أكدت جمعية المستهلكين بالمملكة المتحدة أن الأطفال الذين يتناولون بانتظام ما يسمي "بأطعمة الأطفال" يعرضون صحتهم للخطر. وقالت الجمعية إن أنواعا عديدة من هذه الأطعمة تحتوي علي معدلات من الأملاح والسكريات أعلي من المتواجدة في أطعمة البالغين.
كما أكد المسئولون أن تناول هذه الأطعمة بكثرة قد يزيد من فرص تسوس أسنان الطفل أو إصابته بمرض السكر وقد يؤدي إلي إصابته بالسرطان. وطلبت جمعية المستهلكين تحليل قائمتين تحتويان علي أغذية ومشروبات تستهدف الأطفال بشكل رئيسي ممن تتراوح أعمارهم ما بين سبعة إلي عشرة أعوام. وتضمنت هذه الأغذية حبوب الإفطار والعصائر. ووجد أن حبة إفطار واحدة تحتوي علي كمية من السكر تفوق خمس مرات الكمية التي تحتوي عليها حبة الإفطار للبالغين. كما يستخدم المصنعون بالإضافة إلي ذلك صورا مضللة علي منتجاتهم، تشير إلي احتواء هذه المنتجات علي مكونات أكثر من التي تحتوي عليها بالفعل. وعلي سبيل المثال، تحتوي الوجبة الجاهزة علي 14 ٪ فقط من الدجاج في الوقت الذي يحتوي فيه العصير علي 5 ٪ فقط من الفاكهة. من جانبها، دعت سو دافيز المستشارة الأساسية لجمعية المستهلكين الاتحاد الأوروبي إلي التأكيد علي عدم تضليل علامات الطعام للمستهلكين. وقالت "من غير المقبول أن تكون المكونات الطبيعية في أغذية الأطفال أقل بكثير منها في أطعمة البالغين وكشفت أن المنتجات التي تقدم للأطفال تحتوي علي معدلات مرتفعة للسكريات والأملاح والدهون". وأضافت قائلة: "يمكن أن يزيد ذلك من خطر إصابة الأطفال بالسمنة الزائدة بالإضافة إلي نمو أمراض مثل تسوس الأسنان ومرض السكر، فضلا عن مخاوف الإصابة بالسرطان ومرض القلب في مراحل متقدمة من العمر". ويقول الدكتور محسن خالد استاذ واستشاري السكر والغدد الصماء بالمعهد القومي للسكر والغدد الصماء: يوجد نوعان من مرض السكر، النوع الاول: (السكر المعتمد علي الانسولين) وهو الذي يصيب عادة الأطفال. والنوع الثاني: (السكر غير المعتمد علي الانسولين) وهو الذي يصيب عادة الكبار ولكن لوحظ في الفترة الاخيرة زيادة نسبة حدوث مرض السكر من النوع الثاني (الذي يصيب عادة الكبار) في الأطفال. ويرجع ذلك إلي انتشار السمنة في الأطفال نتيجة الاعتماد علي الوجبات السريعة واهمال التمارين الرياضية. ويوضح الدكتور محسن خالد: يعتبر النظام الغذائي القاعدة الاساسية (إلي جانب النشاط البدني والأدوية) في علاج السكر عند الأطفال ويجب أن يكون الغذاء متوازناً (أي يوفر كمية كافية من كل مجموعة عناصر غذائية لازمة للجسم). ولابد من مراعاة نوعية ومواعيد تناول الطعام في الأطفال الذين يعالجون بالحقن بالانسولين حتي لا يحدث تأرجح كبير في نسبة السكر في الدم سواء بالانخفاض أو الارتفاع. ويجب ادخال وجبات اضافية صغيرة بين الوجبات الثلاث الرئيسية حتي لا يتعرض الطفل لانخفاض نسبة السكر في الدم بين الوجبات الرئيسية. ومواعيد الحقن والوجبات مرتبطان ببعضهما. ولابد من الأكل بعد الحقن بالانسولين مباشرة اذا كان الانسولين المستعمل سريع المفعول أما اذا كان الانسولين المستعمل يعمل بعد 15-30 دقيقة فيجب الانتظار 15-30 دقيقة قبل البدء في تناول الطعام. ويجب عدم نسيان أي وجبة حيث إن ذلك يعرض الطفل لانخفاض نسبة السكر في الدم. كما يجب اخذ وجبة اضافية صباحية ومسائية بعد 3 ساعات من الحقنة حتي نتجنب انخفاض السكر في الدم اذا كان مفعول الانسولين ما يزال سارياً بعد مرور 3 ساعات من اخذ حقنة الانسولين. ويحذر الدكتور محسن خالد من السكريات سريعة الامتصاص، وهي تؤدي إلي ارتفاع كبير في مستوي السكر في الدم ولذلك ينصح بتجنب تناولها الا في حالة حدوث انخفاض نسبة السكر في الدم. واعراض هبوط السكر في الدم تشمل حدوث تعب، دوخة، عرق، رعشة، جوع، شحوب، نعاس، توتر عصبي وإذا لم يسارع الطفل بتناول بعض السكريات يمكن أن يؤدي ذلك إلي حدوث غيبوبة نقص السكر. كما يجب تجنب الإكثار من الاطعمة الدهنية ويجب تناول كمية كافية من الخضروات والفاكهة وكذلك يجب تناول كمية كافية من النشويات. كما يجب علي مريض السكر محاولة الوصول إلي الوزن المثالي وان يستمر في المحافظة علي الوزن الطبيعي طيلة حياته حتي يتمكن من التحكم في مستوي السكر في الدم. ولا يمكن الوصول إلي ذلك الا باتباع الارشادات الغذائية السابقة.