نفس الطريقة.. نفس الأسلوب.. مصر زي تونس.. فتوى بالتكفير.. تليها رصاصات توجه الى عقل الضحية.. فيسقط شهيداً.. سيناريو يعاد بحذافيره في مختلف البلاد العربية. فالفتوى هنا تحولت الى تصريح بالقتل بعد اهدار دم الضحية.. وهى هنا تحريض صريح وواضح على القتل.. حدث ذلك من قبل مع المرحوم فرج فودة بعد مناظرته الشهيرة مع الشيخ الغزالي بمعرض الكتاب، فقد خرجت على الفور فتوى من بارونات الدم بتكفيره، وما هى إلا أيام قليلة وخرجت رصاصات الغدر موجهة الى عقل الرجل فسقط صريعاً. وبعده بسنوات قليلة أفتى هؤلاء الشياطين بكفر الأديب العالمي العظيم نجيب محفوظ وما هى الا شهور، وقام أحد الجهلاء والذي لم يقرأ حرفاً واحداً من أدب محفوظ برشق سكينته في رقبة الأديب العالمي، ولكن ارادة الله شاءت أن ينجو الرجل ولكن بعد إصابته بعاهة مستديمة لازمته طوال حياته. إذن هذه الفتاوى ما أن تصدر حتى يتلقفها الجهلاء وفاقدو الذمة والضمير ليصدروا أحكامهم الآثمة باعدام الضحية. الأسبوع الماضي تكرر في تونس الشقيقة نفس السيناريو فتوى دموية صدرت بتكفير المعارض التونسي الشهير شكري بلعيد، وماهى الا ساعات قليلة، وانطلقت رصاصات الغدر لتغتال الرجل.. نفس العقول.. ونفس الجهل والأمية الدينية التي تظلم عقول بارونات الدم. ومن هنا فإنني أحمل الرئيس مرسي - شخصياً - مسئولية أي اعتداء يقع على أي رمز من رموز المعارضة، وجبهة الانقاذ، فهؤلاء المجانين الذين يتبارون في اطلاق فتاوى القتل والتكفير.. يلتحفون بعباءة الرئيس ويعيشون في حمايته، وتحت سيطرته، فلا يبرئ الرئيس على الاطلاق مجرد رفضه لهذه الفتاوى التي تحث المجانين على قتل المعارضين، وإنما دوره هو توفير الحماية والأمن والأمان لمعارضيه.. لأن هذا هو دوره.. وهذه هى الامانة التي أقسم عليها يوم أن صعد الى سدة الحكم. وواجبه أيضاً أن يحاكم هؤلاء الموتورين الذين يسيئون الى الاسلام وإليه هو شخصياً، بل إنهم يشبهون الدبة التي قتلت صاحبها.. وعليه أن يتعامل معهم على أنهم محرضون على القتل لأن أي ضرر سيصيب أحد المعارضين سيحمل أوزاره ونتائجه هو وجماعته. كما أطالب قادة ورموز جبهة المعارضة بعدم الاستهانة بمثل هذه الفتاوى والتهديدات المجنونة، وأن يأخذوها بمحمل الجد ولا يسخرون منها كما سخر منها الشهيد التونسي شكري بلعيد.. وعليهم تقليل ظهورهم في الشوارع والميادين لأن الازدحام يوفر مناخاً، وفرصة سانحة لأي مجنون لتنفيذ جريمته، وأرجو ألا يعتبروا انسحابهم من الميادين جبناً أو تخاذلاً أو تخلياً عن الشباب الثائر، لأن هؤلاء يمثلون الرمز والقدوة لشباب الثورة، وحياتهم غالية، وأرجو أن يتفهم الثوريون ذلك، ولا يهاجمون رموز المعارضة على عدم تواجدهم في ميدان التحرير، كما فعلوا مع حمدين صباحي في جنازة الشهيد محمد الجندي، لأن هؤلاء قادة العمل لا ينبغي أن يعتصموا في الخيام أو يناموا في الطرقات وإلا خسرناهم للأبد.. فلن نكسب شيئا إذا ما انطلقت رصاصات الغدر لأي أحد من رموز المعارضة تنفيذاً لهذه الفتاوى المجنونة التي تعتبرهم خارجين على الحاكم، ومفسدين في الأرض، حفظ الله الوطن ووقى مصر من شرورهم وفتاواهم الآثمة.. التي باتت تروع الآمنين.. وتهدد حياة الشرفاء.