وصف الدكتور أحمد بديع -عضو الهيئة العليا لحزب الوطن ومسئول اللجنة البرلمانية- مصر بالمنزل الآيل للسقوط وجميع القوى السياسية تختلف وتتشاجر وتتجاذب سياسياً للفوز بشقة داخله مشبهًا ما يحدث بالنزاع السخيف علي المناصب والمقاعد. ولفت إلي أن المواطن البسيط لا يهمه سوى الحصول علي متطلباته وقوت يومه وأن يعيش آمناً. وأشار إلي أن الدولة تعاني مشكلات سياسية واقتصادية والملف الأمني مرتبط بالاثنين معاً فضلاً عن هبوط تصنيف مصر ائتمانياً 6 درجات بعد انخفاض المستوي الائتماني لخمسة بنوك مصرية مما يؤثر على توفير رواتب العاملين بالدولة. وأضاف بديع قائلاً: "لا يوجد سياسي يستطيع أن يقول للمواطنين مصر رايحة فين", مشيرا إلي أن مصر لديها مشكلة كبيرة في اتخاذ القرار حيث ورثنا تركة من النظام السابق مازالت موجودة. ضارباً المثل بوجود 22 ألف مستشار بهيئات الدولة المختلفة يتقاضون 18 مليارا بالإضافة إلي 187 سفارة مصرية منتشرة في العالم منها الكثير في دول لا يقيم بها مصري واحد فضلا عن ارتفاع كثافة الفصول لأكثر من مائة تلميذ في بعض مدارس الجيزة موضحاً أن هناك قوي داخلية وخارجية تتآمر علي الوطن لأنهم يعلمون أن قوة مصر في تماسك أبنائها. جاء ذلك خلال المؤتمر الأول الذي أقامته أمانة حزب الوطن ببني سويف مساء أمس الأربعاء بقاعة مؤتمرات الجامعة بكورنيش النيل بمدينة بني سويف بعنوان (شعب حر - وطن كريم)، في حضور راضي شرارة مسئول لجنة شئون المحافظات بهيئة الحزب بالقاهرة والمهندس معتز صفوت أمين الحزب بالمحافظة وأشرف السيسي المحامي مسئول اللجان النوعية بأمانة المحافظة وكذلك الدكتور نهاد القاسم أمين عام حزب الحرية والعدالة ببني سويف والمهندس عاطف مرزوق أمين حزب البناء والتنمية بالمحافظة وممثلي حزب الدستور وفرع حقوق الإنسان ببني سويف حيث تغيب عن حضور المؤتمر الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن وألقي كلمة عبر الهاتف مبدياً خلالها اعتذاره عن الحضور لظروف خاصة. وتحدث الدكتور محمد نور مسئول الإعلام بالهيئة العليا لحزب الوطن، قائلاً: "إن مصر قبل الثورة تشبه شاحنة كبيرة قادها سائق غير أمين سرق الشاحنة بمن فيها من المصريين ومضي بها لطريق مجهول فسقطت من أعلى الجبل وظن الجميع أنهم هالكون وفي 25 يناير تجدد الأمل وتم تحريرهم وإنقاذهم وبدأوا في السير وعندما وصلوا إلي منتصف الطريق سقطت عليهم الأحجار وتعرضوا للعوائق". وطالب "نور" جميع القوي بالتكاتف ودعم بعضها بعضاً سواء مؤسسة الرئاسة أو المعارضة والإعلام لكي يصل الوطن إلي نهاية الطريق الصحيح، لافتاً إلي أن علاج مشكلات مصر والأخطاء التي تحدث من الجميع لا يكون بالإقصاء والعتاب والتعجيز مشيراً إلي أن جميع الطوائف جزء من الحل لأن النجاح للجميع والفشل علي الجميع أيضاً. وأوضح "نور" أن الحزب لن يسمح بأن تكون الشريعة مسار خلاف بين القوي السياسية رغم اختلاف طريقة تعبير كل منا وأضاف أن الجميع متفقون علي الثوابت ( الشريعة والهوية والحقوق والواجبات ) وغيرها . في حين قال الشيخ أحمد يوسف رئيس جمعية الصراط المستقيم ببني سويف إن جميع الأحزاب والقوي السياسية لو استطاعوا المواءمة بين الأخلاق والسياسة لصنعوا نموذجاً فريداً للوطن واستطاعوا حل مشكلاته مؤكداً احتياج الوطن إلي الكفاءات وأهل الثقة في تولي المناصب وأنها سنن تبني عليها الدول فإذا فقدت إحداها يجب تقديم أصحاب الكفاءات. ويري "يوسف" أن كل الأحزاب والأطياف ومنها القوي الإسلامية وافقت على خوض التجربة السياسية فعليها الالتزام بقواعد التجربة السياسية لافتاً إلي أنه لابد أن ينطلق جميع الساسة في مصر بما يسمي السياسة الشرعية موضحاً التباين بين محاضرة دينية في مسجد وكلمة خلال لقاء سياسي. مشيراً إلي أن الحديث حالياً عن دولة إسلامية يعقد المشهد أمام الجميع شارحاً الاختلاف بين الدولة الديمقراطية والإسلامية. وطالب "يوسف" أهل الوطن جميعهم بالصدق مع أنفسهم وإعلاء مصلحة الوطن حتي يشع هذا الصدق منهم علي المصريين فيثقون بهم وتسير سفينة الوطن في مسارها الصحيح وتحل مشكلاتها السياسية والأمنية والاقتصادية، مشيداً بفكرة تعدد الأحزاب علي الساحة السياسية معللاً ذلك بقوله "إن التعدد الحزبي يمنع استحواذ فصيل بعينه علي السلطة حيث ينظر حزب الأغلبية حوله فيجد أكثر من رقيب علي أعماله". احتفلت الأمانة العامة لحزب الوطن برئاسة الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب بتدشين افتتاح أمانة الحزب ببني سويف برئاسة المهندس معتز صفوت وذلك بقاعة مؤتمرات الجامعة بكورنيش النيل مساء اليوم عقب صلاة العشاء . حضر الاحتفال لفيف من القوي السياسية ورؤساء الأحزاب الإسلامية فيما غاب عن اللقاء الدكتور عماد عبد الغفور والذي قدم كلمته عبر الهاتف للحاضرين .