بطول استمرارها.. والثورة تعنى التغيير للأفضل ومن السابق لأوانه أن نحكم على ثورة 25 يناير المباركة بأنها فشلت أو نجحت، فمخطئ من يقول إن الثورة فشلت ومخطئ أيضاً من يقول إن الثورة نجحت، فثورة يناير سيحكم عليها أبناؤنا وربما أحفادنا.. وإذا كانت الثورة قد نجحت فى هدم نظام للحكم وكشف الفاسدين، فإنها لم تأت بنظام حكم يلقى قبولاً ويحقق أهدافها المعلنة وهذا ليس عيباً فيها، فالوقت مازال مبكراً، فأمام الثورة مشوار طويل ووقت أطول لتحقق أهدافها والهدف الأكبر لن يكن إسقاط النظام بل الهدف الحقيقى هو بناء نظام حكم جديد يلقى قبولاً ويحترم إرادة الشعب لأن كل المصريين يتطلعون إلى دولة عصرية مدنية متقدمة. وأقول لتيار الإسلام السياسى إن الخلاف مقبول لكن التخوين والتسفيه ورفض الآخر مرفوض، ولا يليق بنظام جاء بعد دماء سالت أن يستخف بالشعب ومطالبه وإرادته، أين مشروع النهضة؟ هل كان مجرد شعار ولم يكن له وجود على أرض الواقع فهل ثار الشعب المصرى لكى تنهار كل الأمور فى مصر فلا خدمة ترجى فى المستشفيات.. والدماء تسيل على خطوط السكك الحديدية وكل يوم نسمع عن عصابات تتربص بالناس على الطرق، ولا تعليم يصلح لإصلاح الحال وأكثر ما نفتقده الآن فى مصر هو الحزم المقرون بالعدل. وعندما نعود بمصر إلى الوراء قرنين من الزمان نجد أن محمد على باشا الرجل الأمى غير المصرى اكتشف أن أهم ما يجب أن يبدأ به مشروع النهضة بمصر هو ثلاثة أشياء: الأول التعليم الثانى الأمن والثالث الصناعة والزراعة وفعلها محمد على ونجح لدرجة أن اليابان فى ذلك الوقت أرسلت بعثة من كبار خبرائها إلى مصر لاكتشاف سر نجاح تجربة محمد على وعادت البعثة لتنفذ تماماً ما رأته فى مصر. فمصر أيها السادة بعد عامين من الثورة تحتاج إلى ثورة حقيقية، ثورة تعود بالخير على كل المصريين.. لا ليقفز عليها فصيل سياسى واحد ويهمش بقية القوى السياسية الأخرى فمصر لكل المصريين. د. عادل العطار أستاذ بجامعة بنها ورئيس لجنة الوفد بطوخ