أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي في يناير 2019، مشروع تطوير القرى المصرية والمناطق العشوائية، ضمن مبادرة "حياة كريمة"، بهدف تحسين حياة المواطنين الأكثر احتياجا في المناطق العشوائية والريف المصري، والارتقاء بمستوى معيشتهم للمستوى الاقتصادي والاجتماعي والحصول على جميع الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، وذلك عن طريق تطوير 4584 قرية، يمثلون نسبة 58 % من إجمالى سكان الجمهورية، بتكلفة تقديرية 515 مليار جنيه. كما توفر المبادرة فرص عمل لدعم المواطنين، وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية، وكذا تنظيم صفوف المجتمع المدنى وتطوير الثقة فى جميع مؤسسات الدولة. مبادرة حياة كريمة تحافظ على التوازن السكاني أكد اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة سابقًا، أن سكان الريف بعدما كانوا وسيلة إمداد للمواطنين في المدن، أصبحوا يرفضون العيش في القرى ويفضلون الحياة بالقاهرة، بسبب ضعف الإمكانيات التي يحصلون عليها هناك، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال المبادرة وفر جميع احتياجات للارتقاء بالمواطن في الريف وللعيش حياة كريمة. وأضاف وكيل المخابرات العامة سابقًا، أن هجرة أهالي الريف إلى القاهرة سَببت خللا في التركيبة السكانية في مصر، متابعا، بينما مشروع حياة كريمة، يحقق عملية التوازن السكاني، فضلا عن تعمير الريف ورفع كفاءته، للعيش حياة كريمة بمقومات عظيمة تماثل الموجودة في المدينة، وبالتالي لا يصبح الريف مجال للهجرة إلى المدينة. حياة كريمة خطة استراتيجية متكاملة الابعاد قال اللواء خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن مبادرة حياة كريمة أكبر عمل شامل ومتكامل تقوم به مصر في تاريخها، لافتا إلى أنه أمر هام الاهتمام بمناطق كانت مُهملة لفترات طويلة، بسبب انشغال الحكومات السابقة بالقضايا اليومية والتي ابعدتها عن التخطيط الاستراتيجي. وأوضح مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مصر اليوم أمام خطة استراتيجية متكاملة الابعاد، يعمل على تنفيذها الحكومة، المتمثلة في الجهاز التنفيذي بكل مؤسساته، التي تقوم بالعمل على مساحة كبيرة من العمل المدني والتطوعي، مشيرا إلى أن هذه الخطط عبارة عن ثقافة لم تكن متواجدة لدينا من قبل، وأن كانت موجودة فكانت في إطارات ضيقة ومحدودة، ولكن هذه المبادرة تشمل الوطن بأكمله من أسوان وحتى الوادي الجديد ولسيناء وكفر الشيخ. خطة المبادرة: تهتم المبادرة بالتركيز على تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية، مثل مياه الشرب، الصرف الصحي، وتحسين الطرق ووسائل الاتصالات، والمواصلات، وخدمات الكهرباء، فضلا عن النظافة والبيئة. كما تعمل المبادرة على تحسين مستوى الخدمات العامة، مثل التعليم والصحة، والشباب والمرأة والطفل، وتقديم الخدمات والمساعدات لذوي الاحتياجات الخاصة، والثقافة، والتدريب وإكساب المهرات وغيرها، فضلا عن تحسين مستوى الدخل للمواطنين، عن طريق زيادة الإنتاج، وتوفير فرص العمل، وتنويع مصادر الدخل، والاستفادة من كل معطيات التنمية الاقتصادية زراعيًا وصناعيًا وتجاريًا وسياحيًا وخدميًا، واستخدام أساليب إنتاج متقدمة فنيًا، تتناسب مع البيئة. خطوات تنفيذ المبادرة: المرحلة الأولى وفيها يتم تجميع المعلومات والبيانات، لرسم الخريطة الاجتماعية والاقتصادية للقرية، والتي تبنى عليها عملية التنمية المستقبلية للمبادرة، من خلال توضيح الوضع داخل كل قرية، وحالة السكان التعليمية والصحية، بالأضافة للخدمات الموجودة بكل صورها، كما يتم تجميع معلومات عن المنظمات والمؤسسات القائمة ونشاطها، وتجميع معلومات عن القيادات داخل القرية التي تستطيع التأثير على أفكار المواطنين وإقناعهم. المرحلة الثانية ويشارك في هذه المرحلة قيادات ومواطني القرية في تنمية مجتمعهم. المرحلة الثالثة في هذه المرحلة يتم وضع خطط، من خلال تحديد للأولويات والمطالب المهمة بالنسبة للناس والمجتمع، وفي نهية الخطة توضع المطالب الأقل أهمية، وذلك من خلال دراسة جدوى تشمل كل نواحي المشروع فنية ومالية واجتماعية وبيئية، لنستطيع أن نضع خطة محددة لتحسين أحوال القرية . المرحلة الرابعة البدء في تنفيذ الخطة التى وضعها أهل القرية، وتنفيذ المشروعات التي ثبت جدواها، إذ يتم توزيع الأدوار والمسئوليات فيما بين أهالي القرية والفنيين والمتخصصين، مع وضع جدول زمني للتنفيذ، مع المتابعة الدورية المستمرة لضمان التنفيذ بكفاءة وطبقا للمواصفات دون تأخير. المرحلة الخامسة تقييم ماتحقق من إنجازات، والتأكد من أن الخطة الموضوعة والمشروعات والتكاليف المخصصة لتنفيذه، حققت الهدف الذي طالب به أبناء القرية، على أن يستمر التقييم طوال مراحل المشروع، حتى يتم الكشف عن الأخطاء أولًا بأول وتصحيح المسار.