يتزايد كل يوم اعداد المصابين بالسكر ويؤكد العديد من الاطباء ان مرض السكر ينتشر في مصر بصورة اعلي من المعدلات العالمية حتي وصلت الكارثة . ان تصبح مصر ضمن اكثر عشر دول من حيث انتشار الاصابة.. يقول الدكتور محسن خالد أستاذ السكر والغدد الصماء بالمعهد القومي للسكر والغدد الصماء: من القصص المألوفة التي تحدث لكثير من الأشخاص الذين يتعرضون لضغوط نفسية شديدة أن تظهر عليهم أعراض مرض السكر مثل: كثرة التبول والعطش الشديد ونقصان الوزن.. وعند تحليل السكر في الدم تثبت إصابتهم بمرض السكر.. وبعد فترة من الالتزام بالنظام الغذائي السليم والعلاج الدوائي ينخفض مستوي السكر في الدم ولا يحتاج المريض إلي أي علاج دوائي لضبط مستوي السكر في الدم و بالتالي يتصور المريض أنه قد شفي تماما من السكر وأنه كان سكر عصبي أو سكر مؤقت.. فهل هناك ما يسمي بالسكر العصبي؟ يوضح الدكتور محسن خالد الحقيقة أنه لا يوجد ما يسمي بالسكر العصبي أو السكر المؤقت وإنما يوجد نوعان رئيسيان من مرض السكر: النوع الاول (أو السكر المعتمد علي الانسولين): وهو عادة يصيب الاطفال ويحتاج إلي العلاج بالأنسولين لضبط مستوي السكر في الدم. النوع الثاني (أو السكر غير المعتمد علي الأنسولين): وهو عادة يصيب الكبار ويعالج بالأقراص ولا يحتاج إلي الأنسولين لضبط مستوي السكر في الدم. وفي حالة النوع الثاني يكون المريض لديه الاستعداد للإصابة بمرض السكر نتيجة وجود عوامل وراثية، بالإضافة إلي عوامل بيئية مثل زيادة الوزن والأنظمة الغذائية الخاطئة وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فيكون الشخص عرضة للإصابة بالسكر فور تعرضه لأحد العوامل التي تعجل بظهور المرض مثل: التوتر العصبي أو الإصابة بعدوي شديدة أو تناول أدوية تعاكس عمل الأنسولين فيظهر عليه المرض. ويؤكد الدكتور محسن خالد أنه عند التزام الشخص المصاب بالنظام الغذائي السليم والعلاج الدوائي الذي يقرره الطبيب تتم السيطرة علي المرض، خاصة اذا ما نجح المريض في انقاص وزنه الي الوزن المثالي وقد لا يحتاج الي الاستمرار في تناول أي ادوية لضبط مستوي السكر في الدم. ويكون الخطأ هنا أن يعتبر المريض أنه قد شفي تماما من السكر وأنه كان سكر عصبي أو سكر مؤقت وأنه لا يحتاج الي الالتزام بأي نظام غذائي أو متابعة مستوي السكر في الدم. والحقيقة أنه لا يوجد ما يسمي بالسكر العصبي أو المؤقت. و انما يبقي الشخص المصاب بالسكر(حتي وإن تمت السيطرة علي المرض) لديه استعداد للاصابة بالسكر ومعرض لارتفاع مستوي السكر في الدم اذا ما خالف النظام الغذائي السليم أو زاد وزنه علي الوزن المثالي.. وينصح الدكتور محسن خالد هؤلاء المرضي بالاستمرار في الالتزام بالنظام الغذائي السليم وممارسة التمارين الرياضية ومتابعة الفحوص الطبية بانتظام. والحقيقة أن المتابعة السليمة لمرض السكر تشمل العديد من الفحوصات الطبية منها ما يجب عمله كل شهر مثل قياس مستوي السكر في الدم (صائم وبعد الأكل بساعتين) ومنها ما يتم عمله من 3 إلي 6 شهور مثل قياس نسبة الهيموجلوبين السكري والتي تعبر عن مستوي السكر في الدم خلال ال 6 إلي 8 أسابيع السابقة للتحليل.. ومنها ما يتم عمله كل سنة مثل وظائف الكلي وفحص قاع العين وفحص الأوعية الدموية الطرفية لتجنب حدوث مضاعفات مرض السكر واكتشافها مبكرا في حالة حدوثها مما يسهل من علاجها. ويجب علي مرضي السكر الالتزام بنصائح وتعليمات الطبيب المعالج حتي يتمكنوا من التحكم في مستوي السكر في الدم وتجنب حدوث أي مضاعفات للمرض من خلال التزامهم بالنظام الغذائي السليم والمحافظة علي وزنهم المثالي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وكذلك الالتزام بالعلاج الدوائي الذي يقرره الطبيب.