الأزمة السياسية الواقعة حالياً بالبلاد والانهيار الاقتصادى الشديد الذى ضرب كل قطاعات الدولة، وحالات الإنفلات الأمنى والفوضى العارمة، وما تفعله التيارات الدينية المتأسلمة التى تدعى أنها تتمسك بالدين وهو منها براء، وجماعة الإخوان المسلمين التى وصلت إلى سدة الحكم فى غفلة من الزمن، كل هذه الأسباب تجعل المؤسسة العسكرية الوطنية تقلق على حال البلاد الذى لا يسر حبيباً ولا عدواً. عندما أشاع قيادات الإخوان أنهم تمكنوا من جيش مصر العظيم، وأن عمليات التغيير داخل المؤسسة العسكرية التى أجراها الرئيس محمد مرسى الفاقد حالياً للشرعية السياسية والأخلاقية، حزن شعب مصر وأصابته حالات من الإحباط والاكتئاب الشديد، وبمرور الأيام تكشفت الحقائق ظاهرة وواضحة عن أن المؤسسة العسكرية المصرية هى ملك لجموع الشعب المصرى، وليس من حق فصيل سياسى بذاته أو حزب بعينه أن يحتكر مؤسسة الشعب التى تحمى حمى الوطن وتحفظ حدوده من أية أخطار. فى فترة قيام الثورة وبعد نجاحها بحماية المؤسسة العسكرية وجيش مصر الباسل، وبعد انتقال الحكم كمرحلة انتقالية إلى المجلس العسكرى، رددت جماعة الإخوان المسلمين الشائعات عن الجيش وحشدت كل قواها للنيل من القوات المسلحة، وتعامل الجيش بحكمة واقتدار فى المسألة، وبلغت ذروة العداء الشديد من جانب «الجماعة» إلى القوات المسلحة، أن حشدت أذنابها فى كل المناسبات والميادين، لترديد الهتافات المناهضة للمؤسسة العسكرية، وقامت الجماعة بنشر شعارات ضد المؤسسة الوطنية بشكل فج، لدرجة أن هناك بعض السياسيين وقعوا فى فخ الإخوان، وسرعان ما عدلوا عن مواقفهم. ومرت الأيام واكتشف شعب مصر أن جماعة الإخوان هى التى دبرت كل هذه «الأفلام» وكان للمؤسسة العسكرية الدور الرائد عندما أجريت انتخابات الرئاسة التى أشرفت على إجرائها بكل حيدة ونزاهة.. وجاءت نتيجة الصندوق لصالح الإخوان ونجح مرشحهم الاحتياطى وأصبح رئيساً للبلاد. كل هذا والمؤسسة العسكرية لا تدخر جهداً فى سبيل الحفاظ على استقرار الوطن ثم انكشف الرئيس وجماعته على حقيقتهم المرعبة، وأنهم لا يعرفون سوى سياسة الاستحواذ والإقصاء وبانت سرائرهم اللعينة ضد كل وطنى شريف فى هذا البلد.. وبعد انتقال الحكم إلى الجماعة فوجئ المصريون بخيبة أمل فى حكمهم الذى أوصل البلاد إلى حالة انهيار شديد فى كل شىء سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً. والآن تكرر الجماعة تصرفاتها الحمقاء وتخترع أزمات مع المؤسسة العسكرية، لكن جيش مصر المشهود له بالوطنية الخالصة وقف بالمرصاد للرئيس وجماعته ولكل من تسول له نفسه أن ينال من ذرة تراب على أرض مصر. الأمل الباقى لمصر الآن هو جيشها الباسل، ولن يهدأ للمصريين بال حتى تحقق طموحاتهم فى تحقيق أهداف الثورة، وسيظل الجيش العظيم وراء كل وطنى شريف لا يعمل لحساب الخارج أو الأجندات الخاصة.