سورة المدثر هي أول سورة نزلت كاملة من سور القرآن الكريم، وعلى الرغم من أن البعض يظنون أن سورة العلق قد نزلت على رسول الله -عليه السلام- دفعة واحدة، إلا أنها لم تنزل كاملة، وأول ما نزل من القرآن الكريم كاملًا هو سورة المدثر، وهذا هو الرأي الأرجح. أما عن سبب النزول فهذا يتضح في الحديث الشريف الآتي: قالَ رسولُ اللّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يحدِّثُ عن فَتْرَةِ الوحْي، قال في حديثه: بَيْنا أنا أمْشِي سَمِعْتُ صوتًا منَ السَّماء، فَرفَعت بصرِي، فإذا الملك الذي جاءنِي بحِراءٍ جالِس علَى كرسيّ بيْنَ السَّماء والأرْض، ففرقْتُ منه، فَرَجعْتُ، فَقُلتُ: زملُونِي زملُونِي، فَدَثرُوه، فأنْزل اللَّه تعالَى: {يا أيُّها المُدَّثِّرُ قُمْ فأنْذِرْ ورَبَّكَ فَكَبِّرْ وثِيابَكَ فَطَهِّرْ والرِّجْزَ فاهْجُرْ} - قالَ أبو سَلَمَةَ: وهي الأوْثان الَّتي كان أهْل الجاهلية يعبدونَ - قالَ: ثمَّ تتابع الوَحْي.