شيع اليوم إلى مثواه الأخير جثمان المواطن السكندرى البسيط «حسن إبراهيم شعبان» 34 سنة عامل بمخبز. مريض القلب والسكر، والذى توفى فى ظروف غامضة داخل زنزانة بسجن برج العرب عقب القبض عليه الجمعة الماضى أثناء سيره بمنطقة سيدى جابر أثناء الاشتباكات التى وقعت بين متظاهرين وقوات شرطة قسم الشرطة, وحمل جثمانه الفقيد الشباب وعدد كبير من المتظاهرين لدفنه فى مقابر الأسرة ببنى سويف. وجاء تقرير التشريح المبدئى حول أسباب الوفاة ليكشف أن وفاة حسن شعبان نتيجة لوجود مرض مزمن فى القلب وصديد على الرئة ولا توجد شبهة جنائية فى الوفاة.. وتبين من الكشف الظاهرى وجود آثار حقن فى الذراعين. وكان المستشار عبدالجليل حماد ووائل مهنا رئيسًا نيابة غرب الإسكندرية قد انتقلا إلى سجن برج العرب بإشراف المستشار هانى جادالله محامى عام نيابات غرب وقاما بمعاينة مكان الحادث واستمعا لأقوال المساجين الذين كانوا متواجدين مع المجنى عليه داخل محبسه والذين أكدوا انه كان يعانى من مرض السكر والقلب ولم يوجد معه دواء من أجل ذلك كان يعانى من غيبوبة السكر، وتم نقله إلى مستشفى السجن الذى توفى به. أمر المحامى العام بانتداب لجنة ثلاثية من الطب الشرعى لتشريح الجثة لبيان سبب حدوث الوفاة وتحريات إدارة البحث الجنائى. انتقلت الوفد إلى محيط مشرحة كوم الدكة، لرصد أحداث المأساة التى تعرض لها العامل البسيط مريض القلب والسكر والذى خرج لشراء الدواء، وساء حظه العسر ان يتواجد بالقرب من موقع الأحداث ويقبض عليه ويحبس ويحرم من تناول الدواء ويتوفى، خيم الحزن والأسى على الأجواء أمام أبواب المشرحة، حيث جلست والدة «حسن شعبان « تبكى على سلالم المشرحة وتقول: «طول عمرنا واحنا نمشى جانب الحيط وعمرنا ما اتكلمنا فى السياسة ولا لنا فى أحزاب وابنى كل ما يفعله يخرج للبحث عن رزقنا ويعود للبيت فهو مريض سكر وقلب نجرى، وراء رزقنا ولم نجر وراء المظاهرات، كل ده من أجل ان نبعد عن المشاكل: لكنى لم أعلم ان نجلى سوف يوضع فى يوم من الأيام داخل السجن ويموت وهو يتوسل لهم، من أجل حقنة الأنسولين ودواء القلب، ولكن للأسف انتزعت الرحمة من قلوب الناس وحرم نجلى من العلاج مما تسبب فى مصرعه ولم يستطع ان يتحمل «حسبى الله ونعم الوكيل» هذه هى الكلمات التى بدأت بها الحاجة «عواطف» حديثها مع «الوفد» وقالت: نجلى «حسن» شاب عمره 34 سنة عريس من 5 شهور لم تكتمل فرحتى به كسروا فرحتى بنجلى الذى قرر ان يتزوج من اجل اسعادى لاننى طلبت منه ان يتزوج وان أرى أولاده قبل ان أموت لانه هو الولد الوحيد على 4 بنات وهو الذى يتولى الإنفاق على المنزل رغم مرضه بالسكر والقلب، إلا أنه هو الذى خرج من المدرسة رغم صغر سنه ساعدنى على تربيتهم وكان دائمًا يمشى بجوار الحيط وليس لدينا أى دخل بالمظاهرات أو السياسة ولم يخرج أبدًا فى أى مظاهرات طوال حياته ولم يتحدث فى السياسة طوال عمره، لم يدخل قسم شرطة وإذا شاهد ضابطًا أو عسكريًا يمشى فى اتجاه المعاكس منعًا لأى احتكاك معهم وقبل القبض عليه كان محجوزًا فى المستشفى خرج 20 يناير وهو يأخذ علاجًا شهريًا و«أنسولين». وأضافت: يوم الحادث كان متوجهًا إلى صيدلية خليل بمحطة سيدى جابر لأن زوج شقيقته يعمل هناك ويعطى له الدواء بخصم ويحضر له الدواء الناقص فى السوق، وأثناء تواجده هناك كانت المظاهرات عند قسم سيدى جابر أثناء قيام الشباب بالفرار من رجال المباحث شعر نجلى بالخوف وأثناء قيامه بالهروب وقع على وجهه، فقام رجال المباحث بإلقاء القبض عليه واتهموه بأنه متظاهر قام بالتعدى على الضباط والقسم وهذا ليس حقيقيًا. وتدخل فى الحديث نجل خالته «محمد رشاد» 27 سنة نجار وقال: المباحث ألقت القبض عليه ولم يخبرنا أحد بمكانه وظللنا نبحث عنه حتى فوجئنا به فى سجن الغربانيات دون أن تحقق معه النيابة وتوجهنا له على الفور بالعلاج إلا أن مأمور القسم رفض وقال لنا: يلزم تصريح من النيابة طلبنا منه دخول العلاج له رفض وطلب تصريحًا من النيابة أو إحضار طبيب يكشف عليه لإثبات اذا كان يعانى من السكر أم لا وظلت والدته تبكى وتطلب منه دخول الدواء لنجلها لكنه رفض وسمح لها بمشاهدته فقط 5 دقائق ووجدت ملامحه قد تغيرت ووجهه أزرق اللون وكان يشعر بالخوف وطلب منا ان نخرجه من هنا لأنه «يشعر انه سوف يموت فى السجن»، وتوجهنا إلى النيابة وقدمنا لهم الأوراق التى تثبت مرضه بالسكر والقلب وتم التصريح لنا بإدخال الدواء لنذهب اليه فوجئنا... بوفاته داخل مستشفى السجن ودخلنا عليه المشرحة لنجد وجهه انقلب إلى اللون الأزرق وكدمات خلف اذنه ووجه به دماء لذلك تقدمنا ببلاغ ضد مأمور السجن والداخلية لإهمالهم فى علاج حسن حتى الموت.