عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمال بلدنا فى عيد..والنظام فى الحديد
نشر في الوفد يوم 28 - 04 - 2011

"‬الإخوة والأخوات عمال مصر‮".. لن‮ يستمع عمال مصر في عيدهم هذه المرة لهذا الاستهلال الممل الذي طالما سمعوه في خطابات مبارك المكررة في عيدهم طوال‮ 30‮ عاما ولطالما حمل وراءه كثيرا من الكوارث والصدمات والمزيد من الفقر والبطالة‮. لم تهتم خطابات مبارك طوال تلك السنوات بما انتظره العمال طويلا من كلمات تشفي حنينهم للعدالة ولقمة العيش والحياة الكريمة‮..‬التي لخصها أعوان مبارك في هتاف بعض المأجورين كل عام‮ "‬المنحة‮ ياريس‮" ليتفضل الرئيس بعطفه وحنانه علينا بإقرار المنحة‮. كان الخطاب‮ يزيد علي ألفي كلمة دون أن‮ ينطق بحرف واحد عن الاحتجاجات العمالية التي تكدس بها رصيف برلمان مجلس الشعب والشوري أو مشاكلهم الحقيقية وتعرضهم للعسف والفصل والتشريد ولم تصل إلي أذنيه هتافات السنوات الأخيرة‮ "‬آدي منحه عيد عمال تصفية وفقر وإهمال‮".. لم‮ يع مبارك في خطابه العمالي وقتها أنه آخر أمل للعمال مفترشي الأرصفة‮ أمام مجلس الشعب بعد تجاهل كل رجاله لمطالبهم‮. لم‮ يكن عيد العمال الا تعبيرا عن الجمود والجفاف في عهد نظام وحكومات رجال الأعمال المدعوين لسماع الخطاب وهم معروفون مسبقا‮ وجميعهم مبتسمون في انتظار نظرة رضا من الرئيس‮.. حضور لا علاقه لهم بالعمال ومتاعبهم الحقيقية‮. ومع حلول كل عيد تتطلع الطبقات الكادحه بانتظار عطف الرئيس عليهم بالعلاوه الاجتماعية التي كان‮ يعلن عنها عادة في الخطاب‮..
وكان‮ يجيد التلاعب بكلماته وحركاته وإيماءاته طيلة الخطاب في عرض شبه مسرحي قبل النطق بقرار العلاوة‮.. وبمجرد الاعلان عنها تنطلق الهتافات والتصفيق عاليا لتبدأ نكسة جديدة علي العمال حيث تزيد الاسعار مع كل عيد للعمال وما تعطيه الحكومة منها باليمين تأخذه مضاعفا بالشمال‮. في خطاب مبارك بعيد العمال الماضي قرر زيادة العلاوة إلي‮ 10٪‮ بدلا من‮ 7٪‮ بعد عودته من رحلته العلاجية الي المانيا في خطوة وصفها الخبراء الاقتصاديون أنها تتم بموجب قرار سياسي لا‮ يمت للواقع الاقتصادي علي الإطلاق لأنها لا تتناسب مع حجم التضخم الاقتصادي‮.
هذا العام‮ يخلو العيد من مبارك ورجاله ومنحته‮.. كما‮ يخلو من كثير من الوجوه المستفزة للعمال وعلي رأسها الوزيرة السابقة عائشة عبدالهادي وحسين مجاور رئيس اتحاد العمال المحبوس احتياطيا لاتهامه بالمشاركة في تدبير موقعة الجمل والاعتداء علي الثوار‮. لكن اتحاد العمال الذي شارك مبارك طويلا في تلك العروض المسرحية،‮ أبي إلا أن‮ يشاركه حزنه بعد السقوط‮ ،وقرر إلغاء احتفال هذا العام،‮ الذي لم‮ يعد العمال بحاجة إليه برموزه وذكرياته الكريهة،‮ في ظل تصاعد الدعوات لنقل الاحتفال من مركز المؤتمرات إلي ميدان التحرير لعمل احتفاليه تليق بعيد العمال وسط مليونية عمالية.
‮ يحيها الفنان علي الحجار والشاعر سيد حجاب‮. الاتحاد المستقل لعمال مصر وشباب الثورة‮ الذين دعوا لهذه الاحتفالية أكدوا مشاركة عدد كبير من المراكز الحقوقية والنشطاء السياسيين داعين كافة العمال للمشاركة في الاحتفالية التي ستبدأ من الثالثة عصرا والي الثامنة مساء تتضمن الاحتفالية مظهراً‮ احتفالياً‮ جديداً‮ لعمال الثورة عمال مصر من ناحية ولعرض مطالبهم كافة من خلال مشهد تجمعي‮ يعلن الوحدة تحت الاطار العمالي من ناحية اخري‮.. فيما أثار عدد من نشطاء العمال فكاهات تنادي بسرعة انتخاب رئيس للجمهورية في عيد العمال،‮ عشان نهتف‮ "‬المنحة‮ ياريس‮".‬
الثورة توحد أهداف العمال
حل الاتحاد‮.. حد أدني للأجور‮.. رفع الجزاءات التعسفية
دائما ما عبرت مطالب العمال عن ظروفهم الاقتصاديه الأسوأ علي الإطلاق والتي عانوا منها طويلا بفعل سياسات النظام السابق وعلي رأسها الخصخصة‮.‬
مطالب ضيقة بضيق الحال‮..‬من زيادة حافز أو بدل تغذية او انتظام صرف العلاوات الدورية،‮ والاجتماعية‮. وتوالي ظهور قوة العمال في مواجهة خطر إغلاق شركاتهم،‮ ففي شركتي‮ "‬امونسيتو العالمية‮" للغزل والنسيج وشركة‮ "‬الاقتصادية للتنمية الصناعية‮" واللتين‮ يديرهما الرأسمالي السوري‮ "‬عادل طالب اغا‮"‬،‮ والذي تم سجنه منذ عدة اعوام،‮ واجهت شركة‮ "‬امونسيتو‮" خطر الاغلاق،‮ وفي هذه الفترة قاتل العمال البالغ‮ عددهم‮ 3‮ آلاف عامل وقتئذ ضد مصادرة اصول الشركة،‮ واستطاعوا ان‮ يديروا الشركة ذاتياً‮ بمساعدة بعض المديرين القدامي لمدة تجاوزت الأربع سنوات،‮ وواصلوا احتجاجاتهم بعد الافراج عن‮ "‬أغا‮" وواجهوا تعسفه بقصد تصفية الشركة،‮ ونجحوا في صرف كافة أجورهم الموقوفة وإعادة تشغيل سيارات نقلهم الي العمل‮. كما ارتبطت مطالبهم بحماية حقوقهم و مكاسبهم بعد الخصخصة و تحديدا حق الاجر المتغير‮..‬الارباح والحوافز هذا ما احتج من أجله عمال المجموعة الايطالية للأسمنت و عمال المعدات التليفونية وعمال‮ غزل شبين،‮ فضلا عن مقاومة إجراءات خفض العمالة في‮ هذه الشركات و في‮ قطاع العاملين بالدولة‮. ومع سقوط النظام وتنحي مبارك‮ يوم‮ 11‮ فبراير‮ 2011‮ قامت‮ غالبية القوي بفض اعتصامها بميدان التحرير،‮ بينما لم تتوقف احتجاجات العمال بعد رحيل مبارك بل زادت وأضافت مطالب جديدة منها محاسبة رؤساء الشركات الفاسدين،‮ وعزلهم من مناصبهم،‮ وتثبيت العمالة المؤقتة وإلغاء الجزاءات التعسفية،‮ وزيادة الأجور،‮ كما انضمت فئات جديدة تطالب بحقوق العمل مثل أفراد وضباط الشرطة الذين طالبوا بزيادة الأجور،‮ وتحديد ساعات العمل،‮ وأيام للراحات،‮ وقواعد جديدة للترقيات هذا ولاول مرة نري صورة لاحتجاج عامل في وزاره الداخليه‮ .

وكذلك العاملون بقطاع البنوك‮ ،كما استمر إضراب عمال النقل العام بالقاهرة الكبري لمدة أربع أيام متصلة مما دفع محافظ القاهرة لمناشدتهم بالعودة للعمل‮. وجاءت هذه المطالب الحاليه لتعبر عن فكر عدد من الطبقات العاملة برعاية مجموعة من المراكز الحقوقية‮. واضافة إلي ذلك ضرورة اتخاذ خطوات فعلية بحل مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ومجالس إدارات النقابات العامة العمالية التابعة له ومجالس إدارات اللجان النقابية نتيجه اجراء‮ انتخاباتها بالمخالفة للقانون وعلي جثة أحكام القضاء الاداري والإدارية العليا التي‮ أكدت فساد إجراءات الانتخابات،‮ فضلا عن دور الاتحاد الذي‮ كان مجرد ظل للحزب الوطني‮ الديمقراطي‮ في‮ كل سياساته وعراب لكل قرارات الخصخصة وتصفية القطاع العام وسيطرة الدولة علي أموال التأمينات الاجتماعية فقد كان مجلس إدارة الاتحاد بمثابة أمانة العمال في‮ الحزب الوطني‮. كما طالبوا بإصدار قرار بالحد الأدني للأجور‮ يتناسب مع الأسعار نفاذا للحكم القضائي‮ 21606‮ لسنة‮ 64‮ قضائية‮.
‬ومن الجدير بالذكر أن الطبقة العاملة كانت تطالب ب1200‮ جنيه إلا أن رجال الأعمال وممثلي‮ الحكومة في‮ المجلس القومي‮ للأجور اصدروا قرارا باعتبار مبلغ‮ 400‮ جنيه حدا للأجر الشامل،‮ ويطبق فقط علي عمال القطاع الخاص،‮ مع العلم أن اللجنة العملية التي‮ شكلها المجلس القومي‮ للأجور كانت تضم سمير رضوان وزير المالية الحالي،‮ وأوصت بغير ذلك ولكن تم الالتفاف عليها،‮ ونتذكر أن آخر ورقة بحثية ل"رضوان‮" قدمت في‮ هذا الشأن وقبل توليه الوزارة أكدت اعتبار مبلغ‮ 600‮ جنيه شهريا حداً‮ أدني للأجر أمرا مناسبا وغير مغالي فيه،‮ بل إن تصريحاته الصحفية ومداخلاته العلمية كانت تؤكد أن الحد الأدني للأجر مدخل ضروري‮ للإصلاح الاقتصادي‮ وتحقيق التنمية‮. وكخطوة أولي بعد هذه الاحداث والتطورات في هذا الشأن طالب عدد من القيادات العمالية والحقويين‮ بوضع حد أدني للأجور600‮ جنيه شهريا كأجر أساسي‮ ويطبق علي كافة القطاعات‮ "‬حكومي‮ خاص أعمال‮" مع النظر في‮ زيادة هذا الحد سنويا ووفقا لنسب التضخم‮.
‬وأشار إلي الإسراع في‮ الخطوات التنفيذية لتنفيذ قرار تثبيت العمالة المؤقتة الذي‮ أصدره وزير المالية الحالي وإلغاء اللوائح الجديدة للمستشفيات الحكومية والتعليمية التي‮ أصدرها حاتم الجبلي‮ وزير الصحه الاسبق وعبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية السابق قبل الإطاحة بهما والتي‮ كانت تتعامل مع الحق في‮ الصحة باعتباره سلعة تتوافر للقادر علي دفع تكلفتها‮. وفي اطار الحفاظ علي الكيانات العمالية‮ يطالب العمال بإصدار مرسوم قانوني بإلغاء وحل جميع شركات العمالة الوسيطة التي‮ أعادت أحد أشكال العمل بالسخرة إلي مصر حيث تعمد الشركات والهيئات الكبري عند رغبتها في‮ استقدام عمال أن تطلب من شركات العمالة توريد العمال وهو ما‮ يتيح للشركات والهيئات الكبري التحلل من هذه العمالة والتخلص منها في‮ أي‮ وقت دون ان تتحمل أي‮ أعباء لان عقود العمل في‮ الحقيقة تكون بين شركات العمالة وبين العمال ولا تدخل الشركات والهيئات الكبري طرفا في‮ هذه العلاقة وتصبح علاقة العمل بلا أي‮ ضمانات حقيقية سواء كانت اجتماعية أو صحية،‮ و الإعلان عن صندوق البطالة لصرف إعانة للمتعطلين عن العمل،‮ وإعلان قواعد واجراءات وجهات الصرف‮.
‬كما عرض اتحاد العمال المستقل مجموعة من المطالب في هيئة‮ مذكرة‮ مقدمة الي منظمة العمل الدولية لكي تتوافق مع الاوضاع المصرية حاليا وتعبر عن فكر عمال ثورة‮ يناير وتحتوي علي أبرز الانتهاكات التي‮ يتعرض لها العاملون في‮ مصلحة الضرائب العقارية والمصالح والقطاعات العمالية الأخري،‮ خلال الشهور الماضية،‮ وتعرضت لاضطهاد علي‮ يد أصحاب العمل سواء تعلق الأمر بالعاملين في‮ أجهزة الدولة أم في‮ القطاعين العام والخاص‮. وقد تنوعت أشكال هذا الاضطهاد بين الفصل من العمل والنقل إلي أماكن بعيدة والوقف عن العمل،‮ وتخفيض أو إلغاء الحوافز وإلغاء العلاوات بأنواعها المختلفة والخصم من الأجر،‮ وكذلك الاضطهاد من قبل النقابات العامة بتجميد عضوية النقابيين حتي‮ يسهل أمر فصلهم أو اضطهادهم من قبل أصحاب الأعمال،‮ وكل ذلك بالمخالفة لكل مواثيق منظمة العمل الدولية ودستورها وتقدمت النقابة العامة للعاملين بالضرائب العقارية بمذكرة شاملة بجميع مطالب العمال ووقع عليها عدد كبير من العمال الي كل الجهات المسئولة في الدولة‮. وتتضمن قائمة المطالب التدخل لرفع كافة الجزاءات التعسفية الواقعة علي العمال وإلزام أصحاب الأعمال بتنفيذ أحكام القضاء الصادرة لصالح العمال والغاء كافة القرارات الادارية التعسفية الصادرة ضد العمال‮.‬
قصة‮ 530‮ وقفة احتجاجية أسقطت‮ "‬مبارك‮" في عام واحد‮
‮‬عمال مصر ابتكروا احتجاجات الأرصفة أمام مراكز صنع القرار والمؤسسات السيادية‮ ففضحوا نظام مبارك
القشة التي قصمت ظهر البعير‮.. هكذا وصف عدد من الخبراء دور العمال في ثورة‮ يناير‮.. فالاحتجاجات العمالية التي توالت علي رأس النظام السابق كانت أداة لتهشيم ذلك الرأس العنيد بسبب تجاهله لها سنوات طويلة‮. في حكم مبارك لم‮ يدم حلم العمال بتحسن الأحوال طويلا‮..‬حيث سرعان ما شهد اعتصام عمال كفر الدوار وغزل المحلة واسكو والحديد والصلب والسكة الحديد،‮ ولم‮ يكن موقف مبارك مختلفا عن سابقيه،‮ فبدأت مواجهة الاحتجاجات السلمية بالعنف الأمني،‮ وفض الاعتصامات بالقوة‮. وبدأت التحركات العمالية في التوسع‮ ،‮ واتسمت بالفئوية البسيطة‮.. واستمرت هذه الاحتجاجات الصغيرة في الاشتعال حتي‮ يوم‮ 4 ديسمبر‮ 2006‮ حين هدد عمال شركة‮ غزل المحلة بالدخول في إضراب تام عن العمل مطالبين بصرف أجر شهرين كنسبة من الأرباح‮.
‬لم‮ يتوقع النظام مدي أهمية هذه المطالب حتي جاء صباح‮ يوم‮ 7‮ ديسمبر بإضراب‮ 24‮ الف عامل عن العمل معلناً‮ قوه العمال وصوتهم العالي في الدفاع عن حقوقهم‮ بل ليعلن انتصار إرادة العمال في مطالبهم بسحب الثقة من اللجنة النقابية‮. واستمرت حركة عمال المحلة في التقدم فقاموا بتقديم اكثر من‮ 5‮ آلاف استقالة من النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج في مارس‮ 2007‮ وخرجوا بمظاهرة حاشدة ضمت عشرات الآلاف في اول‮ يوليو،‮ وفي‮ 23‮ سبتمبر‮ 2007‮ نفذ العمال تهديدهم الثاني بالإضراب،ودخلوا في اضراب عن العمل استمر لمدة ستة ايام امتلأت بالتفاصيل والدروس النضالية رفيعة الطراز،‮ في التماسك والتفاوض والتنظيم،‮ انتهت بنجاحهم في‮ إقالة مجلس الادارة بأكمله في‮ الجمعية العمومية التي‮ عقدت في‮ نوفمبر من نفس العام‮. وعقب هذا‮ الاضراب العديد من الاحتجاجات العمالية في كل المواقع والقطاعات الصناعية من المحلة لكفر الدوار لشبين الكوم.
‬ومن الغزل والنسيج للأسمنت والسكة الحديد ومترو الانفاق وهيئة النقل العام‮. ارتفعت وتيرة احتجاجات العمال حتي نهاية‮ 2010‮ لم تتوقف الاحتجاجات العمالية دفاعا عن حقوق ومطالب العمال وأخذت شكلا تصاعديا في‮ مجتمع انحازت قوانينه لرجال الأعمال علي حساب حقوق العمال في‮ ظل تنظيم نقابي‮ عمالي‮ فاسد ونظام سياسي‮ قمعي‮ لم‮ يتورع لحظه في‮ استخدام القوة والبلطجة واعتقال بعض قادتهم بموجب قانون الطوارئ الذي كان‮ يحكمنا‮ كما حدث مع عمال المحلة في‮ ابريل‮ 2008 وتقديم البعض الآخر لمحاكمات عسكرية‮. كما تم مع عمال الإنتاج الحربي‮ في‮ 2010‮ كان كل المتابعين للشأن العمالي‮ يعيشون علي أمل أن تتقدم مطالب العمال الفئوية في‮ كل مصنع علي حدة لتصبح مطالب جماعية لكل الطبقة العاملة كخطوة أولي لتشمل بعد ذلك مطالب قومية تربط وتمزج بين الاقتصادية والاجتماعية من ناحية والمدنية والسياسية من ناحية أخري‮. ولم‮ يكتف العمال بالاحتجاج داخل مواقع العمل ولكن أبدعوا فكرة الاعتصام أمام دوائر اتخاذ القرار والأجهزة الرقابية والعمالية التي‮ لم تقوم بدورها في‮ حمايتهم وخاصة أمام اتحاد العمال ومجلس الوزراء ومجلسي‮ الشعب والشوري‮ العام الماضي‮ 2010‮ وتمكنوا من فتح ملفات فساد بيع شركات القطاع العام‮. ولا ننسي نجاح عمال طنطا للكتان في‮ الحصول علي أول حكم قضائي‮ يقضي بحبس رجل الأعمال عبد الإله الكحكي‮ "‬مستثمر سعودي‮" رئيس مجلس إدارة الشركة لارتكابه جريمة منع العمال من مزاولة حق العمل حيث قضت محكمة جنح طنطا بأقصي عقوبة قررها القانون وهي حبسه لمدة عامين وهذا علي أثر سلسلة من الاضرابات والاعتصامات التي قاموا بها‮.
‬ومع تاريخ النضال العمالي الذي ذكرنا جزء منه لابد من التأكيد علي‮ ان ثورة‮ يناير لم تكن منفصلة عما قبلها،ففي‮ عام‮ 2010‮ قام العمال بنحو‮ 530‮ احتجاجا تمثلت في‮ 209‮ اعتصامات و135‮ إضرابا و80‮ تظاهرة و83‮ وقفة احتجاجية و23‮ تجمهرا،‮ وتجسدت خسائر العمال في‮ فصل وتشريد‮ 40753‮ عاملا ومصرع‮ 118 عاملا وإصابة‮ 6544‮ آخرين نتيجة ظروف العمل السيئة وغياب وسائل الأمن الصناعي‮ والصحة المهنية،‮ أما المأساة الحقيقية فقد كانت في‮ انتحار‮ 52‮ عاملا بعد أن عجزوا عن توفير متطلبات أسرهم اليومية في‮ ظل تدني الأجور وارتفاع أسعار السلع بشكل متزايد‮. وهذا العام الذي سبق انفجار جميع الفئات الطبقية‮ شهد‮ 209‮ اعتصامات عمالية‮ كان نصيب قطاع الأعمال منها‮ 65‮ اعتصاما أي‮ بنسبة‮ 31٪‮ والقطاع الحكومي‮ 76 اعتصاما أي‮ بنسبة‮ 36٪‮ والقطاع الخاص‮ 68‮ اعتصاما أي‮ بنسبة‮ 33٪ من جملة الاعتصامات،‮ أما الإضرابات والتي‮ بلغت‮ 135‮ إضرابا فقد كان نصيب قطاع الأعمال منها‮ 33‮ إضرابا أي‮ بنسبة‮ 24٪‮ والقطاع الحكومي‮ 45‮ إضرابا أي‮ بنسبة‮ 33٪‮ والقطاع الخاص‮ 57‮ إضرابا أي‮ بنسبة‮ 43٪‮ من جملة الإضرابات.
‬في‮ حين تمثلت التظاهرات والتي‮ بلغت‮ 80‮ تظاهرة في‮ 18‮ تظاهرة لقطاع الأعمال أي‮ بنسبة‮ 22.‬5٪‮ وكذلك‮ 28‮ تظاهرة للقطاع الحكومي‮ أي‮ بنسبة‮ 35٪‮ وأيضا‮ 34٪‮ تظاهرة للقطاع الخاص أي‮ بنسبة‮ 42.‬5٪‮ من إجمالي‮ التظاهرات،‮ أما الوقفات الاحتجاجية والتي‮ بلغت‮ 83‮ وقفة فقد كان نصيب قطاع الأعمال منها‮ 14‮ وقفة أي‮ بنسبة‮ 17٪‮ والقطاع الحكومي‮ 36‮ وقفة أي‮ بنسبة‮ 43٪‮ والقطاع الخاص‮ 33 وقفة أي‮ بنسبة‮ 40٪‮ من إجمالي‮ الوقفات الاحتجاجية،‮ كما قام العمال خلال العام الماضي‮ بتنظيم‮ 23‮ تجمهرا كان نصيب قطاع الأعمال منها‮ 3 تجمهرات أي‮ بنسبة‮ 13٪‮ والقطاع الحكومي‮ 14‮ تجمهرا أي‮ بنسبة‮ 61٪‮ والقطاع الخاص‮ 6‮ تجمهرات أي‮ بنسبة‮ 36٪‮ من إجمالي‮ التجمهر،‮ أما خسائر العمال في العام الماضي فقد كانت في فصل وتشريد‮ 40735‮ عمال،‮ فقد قام قطاع الأعمال بفصل‮ 5005‮ عاملا أي بنسبة‮ 12٪ والقطاع الحكومي قام بفصل وتشريد‮ 10709‮ أي بنسبة‮ 62.‬4٪‮ أما القطاع الخاص فقد قام بفصل وتشريد‮ 25021‮ عاملا أي بنسبة‮ 61.‬6٪‮ من إجمالي عدد العمال الذين تم تشريدهم‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.