تواصل الكويت على كافة المستويات الرسمية، والبرلمانية، والشعبية، موقفها الراسخ والداعم، للقضية الفلسطينية، ومناصرة الشعب الفلسطينى. فقد عبر مجلس الوزراء الكويتى فى اجتماعه الأخير الذى عقد برئاسة الشيخ صباح الخالد الصباح رئيس الوزراء، عن إدانة واستنكار دولة الكويت لاستمرار الممارسات الاجرامية، التى تمارسها السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى الشقيق، وتصاعد وتيرتها فى قطاع غزة والتى راح ضحيتها العديد من الشهداء والضحايا والجرحى. وأكد مجلس الوزراء فى الاجتماع الأسبوعى أن هذه الممارسات البشعة تمثل تحديا سافرا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية ونسفا لكافة الجهود الهادفة لتحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة والتى من شأنها أن تقود المنطقة إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار داعيا المجتمع الدولى إلى التحرك الفورى والجاد للضغط على إسرائيل لوقف تلك الممارسات ووقف نزيف الدم وإنهاء الواقع المأساوى الأليم الذى يعيشه الشعب الفلسطينى بما يضمن حقوقه الكاملة والمشروعة. كما قرر مجلس الوزراء الموافقة على تقديم مساعدات طبية إغاثية عاجلة لصالح الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة لإغاثة المتضررين جراء الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على أن يتم التنسيق بهذا الشأن بين وزارة الصحة ووزارة الخارجية». موقف راسخ من جانبه، أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق على الغانم موقف دولة الكويت الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية على المستويين الرسمى والشعبى. وأشار الغانم فى لقاء مع تلفزيون (فلسطين) إلى الحرص على دعم مجلس الأمة للقضية الفلسطينية بكل ما يملك من أدوات، موضحاً أن مجلس الأمة سيعقد جلسة خاصة يوم غد الأحد ستشهد «تشديد وتغليظ عقوبات قانون حظر التعامل والتطبيع مع الكيان الصهيونى». وقال الغانم إن الموقف الكويتى من هذه القضية «معروف» إذ «تعلمنا من آبائنا وأمهاتنا أن فلسطين محتلة والمسجد الأقصى أسير والمقاومة شرف». دبلوماسية برلمانية وذكر أن «الدبلوماسية البرلمانية تستدعى مقابلة رئيس الاتحاد البرلمانى الدولى عما قريب لاتخاذ إجراءات تجاه العضو المخالف لمواثيق (الاتحاد) واستكمال منظومة الضغط على الكيان الصهيونى لإيقاف الاعتداءات على المسجد الأقصى الأسير أو على المواطنين الفلسطينيين فى فلسطينالمحتلة». وأكد الغانم أن أبطال فلسطين تمكنوا من إعادة الفلسطينية إلى سلم أولويات العالم و«رغم المأساوية فى الأرض المحتلة لكن هناك بشائر نصر قادمة ولو بعد حين». إغاثة من ناحية أخرى، وعلى المستوى الإنسانى وبحضور مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولى ناصر الصبيح، والسفير الفلسطينى لدى الكويت السفير رامى طهبوب، أعلنت الوكيلة المساعدة لشئون قطاع التنمية الاجتماعية فى وزارة الشؤون الاجتماعية هناء الهاجرى إطلاق الحملة الإغاثية الشعبية لصالح الشعب الفلسطينى، التى تأتى بمشاركة 32 جهة خيرية، وتستمر مدة شهر. وقالت «الهاجرى»، فى تصريح صحفى، إن «الحملة التى تأتى تضامناً مع الشعب الفلسطينى الشقيق، جراء ما يتعرض له من اعتداءات سافرة، جاءت بتوجيهات مباشرة من مجلس الوزراء، لتؤكد التزام الكويت بمناصرة ودعم الاشقاء هناك، والوقوف إلى جانبهم خلال الأحداث المؤسفة والممارسات التى تقوم بها قوات الاحتلال». تبرعات من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولى ناصر الصبيح إن وزارة الخارجية، بالتنسيق مع الشئون، حرصت على الدعوة لإطلاق حملة تبرعات شعبية، من خلال الجمعيات الخيرية فى البلاد، «تأكيداً على الموقف الرسمى الكويتى الداعم والمناصر للفلسطينيين، والرامى إلى نصرتهم على الظروف القاسية والعداون الغاشم الذى يواجهونه من قوات الاحتلال»، داعيا المواطنين والمقيمين إلى المشاركة فى الحملة. وأكد أن الموقف الكويتى حيال القضية الفلسطينية بمنزلة السياسة العامة للدولة، «وما نقوم به امتداد لمسيرة الحكومات السابقة من مواقف راسخة فى يقين مواطنينا»، موضحا أنه «بموجب قرار مجلس الوزراء فإن الدور المنوط بوزارة الخارجية يتمثل فى الاشراف والرقابة على التحويلات المالية الخارجية، من منطلق الحرص على تحصين الجمعيات المانحة من الاتهامات التى قد تطالها من أطراف خارجية تدعى استغلال الأموال المجموعة بصورة خاطئة. وأضاف أن «ثمة دوراً هاماً كبيراً ومفصلياً تؤديه الوزارة عبر تحديد الجهات الأجنبية التى يمكن للجمعيات الخيرية التعامل معها، وذلك عقب عمليات الفحص والتدقيق على هذه الجهات ومدى صلاحيتها لاستقبال الدعم الانسانى سواء الإغاثى أو التنموى»، مؤكداً أن أوجه إنفاق المبالغ المجموعة تحدد وفق طبيعة الحاجة ونوع وشكل وحجم المساعدة، لافتاً إلى أن الدعم المتوقع من الجهات المشاركة فى الحملة سيكون مالياً غير أنه سيتم ترجمته بشكل عينى. شكر فلسطينى من جانبه، شكر السفير الفلسطينى لدى البلاد رامى طهبوب الكويت أميراً وحكومة وشعباً على هذه المبادرات الإنسانية غير المستغربة أو الجديدة على هذا الشعب الوفى الأصيل، وقيادته التى طالما وضعت القضية الفلسطينية نصب أعينها، مؤكداً أن الكلمات والتصريحات وغير كافية لم ولن تعطى هذا البلد وشعبه الكريم حقهما، مشددا على أن فى كل مرة تؤكد الكويت أنها ظهر وسند لأبناء الشعب الفلسطينى داخل الأراضى المحتلة. وأكد طهبوب أن الموقف الرسمى الكويتى بقيادة وتوجيهات سمو الأمير وسمو ولى العهد، أكبر داعم للقضية الفلسطينية، «فعندما تئن فلسطين تبكى الكويت، أو يستغيث الأقصى يلبى الكويتيون النداء».