جاء تقرير لجنة حقوق الانسان بمجلس الشورى عن ظاهرة التحرش الجنسي للفتيات والسيدات في المظاهرات والميادين العامة صادماً.. بل مثيراً للذهول.. فبدلاً من توجيه التحية لهؤلاء الفتيات والسيدات بسبب حسهن الوطني الذي يدفعهن للمشاركة في واجب وطني.. وبدلاً من تقديم الحماية لهن ومحاسبة مرتكبي جرائم التحرش والاغتصاب.. جاء التقرير ليدين أولئك الفتيات والسيدات ويقول بالنص «اللي نازلة المظاهرات عارفة انها وسط بلطجية وشوارعية يجب أن تحمي نفسها قبل أن تطلب من الداخلية ذلك». واعتبر التقرير أن كل فتاة تشارك في تلك التظاهرات مسئولة تماما عما يحدث لها بنسبة 100٪!! وهكذا صار العيب على فتياتنا لأنهن ينزلن الى الميادين والمظاهرات وأن عليهن تحمل النتيجة وأن الشرطة ليس من مهمتها حمايتهن.. وكان ناقصاً أن يضيف التقرير أن أولئك الفتيات نزلن المظاهرات رغبة في التحرش بهن واغتصابهن! وهكذا أظهر أعضاء لجنة حقوق الانسان عن رأيهم في المشاركات في التظاهرات.. بأن من تفعل ذلك مصيرها جهنم وبئس المصير. وبدلاً من أن يستشعر أعضاء اللجنة بالأسف لما يحدث لبناتنا في مشاركتهن الوطنية.. عاملوهن كأنهن من وطن آخر.. يمارسون فعلاً محرماً مادامت تلك المشاركات ضد النظام الذي ينتمي اليه أعضاء اللجنة، وليس ذلك غريباً على أعضاء اللجنة التي يشكل الإخوان والسلفيون أغلبية أعضائها إن لم يكن كلهم. وتناسى أعضاء اللجنة الموقرون أن نساء وبنات مصر كانوا يشكلون نصف المتظاهرين في ميدان التحرير وميادين مصر كلها وقت الثورة.. وأن أغلب هؤلاء المتظاهرات كن من المحجبات والمنتقبات.. ووقتها اعتبرهن الجميع بطلات ونموذجاً للأحرار من نساء مصر، أما اذا كانت التظاهرات النسائية ضد الحكم الاخواني.. فمن يقمن بها فاسدات.. ومسئولات عما يحدث لهن من تحرش وأن الواجب عليهن أن يبقين في منازلهن للإنجاب وإمتاع رجالهن فهى المهمة الوحيدة لنساء مصر التي لا يرى أعضاء لجنة حقوق الانسان بمجلس الشورى مهمة أخرى لهن! ولا تختلف نظرة السيد رئيس الوزراء لنساء مصر عما سبق.. فقد صرح في برنامج تليفزيوني بأن نساء بني سويف يتعرضن للاغتصاب بسبب قضاء حاجتهن في المزارع.. مما يدفع الرجال لاغتصابهن والحل طبعاً لتلك المشكلة هى بقاء النساء في بيوتهن حتى لا يتعرضن للتحرش والاغتصاب. وهكذا بات في نظر الدولة أن التحرش والاغتصاب هى مسئولية النساء والفتيات.. ولا لوم أو عقاب لمن يغتصبهن.. بدليل أن الدولة لم تبذل أي جهد للقبض على مرتكبي جرائم التحرش والاغتصاب في ميدان التحرير - وكأنها تبادك تلك الجريمة - في نظرتها الدونية للنساء.. وتراهن المسئولات ما يحدث لهن. وقياساً على تلك النظرة الدونية للمرأة، واستلاب حقوقها السياسية، فقد رفض مجلس الشورى في مناقشته لقانون الانتخابات.. وضع المرأة في موضع متقدم من القوائم الانتخابية.. حتى تتضاءل فرحة فوزهن وحتى لا تصير المرأة عضواً بمجلس الشعب القادم، في حين أن النظام السابق كان قد خصص خمسين مقعداً للمرأة في الانتخابات الاخيرة. وأرى أن ما يحدث للمرأة في مصر عموماً هو ردة حضارية في ظل نظرة دونية للمرأة.. لا تمنحها أي حقوق.. وتعاملها كجارية أو محظية.. مهمتها هي الجنس وإشباع رغبات أزواجهن.. الذين رغم كوننا في القرن الواحد والعشرين لا يزالون ينظرون للمرأة على أنها عار يجب حبسها في المنزل.. وسلب كل حقوقها رغم أن الله سبحانه وتعالى قد كرم المرأة وساواها بالرجل.. ولكن ماذا نفعل أمام عقول ظلامية أعماها الجهل حتى عن كلام الله؟!