مساء أمس استمعت لواقعة عن جماعة البلاك بلوك تفطس من الضحك، حكى الواقعة مساعد النائب العام ويدعى المستشار حسن ياسين إلى الزميل الإعلامي سيد على في برنامجه الأسبوعي «حدوتة مصرية» عبر التليفون، قال بالحرف إن النيابة تجرى التحقيق مع أحد أعضاء جماعة البلاك بلوك، المتهم كان يرتدى زي الجماعة: القناع والجاكت الأسود، دخل إحدي العمارات فى ميدان التحرير، وحاول اقتحام إحدى الشقق، بواب العمارة شعر به فقام بالقبض عليه والسكان أبلغوا الشرطة التى انتقلت إلى العمارة وبتفتيش المقبوض عليه عثر بحوزته على خرائط ومخطط إسرائيلي لإحراق منشآت وشركات حيوية فى مصر». نفس الحكاية الساذجة قرأتها بعد ذلك كتصريح لنفس الشخص، المستشار حسن ياسين مساعد النائب العام، فى بوابة جريدة الشروق، حيث قال فى تصريح للزميلة شيماء رشيد: إن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، ألقت القبض على شاب ينتمي إلى جماعة «البلاك بلوك» أثناء محاولته اقتحام إحدي الشقق بالقرب من ميدان التحرير، ويدعى أحمد علي سالم، وبحوزته سلاح أبيض، وأضاف ياسين في تصريحات خاصة ل»بوابة الشروق» أن المتهم اعترف أمام أجهزة الأمن، بانضمامه حديثًا إلى مجموعة «البلاك بلوك» ولديه كود سري داخل الجماعة يتم التعامل به. وقال المستشار حسن ياسين، إن المتهم بحوزته مخطط إسرائيلي بحرق عدد من المنشآت الحيوية في مصر وشركات البترول وإشعال النيران في بعض الأماكن، وتمت إحالته إلى نيابة أمن الدولة للتحقيق بتهمة تكدير الأمن العام. وأوضح النائب العام المساعد أن أجهزة الأمن أيضًا ألقت القبض علي طالب بجامعة المنصورة يحاول تجنيد الطلاب بالجامعة بالانضمام لجماعة البلاك بلوك، مشيرا إلي أن المتهم طلب من أحد مصانع الملابس تجهيز أقنعة سوداء». لا أخفى عليكم عندما استمعت للمستشار مساعد النائب العام، فطست من الضحك، لماذا؟، لأن هذه الواقعة تذكر شاباً يجمع بين ثلاث صفات وهى: المعارض الثوري، والحرامى الهجام، والجاسوس العميل لدولة إسرائيل، كما أن الواقعة تتضمن فى طياتها ما يكذبها ويؤكد زيفها وأنها من صنيعة خيال الشرطة أو جماعة الإخوان أو قصر الاتحادية. والحقيقة انتظرت الإعلامي والصحفي المحنك سيد على أن يستفسر من سعادة المستشار: كيف يذهب عضو جماعة البلاك بلوك إلى إحدى العمارات بميدان التحرير لكي يقتحم شقة؟، هل هو عضو بالجماعة المقنعة أم هجام شقق؟، وإذا كان هجاما هل الهجام يذهب لاقتحام الشقق المأهولة بالسكان أم الشقق التي يتغيب عنها أصحابها؟، وإذا كان هجاما، وما علاقته بإسرائيل؟، وهل الذي يذهب لسرقة الشقق بالقوة يحمل معه خرائط ومخططاً إسرائيلياً لإشعال النيران فى منشآت ومصانع مصرية؟، إذا كان عضواً في البلاك بلوك لماذا يسير فى الشوارع حاملا ما يدينه بالعمالة والخيانة للكيان الصهيوني؟. الإعلامي المحنك سيد على ترك سيادة المستشار يروى واقعته الساذجة كما هي ولم يتدخل فيها، وعندما انتهي منها شكره وأعلن إدانته لكل أشكال العنف، المدهش أن نفس المستشار صرح بنفس القصة الساذجة لصحيفة الشروق، وأضاف إليها واقعة أخرى في مدينة المنصورة: القبض على شاب من البلاك بلوك يحاول تجنيد زملائه الطلبة في الجامعة لكي ينضموا إلى جماعة البلاك بلوك، وقال إن هذا الشاب طلب من أحد المصانع تجهيز أقنعة سوداء. السؤال الذى يجب أن نطرحه: لماذا المستشار حسن ياسين مساعد النائب العام؟، لماذا خرج للإعلام ينقل للمواطنين هذه الواقعة الساذجة؟، ولماذا لم يروها لنا أحد قيادات الشرطة التى انتقلت إلى العمارة موقع الأحداث؟، وهل الشاب بطل الواقعة معارض ثورى أم حرامي شقق أم هجام أم جاسوس للعدو الإسرائيلي؟، وهل القانون يجرم كل من يرتدى قناعاً أو جاكت أسود؟، وهل الشرطة «ستقفش» فى كل الذين يرتدون جاكت أسود؟، وهل النيابة ستأمر بحبسه وإحالته إلى محاكمة؟، وما الجريمة التى ستحيله النيابة بها للمحكمة؟، هل هي اقتحام الشقق أم ارتداء جاكت أسود أم حمل خطط إسرائيلية لإشعال النار فى منشآت أم العمالة لدولة إسرائيل؟، وهل فى كل مرة سيروى الواقعة المستشار حسن ياسين نائب المستشار العام؟. يذكر أن سيادة المستشار لم يذكر فى روايته لسيد على أو لجريدة الشروق إن كان الشاب بطل الواقعة يحمل سلاحا من عدمه، وما نوعية هذا السلاح؟، وهل يعقل أن يذهب لاقتحام شقة مأهولة بالسكان وهو يحمل مخططاً إسرائيلياً ولا يحمل حتى مطواة يرهب بها أصحاب الشقة، كما ان سيادة المستشار لم يذكر لنا هل الشاب كان يرتدي ملابس بلا كووك أم بلاك توك توك؟.