إقامة موائد رمضان أو ما يعرف ب"موائد الرحمن" عادة دائمًا ما يلجأ إليها أصحاب المال والاعمال لافطار الصائمين الفقراء والمحتاجين لنيل الثواب والأجر من الله عز وجل، ويتم تنظيمها من اليوم الأول من الشهر الكريم حتى نهايته. إقرأ أيضا: خبير بمنظمة الصحة العالمية: لقاح كورونا لا يفطر الصائمين منذ الموجة الأولى لفيروس كورونا العام الماضي واتخذت السلطات المصرية كإجراء احترازي قرارًا بمنع إقامة موائد الرحمن، لتفادي زيادة أعداد المصابين بالفيروس، لكن لم يسرق الفيروس اللعين بهجة وفرحة المصريين، وخاصة منهم الفقراء وانتظارهم لهذه الأيام المباركة، واستمرت افعال الخير بطرق أخرى بعيدة عن إقامة الموائد تؤكد اصرار المصريين على اعمال الخير ومساعدة المحتاجين. حب الخير دماء تجري في عروق المصريين، فتجد توزيع الافطار لايقتصر على الصائمين بل يمتد للمسلمين وغير المسلمين في مشهد يضرب أروع الأمثلة على الأخوة والوحدة بين نسيج الشعب الواحد. قبل أذان المغرب بساعتين يستعد الاطفال والشباب والرجال لتحضير وجبات إفطار، بالإضافة إلي تجهيز المشروبات بشتى أنواعها. قبل أذان المغرب بعشرة دقائق وعلى نواصي الشوارع والطرق الرئيسية، تجد المصريين صغاراً وكباراً يرسمون السعادة والبهجة لإخوانهم الصائمين وغير الصائمين، بتوزيع المشروبات والمأكولات بالإضافة إلى تشغيل خدمة "الديلفري" لتوزيع وجبات لحد باب الباب للفقراء والمحتاجين. ومن جانبه، قال محمد عمر، يقطن التجمع الخامس، إنه واصدقائه يخصصون جزءا من راتبهم الشهري طوال العام ك"جمعية" ليقوموا بانفاقها خلال شهر رمضان على وجبات أفطار الصائمين وتوفير المشروبات من عصائر بشتى أنواعها بالإضافة إلي مشروبات ساخنة. وأضاف عمر في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن الاعمال الخيرية عادة كان والده يقوم بها طوال العام، وتزداد خلال شهر رمضان الكريم. وتابع:" الرسول قال لنا ما نقص مال من صدقة عشان كدا نقوم بتوزيع الوجبات على المارة خلال شهر رمضان وارسال أخرى للمنازل". وفي سياق ذاته، قال محمد المناعي صاحب مقهى ببولاق الدكرور، إن كورونا لم تمنعه من أعمال الخير في شهر رمضان ويقوم بتوزيع الوجبات والمشروبات على الصائمين عند أذان المغرب. واضاف في تصريح خاص ب"بوابة الوفد" أن هناك أصحاب الخير غير المعروفين لدى كثير من الناس تساعده ماديًا في إفطار الصائمين. " إفطار صائم له أجر كبير عند الله وعطيني أجر صائم"، هكذا قال الشاب خالد بمنطقة الدقي والذي يستغل شهر رمضان في أعمال الخير. وأفاد خالد في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أنه يعمل في مهنة خدمة عملاء بأحد الشركات وكان يوفر جزء من راتبه الشهري البسيط لشراء" خامات العصائر" لتجيهزها للصائمين في شهر رمضان لإفطارهم.