تعرضت قرية الشوكة التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور، والتي يقطنها أكثر من 30 ألف نسمة إلى حالة من الشلل التام بسبب الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها البلاد علي مدار أيام طويلة خلال الأسبوع الماضي. وحولت مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي القرية إلي بحيرة منعت الأهالي من الخروج من منازلهم، مما يهدد مباني القرية وينذر بتهدمها. وتسببت مياه الصرف الصحي الراكدة في الشوارع في إصابة العديد من الأهالي بالأمراض الخطيرة، وتوقف التلاميذ عن الذهاب إلي مدارسهم، والعمال والموظفين إلي أعمالهم . كان أهالي القرية قد قاموا بتنفيذ شبكة للصرف الصحى منذ بضعه سنوات، على أن يتم إلقاء المخلفات في المصرف المار بوسط القرية، والذي يستخدم في الوقت نفسه لإلقاء مخلفات المباني به، الأمر الذي أدى إلي انسداده ومن ثم تراكم المياه، التى ارتفع منسوبها حتي أغرقت منازل القرية بمياه الصرف الصحى وسط تجاهل تام من المسئولين. كما تسببت مياه المجاري في إفساد العديد من المحاصيل الشتوية مثل البرسيم والقمح والفول، مما كبد المزارعين خسائر فادحة، فلجأوا إلى المسئولين وتقدموا بالعديد من الشكاوى دون جدوي. وتعاني القرية أيضا من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي خاصة في فصل الشتاء، بسبب تهالك أعمدة الإنارة وسقوط الأسلاك بشكل مستمر، الأمر الذي يؤدي إلي عدم قدرة الطلاب علي استذكار دروسهم، كما يتعرض أصحاب محلات البقالة إلي خسائر فادحة بعد فساد المنتجات الغذائية داخل ثلاجات العرض. وتنتشر في أرجاء القرية تلال القمامة والسماد البلدي الناتج عن مخلفات الحيوانات، والتي يقوم الأهالي بتخزينها لعدة شهور قبل نقلها إلى الحقول لتسميد التربة. وتعاني القرية من عدم وجود وحدة صحية تقدم لهم الخدمات العلاجية التي يحتاجونها، خاصة وأن معظمهم من الفقراء الذين ليست لديهم القدرة علي العلاج في العيادات والمستشفيات الخاصة، ويضطر الأهالي إلي تطعيم المواليد في القري المجاورة التي تبعد عنهم بمسافات طويلة، مما يجعل العديد من الآباء يتقاعسون عن تطعيم المواليد. وتبرز مشكلة مياه الشرب بسبب تهالك شبكة مواسير مياه الشرب التي لم يتم تغييرها منذ عشرات السنين، مما أدي إلي اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.