفلا ولكن سرعان ما دب الخلاف بينهما وانفصلا فى هدوء. وعادت الى اسرتها تحمل طفلها بين يديها. لم تنتظر ان ينفق عليها احد ولا حتى والدها. واصرت على العمل لتلبية احتياجات رضيعها واثناء البحث عن لقمة العيش تقابلت مع زوجها الحالى محمد شقاوة والرواية على لسان شيماء. وتطورت علاقتهما ووجدت فيه طوق النجاة من عذابات الحياة ووعدها بالسعادة وراحة البال وصدقت أو كانت ترغب ان تصدقه وتقدم للزواج منها ووافقت اسرتها دون شروط وكأنها كانت تنتظر لحظة الخلاص منها وتم الزواج. 15عاما مرت على زواج شيماء من زوجها انجبت منه خمسة أطفال. الحياة كانت عادية وتمر الأيام والسنون ويكبر الأطفال والام تواصل الليل بالنهار من اجل سعادة زوجها وأطفالها ورغم ضيق الحال كانت سعيدة وتحمد الله على ما اعطاها وتتمنى دوامه. ولكن لم يستمر استقرار البيت وسكانه. فقد تعرف الزوج على اصدقاء السوء وبدأ فى تعاطى جميع انواع المخدرات. ووبعد نفاد ما معه من نقود اتجه الى بيع أثاث المنزل وتركه على البلاط. ولم يكتف بذلك بل باع التاكسى الذى كان مصدر رزقه الوحيد، ولأن الكيف يحتاج الى مئات الجنيهات يوميا نفد ثمن التاكسى. وتجبر زوجته وأولاده على ترك المنزل والإقامة فى شقة غير ادمية من اجل الاستفادة بثمنها. وهنا بدأت مأساة شيماء وأطفالها طلب منها الزوج المدمن توفير الاموال التى يحتاجها للانفاق على مزاجه وعندما اعترضت نالت ما لا ترضاه من الضرب والإهانة والتهديد. وحاولت البحث عن عمل ولكن لم تجد واين العمل الذى يدر عليها كل هذه الاموال لتنفق على مزاج زوجها وأبلغته بقلة حيلتها واولادها على جمع الاموال للإنفاق على مزاجه. وامرها زوجها هي وأولادها الخمسة بالنزول للتسول، جن جنون الزوجة ولطمت خديها، ماذا تقول يارجل، تريد ان نتسول انا واولادك من اجل مزاجك. فين نخوتك وكرامتك. كيف تقبل علينا ذلك؟! أصيب الزوج بنوبة هياج من تاثير المخدر وانهال ضربا وسحلا على زوجته واولاده وهددها بقتل اولادها وامها وشقيقها اذا لم تنفذ امره وتنزل للتسول هى وأطفالها الخمسة والعودة آخر اليوم بفلوس المزاج. وأمام عنف الزوج المدمن وتعذيب اولادها وخوفها على اسرتها اصطحبت أطفالها ونزلت للتسول. اخفت وجهها حتى لا يتعرف عليها احد، واخفت ذلك عن شقيقها، وكانت تخرج من الصباح الباكر بصحبة أطفالها وقلبها يحترق ودموعها لا تتوقف على حالها وحال أطفالها ومن القهر الذى تعيشه. وكانت تعود فى المساء تسلم الوحش الادمى كل ما تحصلت عليه هى وأطفالها مع السجائر التى يرغمهم على شرائها، استمر الحال هكذا لفترة ولكن عائد التسول لم يعد يكفى أموال مزاج الزوج المجرم. وأمرهم ان يبذلوا مجهودًا أكبر ويتوجهوا الى مناطق يسكنها اغنياء الاسكندرية كى يكون عائد التسول أكبر ولكن ايضا لا يكفيه ما يأتون به آخر كل يوم. واتهم زوجته واولاده بالفشل وأنها زوجة لا تصلح لشىء، وحوّل المنزل إلى سلخانة للتعذيب للام وأطفالها الخمسة وتحول جسدها الى قطعة من الدماء. والاولاد يتعذبون لعذاب امهم ولا يملكون من أمرهم شيئًا. ومنعها من الخروج للتسول واحتجزها فى المنزل للضغط عليها. واستمر فى تعذيبها وكان يبصق على وجهها. وبل وصل إجرامه إلى التبول عليها. شارفت على الموت ولا احد يستطيع إنقاذها من بين براثن رجل حوله الادمان الى رجل سادى ومجنون. حاولت امها وشقيقها الوصول اليها ولكن لم يسمح الزوج بدخولهما المنزل او رؤيتها. واثناء وقوف الام امام منزل ابنتها للاطمئنان عليها سمعت بالصدفة أنات ابنتها وأطفالها، لم تنتظر وهرولت الى قسم شرطة محرم بك واستغاثت لنجدة ابنتها من الموت وعلى الفور تحركت قوة من القسم وتوجهت الى منزل الزوجة وفى البداية رفض الزوج فتح الباب وقامت الشرطة بكسر الباب واقتحام المنزل وعثرت على الزوجة وأطفالها فى حالة اعياء شديد ومصابين بجروح وكدمات جراء التعذيب. وعلى الفور تم استدعاء سيارات الإسعاف ونقلهم الى المستشفى. وألقى القبض على الزوج وتم اقتياده الى قسم الشرطة، وتم استجوابه وأقر بجريمته فى حق زوجته وأطفاله وتمت احالته الى النيابة العامة والتى ذهبت لسماع الام وأطفالها. واستعاث الطفل الأكبر بالنيابة وطلب منهم حبس والده مدى الحياة وانقاذهم من بطشه وأنه ليس بأب وليس أمينًا عليهم بعد أن قبل ان يتسولوا من أجل مزاجه وروت الأم فى تحقيقات النيابة حكايتها المرة. وامرت النيابة بحبس الزوج 4أيام على ذمة التحقيقات. واوصى خالد بركات رئيس نيابة شرق الاسكندرية بمراعاة التجديد للمتهم فى الميعاد. ووجه له تهم الاتجار فى البشر والتعذيب والشروع فى القتل. وتنفست الزوجة واولادها الصعداء، وبدأت تلملم جراحها وتعالج اولادها ليس من آلامهم الجسدية ولكن من جروحهم النفسية التى أصابتهم من معاملة أب بلا قلب ولا ضمير.