لن أعلق على أحداث العنف التي وقعت في منطقة قصر الاتحادية، ولن أعلق أيضا على سحل المواطن حمادة صابر وتجريده من ملابسه في عرض الشارع، ولن أتناول سيرة المواطن الذي استشهد برصاص قوات الأمن المركزي على رصيف قصر الرئاسة، ولن أتحدث عن العنف والعنف المضاد، بل سأوجه رسالة قصيرة لجميع أعضاء أو قيادات المعارضة فى مصر، وعلى وجه التحديد إلى قيادات جبهة الإنقاذ: أيها السادة، لقد أخطأتم كثيرا عندما وقفتم تنفون عن أنفسكم وعن أحزابكم العنف والتشجيع عليه، كما أخطأتم أيضا عندما انشغلتم بنفي الاتهامات التي وجهت إليكم من قبل جماعة الإخوان، وأخطأتم كذلك عندما استجبتم لوثيقة شيخ الأزهر التي تنبذ العنف، لأن هذه الوثيقة لا يوقع عليها سوى من يمارسون العنف، وفى الغالب يتم توقيع هذه الوثائق فى البلدان التي تشهد صراعات محلية بين فصائل وميليشيات عرقية واثنية، فيقوم البعض بجمع الأطراف المتصارعة على طاولة لكي يوقعوا على وثيقة نبذ العنف، تتضمن الوثيقة العديد من البنود محل اتفاق، فلا أحد منهم يقبل نبذ العنف دون الحصول على مكاسب، أنتم أيها السادة لا تنتجون العنف ولا تمارسونه فلماذا وقعتم على نبذه، كان يجب أيها السادة أن تستشيروا من حولكم فى أحزابكم: هل نوقع على وثيقة لنبذ العنف؟، ولماذا؟، ومن الذي سيستفيد من وثيقة مثل هذه؟، بالطبع من لا ينتج العنف ولا يمارسه لن يستفيد شيئا من نبذه، وأن الفائدة الحقيقية تقع على من يشارك في العنف ومن يعانى منه، أعنى أن المستفيد الوحيد من هذه الوثيقة هو الرئيس محمد مرسى وعشيرته، لأنهم هم الذين أدخلوا العنف للحياة السياسية، وهم الذين يقع عليهم العنف المضاد، وأظن أنه بتوقيعكم على وثيقة الأزهر، فقد انحزتم إلى فريق العشيرة ورئيسها ضد الفريق الآخر، فالوثيقة تعد صك تبرئة للعشيرة ورئيسها من إنتاج وممارسة العنف، وحكم إدانة للذين يبادلونهم العنف بعنف، ما الذي يضيركم أو يضيرنا من العنف والعنف المضاد، العشيرة ورئيسها ينتجون العنف والبعض يبادلهم العنف بعنف، ما الذي يحشرنا بين الفريقين؟. أيها السادة: من المفارقات الغريبة أنكم وضعتم بعض الشروط لكي تجلسوا في حوار مع الرئيس مرسى، ودعيتم للحوار أكثر من مرة وتمسكتم بهذه الشروط، على الجانب الآخر وضع الرئيس وعشيرته بعض الشروط، منها أن تنبذوا العنف، وأن تدعوا لنبذ العنف، وأن تدينوا من يمارس العنف، كما اشترط أن تبتعدوا عن فكرة إسقاط النظام، والطريف أنهم استدرجوكم وأنتم السياسيون المحنكون إلى ملعبهم وحاصروكم بالاتهامات حتى استسلمتم ونفذتم شروطهم: نبذتم العنف وأكدتم أنكم لا تسعون ولا تدعون لإسقاط النظام. قبل العنف ونبذه حاصروكم بأحكام التكفير والعمالة والإلحاد والتمويل من الخارج، ونجحوا في إدخالكم مصيدة النفي، فوقفتم فى كل مناسبة ومحفل تنفون عن أنفسكم تهم الإلحاد والكفر والعمالة، فى الوقت الذى كانوا فيه يصيغون القرارات والقوانين التي تمكنهم من مؤسسات الدولة، وللأسف لم يقف واحد منكم يبادلهم الاتهام باتهام، كان يجب أن ترموهم بالكفر وبالعمالة وبالخيانة وبالتمويل من الخارج كما اتهموكم، من قال إن من يكفر المسلم ليس بكافر؟، وما هى قيمة وحجم من ينتج فتاوى التكفير واتهامات العمالة والتمويل منهم؟، للأسف الشديد أربكتكم الاتهامات وانشغلتم فى النفي. أيها السادة أظن أنه أصبح واضحا أنكم تستدرجون لتنفيذ أجندة تفرضها العشيرة ورئيسها على البلاد، لهذا عليكم أن تعيدوا النظر في سياستكم مرة أخرى، يجب أن تعلنوا نبذ وثيقة نبذ العنف،لأنكم بالفعل لا تمارسون ولا تنتجون ولا تشجعون ولا تبررون العنف، والأهم من هذا وذلك أن العنف لا يقع عليكم بل على من ينتج العنف، كما يجب أن تتمسكوا بشروطكم، وأن تحشدوا إلى مظاهرات أسبوعية فى الميادين وفى محيط قصر الاتحادية حتى يرحل رئيس العشيرة بعشيرته، وحتى تقام الدولة المدنية الديمقراطية، وأقترح أن تقام هذه المظاهرات حول مقرات العشيرة وحزبها فى جميع المحافظات.