حياة زوجية رباط مقدس بما تعنيه من مودة ورحمة بين الزوجين وما ينتج عنها من أطفال.. ولكن أحياناً تتحول هذه الحياة إلى كابوس والرباط المقدس إلى حبل يخنق الحياة ذاتها حكايتنا أو حكاية «عبير» و«مصطفى» بدأت سعيدة وانتهت دامية بمعنى الكلمة 9 سنوات عمر زواجهما وثمرته كانت طفلين جميلين حياة يمكن أن توصف بالهادئة والعادية ولكنها مستمرة.. الزوج يعمل أستورجى ودخله يكفى لحياة كريمة ويغنيه عن السؤال. مرت الحياة بحلوها ومرها الزوج يسعى على رزق أولاده كل يوم فى وتيرة لا تتغير. والزوجة قائمة على تربيتهم ومحاولة توفير أيه أموال تستطيع اقتطاعها من مصروف المنزل للزمن وتعليم أولادها. سعيدة كانت الحياة رغم ضيق الحال والرضا يخيم على الحياة البسيطة ولكن فجأة تغيرت أحوال الزوج وتغيرت معاملته الطيبة لزوجته التى كانت تعينها على مر الحياة تحول الى شخص عصبى المزاج يثور على أتفه الأسباب ولا مانع من التعدى بالضرب على شريكة حياته وأحياناً أطفاله احتارت الزوجة فى أمر زوجها ماذا حدث له ربما طرد من عمله وبدأت تسال تحاول الوصول الى السبب الذى حول حياتها الهادئة إلى جحيم لا يطاق وهنا كانت المفاجأة المروعة زوج تحول إلى مدمن تعرف منذ فترة على أصدقاء السوء وأدمن تعاطى المخدرات ولم يتوقف عند هذا الحد بل تحول إلى موزع للسموم وبالطبع طرده صاحب العمل وتبدلت الأحوال. حاولت الزوجة إنقاذ مركب حياتها من الغرق. حاولت إعادة الزوج إلى صوابه مرات ومرات ولكن لا يسمع لها بل تمادى فى سوء أخلاقه ولم يمر يوم دون التعدى عليها والتشاجر.. واعتاد الجيران على سماع تشاجرهما وصراخ الزوجة. حاولت عبير الاستمرار ولكن خارت قواها ولم تجد أمامها سوى ترك المنزل واللجوء بطفليها إلى منزل والدها واتخذت قرارها بعدم العودة إلى هذا المدمن مرة أخرى فقد تحول الى مصدر خطر لها وولديها. ولكن الزوج لم يرض بذهاب زوجته إلى منزل والدها. وبدأ فى محاولات اعادتها بكل السبل والطرق والمحاولات لم يترك باباً إلا وطرقه.. أربعة أشهر مرت والزوجة مصرة على الفراق والزوج لا ييأس من محاولات إعادتها. لجأ إلى الوسطاء وكبار العائلة وتعهد أمام الجميع بالعودة للعمل والإقلاع عن تعاطى المخدرات وبيعها وقبل كل هذا تعهد بحسن معاملة زوجته وأمام الضغط من الجميع وتعهد الزوج عادت الزوجة إلى منزل الزوجة متوجسة من القادم فهى لم تعد تثق فى كلام أو تعهدات زوجها ولكنها طليت من الله أن تكون مخطئة ويتوب زوجها بالفعل عن إدمان المخدرات ويعود إلى سيرته الأولى. الزوج صاحب الطبع الهادئ الذى لا يشغل حياته سوى منزله وأولاده وزوجته ومرت الأيام بعد عودتها إلى منزل الزوجية هادئة وتمنت أن تستمر هكذا وتفانت فى خدمة زوجها وأطفالها ولكن لم يدم الحال هكذا سريعاً بدأ طبع زوجها يتغير وعاد إلى معاملة زوجته بغلظة وجفاء وبدأ يغيب عن المنزل وقطع المصروف عن زوجته وعندما سألته ماذا به أخبرها أن لديه بعض المشاكل فى عمله وطلب منها أن تتحمله بعض الوقت لم تعترض وتحملت هى مسئولية المنزل والمصاريف من بعض جنيهات أدخرتها للزمن. ولكن طالت عثرة الزوج وازداد طبعه سوءاً واعتاد على طلب النقود من زوجته حتى نفذ ما معها من نقود وطالبته بتحمل مسئولية بيته وأولاده ولكنها فوجئت بعودته للإدمان وتعاطى المخدرات بشراهة وطلب منها أن تطلب من والدتها مبلغاً كبيراً من المال كى يقوم بعمل مشروع صغير وهى تعرف أنه يريد الأموال لإنفاقها على تعاطى المخدرات. تحول لديلر لتوزيع المخدرات هددته عندها إذا لم يعد عن هذا الطريق من أجل بيته وأولاده بأنها سوف تترك المنزل وتذهب إلى منزل والدها ولكن هذه المرة دون عودة. تصور الزوج أن زوجته تهدده وفقط وأنها لن تفعل ذلك ولكنها كانت جادة وعندما فقدت الأمل فى عودة زوجها عن طريق الإدمان والاتجار فى السموم قررت ترك المنزل ليعود الزوج ويجدها تحزم حقيبتها وتنوى مغادرة المنزل. جُن جنون الزوج وطلب منها عدم الذهاب وأنه سوف يقلع عن الإدمان ولكن عليها أن تحضر له الأموال من أسرتها. رفضت الزوجة عروض الزوج ولم تعد تثق فى وعوده وأصرت على ترك المنزل ونشبت بينهما مشاجرة تعدى خلالها عليها بالضرب المبرح وكاد أن يقتلها وهربت منه إلى شرفة المنزل الكائن بالدور السادس تستغيث بالمارة لإنقاذها بعد أن أغلق عليها زوجها المدمن الباب ويصر على قتلها. وأثناء طلبها النجدة من الجيران فوجئت بقيام زوجها بإلقائها من الطابق السادس وسط ذهول المارة والجيران وما زال الزوج يقف فى الشرفة ليرى ما يحدث.. الزوجة ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء بلا حراك. أتت الإسعاف حملت الزوجة إلى المستشفى وأيضاً حضر رجال الأمن وألقوا القبض على الزوج الذى ادعى أن زوجته هى من ألقت بنفسها. ولكن كذبته روايات الشهود، وما زالت الزوجة بين الحياة والموت والمتهم خلف جدران السجن والأطفال هم الضحايا. الكل فى ذهول وحسرة ويرددون هذا هو ثمن الإدمان!