الفيلم السعودي «تشويش» يواصل حصد الجوائز عالميًّا    ارتفاع عيار 21 الآن بالمصنعية.. تحديث سعر الذهب اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025    سعر الذهب اليوم بالصاغة.. ارتفاع كبير في عيار 21 والسبيكة ال50 جرام تقفز 8000 جنيه    تباين مؤشرات البورصة المصرية رغم صعود المؤشر الرئيسي وخسائر محدودة في رأس المال السوقي    نتنياهو فى حديث متوتر: تصريحات ترامب تعني عمليا أن الجحيم سينفجر    قمة «شرم الشيخ للسلام»    «قبّلها أمام الجمهور».. ترامب يمنح أرملة تشارلي كيرك قلادة رئاسية (فيديو)    أجواء خريفية منعشة وشبورة صباحية.. تفاصيل حالة الطقس اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 في مصر    «السكك الحديدية»: حركة القطارات لم تتأثر بحادث «قطار سوهاج»    باسم يوسف يكشف عن أسوأ غلطة في حياته !    إغلاق مؤقت للمتحف المصري الكبير استعدادًا للافتتاح الرسمي في نوفمبر    كل ما تريد معرفته عن سكر الدم وطرق تشخيص مرض السكري    العكلوك: تكلفة إعادة إعمار غزة تبلغ 70 مليار دولار.. ومؤتمر دولي مرتقب في القاهرة خلال نوفمبر    تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية في غزة يدعم الجهود الأمنية    قرار عاجل في الأهلي بشأن تجديد عقد حسين الشحات    اتحاد الصناعات: الدولة تقدم دعمًا حقيقيًا لإنقاذ المصانع المتعثرة وجذب الاستثمارات الصناعية    وزير العمل: لا تفتيش دون علم الوزارة.. ومحاضر السلامة المهنية تصل إلى 100 ألف جنيه    في شهر الانتصارات.. رئيس جامعة الأزهر يفتتح أعمال تطوير مستشفى سيد جلال    اليوم، غلق لجان تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب    مميزات وعيوب برج السرطان: بين العاطفة والخيال والحنان    داليا عبد الرحيم تهنئ القارئ أحمد نعينع لتعيينه شيخًا لعموم المقارئ المصرية    الكنيسة الكلدانية تحتفل بختام ظهورات العذراء سيدة فاتيما في مصر    هيئة الدواء: تصنيع المستحضرات المشعة محليًا خطوة متقدمة لعلاج الأورام بدقة وأمان    ترامب: بوتين لا يرغب بإنهاء النزاع الأوكراني    ترامب يهدد بفرض عقوبات على إسبانيا بسبب رفضها زيادة الإنفاق في «الناتو»    نجم الزمالك السابق يكشف عن «أزمة الرشاوي» في قطاع ناشئين الأبيض    هتكلفك غالي.. أخطاء شائعة تؤدي إلى تلف غسالة الأطباق    ظهور دم في البول.. متى يكون الأمر بسيطًا ومتى يكون خطرا على حياتك؟    بالصور.. محافظ الغربية في جولة بمولد السيد البدوي بمدينة طنطا    حكومة غزة: شرعنا بتطبيق القانون ومستعدون لتسليم الحكم وفق قرار وطني فلسطيني    عمقها 30 مترًا.. وفاة 3 شباب انهارت عليهم حفرة خلال التنقيب عن الآثار بالفيوم    دماء في أم بيومي.. عجوز يقتل شابًا بطلق ناري في مشاجرة بقليوب    السجن المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه لتاجر مخدرات في قنا    صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات إلى 4.8% في العام الحالي    ارتفاع مفاجئ في الضاني وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    تعرف على المنتخبات المتأهلة لكأس العالم بعد صعود إنجلترا والسعودية    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان غير موفقًا    عمورة يوجه ضربة ل صلاح، ترتيب هدافي تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026    رونالدو يحقق رقما قياسيا جديدا في تصفيات كأس العالم    بالفوز على كينيا وبدون هزيمة، كوت ديفوار تحسم تأهلها رسميا إلى مونديال 2026    أحمد نبيل كوكا يطلب أكثر من 30 مليون جنيه لتجديد عقده مع الأهلي    لدورها الريادي في نشر المعرفة: مكتبة مصر العامة بقنا تحصد جائزة «مكتبة العام المتنقلة 2025»    «بتخرج من المشاكل زي الشعرة من العجين».. 3 أبراج محتالة ومكارة    معرض حى القاهرة الدولى للفنون فى نسخته الخامسة لمنطقة وسط البلد لعرض أعمال ل16 فنانا    رسميًا.. موعد امتحانات الترم الأول 2025-2026 في المدارس والجامعات وإجازة نصف العام تبدأ هذا اليوم    للتعامل مع الحيوانات الضالة.. قنا تقرر إنشاء ملجأ للكلاب بعيدًا عن المناطق السكنية    مصرع شخصين في تصادم سيارتي نقل على الطريق الصحراوي الغربي بالمنيا    «توت عنخ آمون يناديني».. الكلمات الأخيرة ل «كارنافون» ممول اكتشاف المقبرة الملكية (فيديو)    في 3 أيام .. وصفة بسيطة لتطويل الأظافر وتقويتها    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء الأربعاء 15 أكتوبر 2025    متى يكون سجود السهو قبل السلام؟.. أمين الفتوى يوضح حكم من نسي التشهد الأوسط    هل شراء شقة عبر البنك يُعد ربا؟.. أمين الفتوى يوضح    الجامعة الأمريكية تنظم المؤتمر ال 19 للرابطة الأكاديمية الدولية للإعلام    ورشة عمل لاتحاد مجالس الدولة والمحاكم العليا الإدارية الإفريقية    دار الإفتاء توضح حكم تنفيذ وصية الميت بقطع الرحم أو منع شخص من حضور الجنازة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    إثيوبيا ترد على تصريحات الرئيس السيسي: مستعدون للانخراط في مفاوضات مسئولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبداللطيف المناوى : الإخوان اغتالوا «الرومانسية الثورية»
نشر في الوفد يوم 11 - 02 - 2013

حركة الأيام على مدار عامين لم تنجح فى كشف أسرار ما جرى خلال ثمانية عشر يوماً هى عمر «الثورة» بمفهوم الشارع، و«العاصفة المثالية» حسبما أطلق عليها رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى وقتئذ.
وحدها أروقة القصر وغرف الأجهزة السيادية شاهدة على ما تضمنته كواليس الساعات الأخيرة ل«مبارك» -الأسرة والنظام -، وبعد الوصول إلى أول انتخابات رئاسية من رحم «الثورة» يبدو المشهد روتينياً يكاد «قصره» الذى يسكنه الرئيس محمد مرسى يشعل الأوضاع ولو تمسسه انتفاضة مماثلة وفقاً لعدة متغيرات.
كان عبداللطيف المناوى شاهداً على ساعات الغرور والارتباك لأمراء النظام السابق، نصح فى ليلة 24 يناير ل«أنس الفقى»، وزير الإعلام، حينئذ بضرورة إفساح الشاشات لشباب الحركات الاحتجاجية.. ولكن رجال جمال مبارك لايحبون الناصحين.
القدرة على السيطرة والشعور بالاستعلاء ثمن دفعه مبارك وحده غير مأسوف على تاريخه العسكرى، وتصاعد سقف المطالب بميدان التحرير كان مفاجأة للقصر ورجاله وكبار قيادات الحزب الوطنى، غير أن الإصرار المريب على إنهاء الموقف دون قراءة واضحة لتداعياته عجلت بكتابة النهاية فى ظل التقاء مصالح الأطراف التى رأت فى الأحداث فرصة سانحة ل«إزالة» حلم التوريث.
«المناوى» الذى تنازعته الأطراف المتشابكة وفقاً لقواعد المعادلة لإحكام السيطرة على «ماسبيرو»، أمضى ليالى الثورة فى خضم اتصالات هاتفية لم تنقطع مع جميع الأطراف، عطفاً على اجتماعات مع أجهزة سيادية تعرف لشاشة التليفزيون المصرى قيمتها فى أوقات التوتر.
وحسبما يرى رئيس قطاع الأخبار السابق بالتليفزيون المصرى فإن كتابه «أسرار القصر الجمهورى وكواليس ماسبيرو» شهادة تخضع لسقف معلوماته، لافتاً إلى أن أسئلة لاتزال منزوعة الإجابة بعد مرورعامين على التنحى أبرزها وفقاً لتقديراته «موقعة الجمل».
القصر والإخوان.. قاسمان مشتركان فى المشهد الممهور بالضبابية منذ يناير 2011 وحتى الآن، والفارق بين المشهدين يأتى فى موقع أطراف المعادلة السياسية التى كانت الجماعة فى بدايتها فصيلاً معارضاً يسعى للانقضاض، وتحول فى عامين إلى سلطة حاكمة تحتفظ ب«انقضاضها».
لا ينبؤك عن خبايا أيام الفرص الضائعة مثل خبير – بحسب قاعدة «ليس الخبر كالمعاينة»، وعند عبداللطيف المناوى تبدو مواطن الالتباس فيما جرى أكثر وضوحاً، حتى مع التحفظ الذى يخرج لا إرادياً بين ثنايا حديثه تتكشف خيوط المرحلة التى سيقف التاريخ أمامها طويلا - على حد قوله.
بعيداً عن تغليف العبارات، قال «المناوى» فى معرض حواره ل«الوفد» فى الذكرى الثانية لتنحى مبارك أن ما يجرى فى مصر الآن يدفعنا إلى التفكر قليلاً للوصول إلى نتيجة منطقية تقول بأننا لم نكن فى حاجة إلى ما جرى خلال عامين حتى نصل إلى ما نحن عليه».
حول تقييمه ل«ثورة يناير».. وكواليس ما جرى بين المجلس العسكرى ومبارك من ناحية، والإخوان من ناحية أخرى فى ثمانية عشر يوماً.. وأسرار إقالة المشير وسامى عنان فى مطلع ولاية «مرسى»، ومستقبل مصر فى ظل توتر قائم بين السلطة والقوى السياسية.. كان هذا الحوار:
دعنا نقرأ المشهد من بدايته.. هل كانت ثمة مقدمات فى دوائر صنع القرار تبشر بثورة شعبية.. وأيهما فجرها بهذه الكيفية «سيطرة جمال مبارك».. أم «تراكمات الوضع السياسى بأكمله»؟..
- مقدمات ما جرى فى 25 يناير كانت بلا ملامح ولم يتصور أحد أن تصل الأمور للإطاحة بالنظام بشكل كامل، وثمة أخطاء أدت إلى تفجير الأوضاع فى مقدمتها أخطاء لغة الخطاب بين السلطة والمواطنين، وعدم اليقين والحساب لحجم رد الفعل الشعبى، والأهم أن رغبة الانتفاضة التقت بكثير من التداخلات وصنعت «العاصفة المثالية»..
إلى أى مدى أثر الصراع بين الأجنحة داخل الحزب الوطنى فى تفجير الغضب والتخبط فى إدارة الأزمة؟
- فكرة الصراع بين جناحى الحزب الوطنى، الحرس القديم بقيادة صفوت الشريف، والجديد برئاسة جمال مبارك قائمة منذ نهاية التسعينيات، وبدأت بفكرة تأسيس حزب جديد ثم تم التراجع عنه لصالح إنشاء جمعية جيل المستقبل، وإنما الخطأ السياسى الأكبر هو عدم التقدير الكافى للتعامل مع الغضب وغياب العدالة الاجتماعية وتغول السلطة والتزاوج بينهما وبين رأس المال، ودعنى أقول إن إدارة الملف الاقتصادى كان فيه قدر من النجاح، بينما الفشل جاء عبر اختصار مصر فى عدة رسوم بيانية ربما تصلح فى التعامل مع دول أخرى، إضافة إلى الاستهانة الشديدة والاستحواذ والإقصاء الذى تبلور فى انتخابات 2010، تلك التى علق عليها المصريون آمالا فى عودة مشاركة القوى المدنية.
إذن.. كيف تقيم مشهد 25 يناير باعتباره النواة الأولى للثورة المصرية الشعبية؟
- فى تقديرى أن ما حدث فى 25 يناير هو انتفاضة شعبية أدت إلى تغيير النظام الحاكم، وشارك فى هذه الانتفاضة شباب الحركات الاحتجاجية، والقوى المعارضة والإخوان المسلمون، وأعضاء الحزب الوطنى الذين تم إسقاطهم فى برلمان 2010، وقطاع كبير خرج ضد جمال مبارك اعتراضاً على الترويج غير المعلن لتوليه مهام الرئاسة بعد والده.
لماذا لم يتدارك النظام هذا الغضب الشعبى منذ 25 يناير وترك الأوضاع حتى تصاعدت فى جمعة الغضب 28 يناير.. ولماذا أطلقت عليه نظام «الفرص الضائعة»؟
- منذ بداية الأحداث تركت إدارة الأمور نتيجة للظرف الراهن، وكان جمال مبارك يدير القصر ولديه هاجس كبير أن الأمور تحت السيطرة، وفوجئ الجميع بالتصعيد وسادت بعدئذ حالة الارتباك، والفرص الضائعة بالنسبة لنظام مبارك تبدأ من مؤتمر «1982»، ثم واقعة اغتياله فى أديس أبابا عام 1992، وأثناء وجود إجماع شعبى على محاربة الإرهاب لكنه لم يستثمر فرصه.
بعد اشتعال شرارة الغضب فى 28 يناير من كان يدير القصر، والشارع؟ وكيف كان نزول الجيش للميدان؟
- بعد اشتعال الغضب فى 28 يناير كانت هناك عدة جهات تدير المشهد السياسى هى «المخابرات»، و«الجيش» و«الرئاسة» و«الشارع»، والرئاسة كان يديرها جمال مبارك ومعه زكريا عزمى وحبيب العادلى وأنس الفقى، والمخابرات والجيش رأوا أن الفرصة باتت سانحة لإنهاء قصة «التوريث»، والشارع كان يموج بما فيه من شباب وأحزاب وإخوان وجهات خارجية.
خطابات ثلاثة للرئيس ال سابق خلال ال18 يوماً.. كيف كانت كواليس تلك الخطابات ولماذا كان الخطاب الثانى الأكثر تأثيراً؟
- الرئيس السابق «مبارك» كان عليه أن يتحدث مساء 25 يناير بخطاب يتضمن إقالة الحكومة، وحل البرلمان وكان يدعم هذا الاتجاه وزير الصناعة والتجارة، رشيد محمد رشيد، وحسام بدراوى، لكن جمال مبارك وأحمد عز أوهما الرئيس بأن الأمور تمام وتحت السيطرة، وتأخر الخطاب ليوم 28 يناير وحسبما تضمنت مسودة الخطاب كان مقرراً إلقاءه السبت 29 يناير، لكننى قلت لأنس الفقى إن تأخيره ليس مجدياً، وتضمن الخطاب إقالة الحكومة وللأسف جاءت التشكيل بعد ذلك كارثياً.
الخطاب الثانى كنت قد اقترحت له خطابا وأرسلته لإحدى الجهات السيادية، لكنه اختار الخطاب العاطفى وأحدث تأثيراً.. وفوجئنا بعدها بموقعة الجمل، وقبل الخطاب الأخير ذهبت لأنس الفقى وقلت له الوضع سيىء ولابد أن يتحدث الرئيس ولكنه تحدث بطريقة مناسبة وأغضب الجماهير، وقلت بعدها: إن هذا أسوأ خطاب فى حياته وقد وصلت الأمور إلى النهاية.
برأيك بعد تأثير الخطاب العاطفى واستجابة قطاع كبير من الشعب.. من تسبب فى موقعة الجمل وأسال الدماء فى ميدان التحرير لإنهاء المشهد بالتنحى؟
- كان هناك اتجاه لوجود دماء على الأرض حتى تتصاعد الأوضاع، وكان مشهد خروج الجماهير المؤيدة يعنى «سلام سلاح» لرجل حكم البلاد 30 سنة، وليس تأييداً وإرسال رسالة مفادها «خليك معانا»، وتم استغلال الصدام ويبقى السؤال مطروحاً من أسال الدماء على الأرض ومن صاحب المصلحة هل هو النظام؟، هل الأطراف الأخرى..؟ اعتقد أن التاريخ سيكتب جميع الحقائق.
من صاحب قرار اختيار عمر سليمان نائباً.. وماذا عن موقعة اغتياله؟
- اختيار عمر سليمان لمنصب النائب هو قرار للرئيس السابق حسنى مبارك، ومعلوم أن عمر سليمان كان خلال السنوات الماضية حلال للمشكلات، ومسألة اغتياله مبهمة، وليس صحيحاً أن جمال مبارك أعطى أوامر لاغتيال عمر سليمان، كما أن التنظيمات الجهادية التى كانت فى الشارع لم تكن مجهزة حينئذ.
ذكر أن مشادة ساخنة حدثت بين جمال مبارك والمشير طنطاوى فى القصر الجمهورى.. ما حقيقة ذلك؟
- العلاقة بين جمال مبارك والمشير طنطاوى لم ترق إلى الاشتباك، وجمال كان يحترم المشير طنطاوى بحكم فارق السن، والحقيقة أن المشكلة حدثت بين مبارك وطنطاوى بعد رفض المشير تولى منصب رئيس الوزراء فى الحكومة الجديدة فقال له مبارك «روح بيتك»، والرئيس مبارك رفض فكرة إقالة المشير طنطاوى من منصبه كوزير للدفاع فى الحكومة الجديدة.
ذكرت أن الشارع كانت به جهات خارجية.. هل يعنى ذلك أن حركة حماس كان لها دور فى ميدان التحرير؟
- ما أعلمه من خلال المشاهدات عبر مجموعة من قيادات الجيش والتليفزيون والجهات المختلفة أن الميدان كانت به جنسيات غير مصرية، ومن بينها جنسيات فلسطينية.
هل كان لدى النظام السابق سيناريو بديل فى حال استقرار الأوضاع وفشل الثورة؟
- حتى اليوم الأخير لم تكن هنالك سيناريوهات، وكان التعامل يتم وفقاً للظرف.
حضرت لقاءات متعددة مع بعض الجهات السيادية، فى أى اتجاه كانت تسير نتائج تلك الإجتماعات؟
- الاجتماعات كانت فى وضع تسعى فيه جميع الأطراف للسيطرة على جهاز الإعلام، وكنا نتعامل مع الجميع، وأدينا ما اعتقدناه صحيحاً أن الشاشة لابد أن تكون موجودة دائماً.
- كيف دارت العلاقة بين الإخوان والمجلس العسكرى منذ بداية نزول الجيش للشارع وحتى نهاية القصة بانتخابات الرئاسة؟
- العلاقة بين الجيش والإخوان كانت الخط العام الذى يحكمها هو «خداع الجماعة»، يأتى ذلك لأن الإخوان المسلمين أعطوا انطباعاً للجيش بأنهم القوة الوحيدة التى يمكن التعامل معها، وقبل المجلس العسكرى التعامل معهم، ولما أخذوا ما أرادوا من المجلس العسكرى عادوا مرة أخرى للوقوف فى الشارع ضد الجيش، وللأسف أن بعض القوى الثورية والأحزاب رأوا أن الجيش طامع فى السلطة فى الوقت الذى كان فيه هو الحامى الوحيد للسلطة، ثم كانت ميول بعض أعضاء المجلس العسكرى سبباً فى تمكين الإخوان من السلطة.
كيف جاء قرار التنحى.. وكيف استقبلته الأسرة الحاكمة وقتئذ؟
- قرار التنحى لم يعرفه أحد، والذى اتخذه هو الرئيس مبارك بعد ركوبه الطائرة مع بعض مساعديه متجهاً لشرم الشيخ، وهذه هى اللحظة التى اتخذ فيها قراراً لأنه كان يعلم أن الثمن سيصبح غالياً حال بقائه، ومن شرم الشيخ أجرى اتصالاً هاتفياً وأبلغ المشير طنطاوى بالتنحى.
وماذا عن بكاء سوزان مبارك.. وإلى أى مدى ترى بقائها خارج نطاق المحاكمات؟
- سوزان مبارك لم تتدخل فى أى شىء خلال ال18 يوماً، ومشهد بكائها إنسانى فى المقام الأول وليس حزناً على الرحيل، وقد يبدو انهياراً يتفق مع الحالة، وما قدمته سوزان مبارك جدير بالتذكر، والخطأ الوحيد هو دعمها لمشروع توريث جمال مبارك حكم مصر.
لماذا لم يلجأ الرئيس السابق وأسرته للرحيل عن مصر إلى أى دولة عربية أخرى على خطى «بن على»؟
- لأنه لم يعتقد أنه أساء لمصر، وهو الذى اختار التنحى.
هل تؤيد ما قيل حول اتفاق جرى بين المشير والرئيس حول الخروج الآمن، وحمايته من المحاكمة وقتئذ؟
- لم يكن هناك اتفاق على خروج آمن، ولكن عقيدة القوات المسلحة هى الحفاظ على أبنائها وإبعادهم عن موضع الإهانة، باعتبارها جزءاً من هيبتها.
إذن بماذا تفسر.. إحالته للمحاكمة ومن ثم إلى السجن بيد المجلس العسكرى؟
- إحالته للمحاكمة جاءت نتيجة ضغوط شعبية ومساع من التيارات الدينية، وأعتقد أن ما حدث مع مبارك «مزايدة».
الآن يوجد رئيس لمصر ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين وسط اتهامات بأن الوضع السياسى لم يتغير كثيراً عن فترة الحزب الوطنى.. كيف ترى ذلك؟
- أطلب من الجميع أن يغمض عينيه وينظر هل ما نحن عليه الآن يستحق كل ما جرى؟،، السلطة السابقة كانت امتداداً لثورة يوليو، والمعارضة الإسلامية كانت موجودة تحت الأرض وفوق الأرض منذ ثمانين عاماً، وتغيرت المعادلة فأصبحوا يحكمون الآن بنفس الشكل على طريقة الحزب الوطنى، وهذا نتيجة اختطاف الثورة وعودة الشباب الثائر إلى عالمهم الافتراضى بعد اصطدامهم بواقع اغتيال «الرومانسية الثورية».
يروج البعض أن الدول العربية فى مقدمتها الإمارات ترفض تقديم المساعدات لمصر بسبب اعتراضها على سجن الرئيس مبارك.. إلى أى مدى موافقتك؟
- كان هناك انزعاج لدى بعض الدول العربية من الطريقة التى تم التعامل بها مع الرئيس السابق، وفوجىء الجميع ب«مبالغة شديدة» لم يعهدوها من الشعب المصرى، لكن المساعدات مرهونة بتوقف الإخوان عن التدخل فى شئون الآخرين والتخلص من التنظيم الدولى، وهناك من يقول الآن إن الإخوان يبحثون عن آبار البترول لتحقيق حلم الخلافة، وهذا لن يتم نفيه إلا من الإخوان.
هل تتوقع إسقاط الرئيس محمد مرسى إزاء قراءة التوتر السائد حالياً فى الشارع المصرى؟
- ماحدث فى 28 يناير من «العاصفة المثالية» يصعب تكراره، والمطلوب من الشارع أن يواصل نضاله للحفاظ على مدنية الدولة، وأتمنى أن يستمر التغيير السلمى قبل أن تنطلق ثورة الجوع.
وماذا عن سيناريو الانقلاب العسكرى الذى يتم الترويج له بين الحين والآخر؟
- هذه مسألة مستبعدة لأن الجيش المصرى ليس انقلابياً، لكن نزول الجيش مرة أخرى مرهون بانهيار الأوضاع، ونحن الآن وصلنا ل«فوهة بركان» وهذه الحالة إما أن تهدأ أو تنفجر.
يسعى مؤيدو الرئيس «مرسى» الآن إلى إشاعة أن انقلاباً ناعماً من الأجهزة السيادية يتم ضد مؤسسة الرئاسة.. كيف تقرأ ذلك؟
- الرئيس لا يساعد نفسه، ولا يوجد شىء اسمه جهاز موال للرئيس أو غيره لأنه ببساطة شديدة انتهى عهد الوالى، والرئيس موظف فى إدارة الدولة وعليه أن يكون منتمياً لها وليس لمكتب الإرشاد.
إقالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان أحد أبرز قرارات الرئيس «مرسى».. فى تصورك ما الدافع وراء إزاحتهما بهذا الشكل؟
- هذا حدث نتيجة خطأ فى حسابات داخل المجلس العسكرى وعدم امتلاكه للخبرة السياسية، والإخوان تلاعبوا بالأطراف المختلفة، وكان لدى المجلس العسكرى دائماً انعدام القدرة على الحسم، وشعور بأنهم دائما موضع اتهام كان «نقطة ضعف»، وإقالة المشير طنطاوى وسامى عنان جاءت نتيجة لهذا الضعف، بينما يظل حادث رفح موضع استفهام، وينبغى أن يعلم الشعب من قتل المصريين فى رفح.
هل تم اغتيال عمر سليمان فى الخارج؟
- وفاة عمر سليمان طبيعية.. ولا أميل للفكر التآمرى.
أخيراً.. من المسئول عن خلل المعادلة السياسية فى مرحلة ما بعد التنحى؟
- الجميع يتحمل مسئولية الخلل، وهذا الخلل ليس فى العامين الماضيين فقط وإنما فى السنوات الأربع الأخيرة، بينما فى العامين الأخيرين النوايا الخاطئة من بعض الأطراف ساهمت فيما نحن عليه، القوى الثورية توهمت أنها قادرة على التغيير وهى لا تملك أدواته، والإخوان المسلمون وضعوا نصب أعينهم الوصول إلى الحكم على حساب أى طرف، وما يحدث هو امتداد للاتحاد الاشتراكى، والحزب الوطنى لأن مصر دولة مركزية من يملك السلطة بها سيجد من ينضم إليه، وأعتقد أن الحرية والعدالة هو الوجه الآخر للحزب الوطنى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.