22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    منزل جمال عبد الناصر، منارة ثقافية بحي باكوس في الإسكندرية    تراجع سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 23 مايو 2023    هل ترتفع أسعار الشقق بعد بيع قطع أراض لجهات أجنبية، الحكومة تجيب (فيديو)    تفاصيل المجلس الوطنى لتطوير التعليم فى حلقة جديدة من "معلومة ع السريع".. فيديو    تموين سوهاج: ارتفاع توريد القمح إلى الشون والصوامع ل 96 ألف طن    فوز ناصر تركي وحسام الشاعر بعضوية اتحاد الغرف السياحية عن الشركات    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن غارات على شرق مدينة رفح الفلسطينية    ضياء رشوان للجزيرة: التلويح بالانسحاب من مفاوضات غزة لا يعني التخلي عن القضية    أستاذ علوم سياسية: تقرير «cnn» محاولة فاشلة لتوريط مصر    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    إعلام عبري: إسرائيل تدرس إغلاق سفارتها بأيرلندا بسبب اعترافها بدولة فلسطينية    حسين لبيب: الإعلام الأهلاوي قوي وأرفض الانتقام من الزمالك    تأكيدًا لانفراد «المصري اليوم».. الزمالك يبلغ لاعبه بالرحيل    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    رد قاطع من حسين لبيب على "البند الصادم" بعقد زياد كمال    لبيب: جوميز مستمر مع الزمالك الموسم المقبل وسنفعل بند شراء شحاتة    وزير الرياضة: أتمنى مواجهة الأهلي ل الزمالك في السوبر الإفريقي    تريزيجيه: أنا تحت أمر الأهلي.. وعقدي مع طرابزون مستمر لعامين    أحمد سليمان: تم تمديد عقد جوميز..وسنفعل بند شراء محمد شحاته    هُنا بوابة الفجر لاستخراج نتيجة الشهادة الاعدادية بالاسم 2024 في محافظة القاهرة.. ترم ثاني الصف الثالث الاعدادي    «هؤلاء هم المتهمون الحقيقيون».. والدة السائق المتهم بالتسبب في حادث «معدية أبو غالب» تخرج عن صمتها    الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة اليوم الخميس    ناجية من حادث معدية أبو غالب تكشف تفاصيل الواقعة    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    نجوى كرم تتحضر لوقوف تاريخي في رومانيا للمرة الأولى في مسيرتها الفنية    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    الولايات المتحدة.. إنفلونزا الطيور تصيب الأبقار وتحذيرات من "عواقب وخيمة" إذا انتقلت للبشر    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    ضبط 53 شيكارة دقيق بلدي مدعم بماكينة طحين بدسوق    طالب يشرع في قتل زميله بالسكين بالقليوبية    انتشال 3 جثث جديدة لفتيات ضمن واقعة غرق ميكروباص من أعلى معدية أبو غالب    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    محمد الغباري: العقيدة الإسرائيلية مبنية على إقامة دولة من العريش إلى الفرات    باحث في الشؤون الإسرائيلية: بيان «CNN» ليس جديدًا وهدفهم الضغط على مصر    حظك اليوم| برج العقرب الخميس 23 مايو.. «أجواء إيجابية تحيط بك»    رسميا.. انطلاق فيلم "تاني تانى" فى دور العرض اليوم    حسن شاكوش التريند الرابع على اليوتيوب    بمناسبة الاحتفال بالذكرى 248 لاستقلال أمريكا.. السفيرة «هيرو » تؤكد أن مصر شريك لا غني عنه لتحقيق الاستقرار    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    رغم فارق السنّ.. «آلاء» والحاجة «تهاني» جمعتهما الصداقة و«الموت غرقًا» (فيديو)    "جوزي بيحب واحدة متجوزة".. رسالة من سيدة ورد حاسم من أمين الفتوى    هل يجوز بيع جلد الأضحية؟.. الإفتاء توضح    الوفد: حريصون على توعية العمال بدور الدولة في الحفاظ على حقوقهم    لينك نتيجة الصف السادس الابتدائي 2024 الترم الثاني    أمين الفتوى يوضح أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة: هذا اليوم صيامه حرام    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمجد مصطفى يكتب: المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة22
نشر في الوفد يوم 06 - 04 - 2021

العالمى رمزى يسى.. من شارع البستان إلى ايكيه نورمال دى ميوزيك باريس
صعيدى الجذور والاسم فرعونى..والدته كل شىء فى حياته وعلمته البيانو وهو فى بطنها
تتلمذ على يده الأوربيون وعزف فى أكبر قاعات الموسيقى
مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة.
مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا ماضينا الجميل. فى حلقتين سابقتين ذكرنا أن مصر فنانة منذ 7 آلاف سنة فى الجزء الأول قدمنا بانوراما عن الفن المصرى بصفة عامة، وريادته، وفى الجزء الثانى خصصناه لتاريخ مصر الغنائى من قدماء المصريين حتى مشايخنا فى العصر الحالى. وفى الجزء الثالث، رغم فيروس الكورونا المنتشر عالميًا، واصلنا تقديم تاريخنًا فى عالم التلحين، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين، لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة أجزاء، حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى.
تحدثنا فى الحلقة الأولى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى الحلقة الثانية نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، وتحدثنا فى الجزء الثانى عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مرورًا بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ فى وقتنا الراهن، وفى الجزء الثالث تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، وفى الحلقة الرابعة استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها، وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيرًا من دول كثيرة
مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان.
رمزى يسى هو النموذج الأجمل للفنان المصرى الذى وصل للعالمية دون صخب، وشو إعلامى، لا تتحدث معه تليفونياً وتجد شخصًا يرد عليك قائلًا أنا مدير أعماله، لكنه يرد دائمًا بكل تواضع وهذا من شيم الكبار، منذ ساعات كان هناك نجاح كبير متمثل فى حفل نقل مومياوات مصر ال22 من متحف التحرير إلى متحف الحضارة، وكان فارس هذه الليلة الفتى الذهبى نادر عباسى، وكنت أتمنى أن أجد رمزى يسى بين الحاضرين، أو على الأقل من تحدثوا عن مصر بوصفه واحدًا من نجومنا الذين غزوا العالم بموهبتهم سواء كعازف للبيانو أو كأستاذ تتلمذ على يده آلاف من الطلاب الأوربيين، لكن من الممكن استغلال رمزى فى مناسبا قادمة، هذا النجاح يفتح سواء الذى حققه حفل الموكب الذهبى، وقبله نجاح رمزى فى أوروبا يؤكد أن الفنان المصرى والفن المصرى بخير. رمزى يسى من جذور صعيدية، حكايته مع الموسيقى والفن، هى امتداد لأجداده قدماء المصريين، اليوم وضمن حلقات المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة نستعرض مشوار رمزى يسى من شارع البستان إلى باريس عاصمة النور والجمال.
مشوار رمزى يسى لم يكن مفروشًا بالورد كما يتخيل البعض، رحلته بدأت فى مصر طالب كونسرفتوار ثم سافر فى منحة لروسيا، ثم ذهب إلى فرنسا فى إجازة الصيف للاطلاع والعمل، وهناك قرر الاستمرار، وكان عليه أن يعمل ويعبر عن موهبته حتى يفتح أبواب العمل والأمل امامه، خاصة أن الغرب لا يقبل انصاف المواهب، وعندما وجدوا فيه بذرة الموهبة قرروا أن يمنحوه الفرصة للدراسة
مرة أخرى، ثم تعيينه فى المعهد الذى درس فيه. مشوار رمزى يسى جدير بالاحترام، وجدير أن يكون مرجعًا لشباب اليوم الذى يبحثون عن فرصة، كما أنه درس لمدعى العالمية ممن يخرجون إلينا كل فترة ويعلنون أنهم وصلوا إلى العالمية رغم أن حدود فنهم لم تتجاوز حدود المحلية.. فى هذا الحوار يتحدث رمزى يسى عن رحلته من منزل الأسرة فى شارع البستان الذى يقع على بعد خطوات من ميدان التحرير حتى وصل إلى منزله فى باريس.
فى البداية قال أنا صعيدى خالص والدى ووالدتى من قنا والأقصر، واسم يسى ربما يكون اسمًا فرعونيًا.
ثم تحدث رمزى عن نشأته بقوله: نشأت فى منزل الأسرة على حب البيانو، كانت والدتى تعزف عليه، وبالتالى كانت حريصة أن تعلمنى العزف، وهو الأمر الذى جعلنى ارتبط به كثيرًا، وقد بدأت وأنا طفل الدراسة قبل افتتاح الكونسرفتوار، كان أستاذى إيطاليًا مقيمًا فى مصر، والجميل أنه ظل معى حتى إلى ما بعد التخرج.
تقدمت إلى اختبارات القبول، وأتذكر أن وزير الثقافة ثروت عكاشة كان يقوم بجولة لمتابعة المولود الجديد ألا وهو الأكاديمية، وكان الامتحان فى قصر هدى شعراوى وبعد أن أعجب بأدائى، سألنى عن اسمى، وتعرف على لأنه كان يعرف والدى كان طبيبًا فى القوات المسلحة وقتها.
وقتها اتبعوا نظامًا مبتكرًا، يعتمد على أن يحصل الطالب على الدروس من خلال الذهاب إلى الأستاذ فى المنزل أو العكس، حتى يسهل على الموهوبين دخول الأكاديمية، كان الأمر أشبه بدرس خصوصى تتكفل الدولة بدفع أجره.
مازال متحدثًا عن دور الدولة وقتها فى دعم المواهب، الأهم بالنسبة لهم وقتها هو مستوى الطلاب، وليس الحضور والغياب، لأنك فى النهاية سوف تخضع لامتحان، لكن الوضع اختلف بعد المرحلة الأولى، حيث انتظمنا فى الذهاب إلى المعهد لاننا بدأنا نتلقى دروسًا نظرية.
درست 3 سنين إعدادى، وعندما وصلت إلى المرحلة الثانوية، كنت أمام أمرين، أما الاستمرار فى المعهد، أو الانتقال إلى الدراسة العادية، ووقتها كنت أسأل نفسى، هل أصبح مهندسًا أو طبيبًا مثل والدى أم موسيقى؟، كان الأمر صعبًا لأننا فى بداية الستينيات، حيث يرى البعض أن الموسيقى ليست مهنة. وفى النهاية دخلت كونسرفتوار بتشجيع من أبوبكر خيرت وللأسف بعد أيام من الالتحاق رحل وشعرت بعد رحيله بنوع من الحزن والغربة، لكننى تغلبت على ذلك.
ويواصل كلامه: ثم كانت رحلة السفر إلى أوروبا
تخرجت بامتياز فى أواخر الستينيات، وقتها كانت علاقة مصر بالعالم الغربى ليست على ما يرام لأننا كنا بعد النكسة وتحديدًا عام 68، وبالتالى إمكانية سفر مصرى يدرس فى أوروبا مسألة صعبة، لكن الجانب المضىء فى الأمر أن علاقة مصر كانت جيدة مع الاتحاد السوفيتى، وكان العميد بعد أبوبكر خيرت إيطاليا ثم روسيا، والأخير كان من حظى لأنه جس نبض الأسرة فى سفرى لروسيا، ولأنهم كانوا محبين للفن ووالدتى أستاذة بيانو، وافقوا، وما بين التخرج والدراسة كنت ذهبت لإيطاليا لحضور مسابقة للمشاهدة فقط، كنت أريد أن أرى نفسى وصلت لأى مرحلة وشاء الحظ أن يشارك فيها عازفون روس. ووقتها كان خروج الروس لأوروبا صعبا وانبهرت بهم. وحصل ثلاثة عازفين روس على الجوائز الأولى والثانية والخامسة، وقتها تحمست جدًا بعد أن وجدت هذا المستوى، ثم جاءتنى المنحة من روسيا.
وأضاف سافرت إلى روسيا للدراسة بمعهد تشايكوفسكى، وكانت المنحة عامين، فى آخر المنحة سافرت للمشاركة فى مسابقات فى فرنسا وحصلت على جائزتين دوليتين وبعد أشهر شاركت فى مسابقة أخرى فى إيطاليا وحصلت على جائزة أخرى، هنا شعر الروس أننى أستحق أن يمدوا لى البعثة بمعهد تشايكوفسكى أعرق معهد فى العالم، ووصلت 5 سنوات وبالمناسبة هذا المعهد يضم كمًا من المواهب غير موجودة فى العالم.
خلال هذه الفترة كان هناك مصريون معى منهم حسن شرارة وجمال سلامة ومصطفى ناجى، وجابر البلتاجى، وقبلنا كان القادة طه ناجى، سيد عوض، شعبان أبوالسعد كان
جيل أكبر.
وأضاف «يسى» بالفعل عدت إلى كونسرفتوار، عملت لمدة عام ونصف العام، وكان لدى إحساس بداخلى يقول يجب أن أدرس عزف وتعليم فى أماكن أخرى غير روسيا، وفعلًا سافرت إلى فرنسا فى البداية بنية العمل لفترة والعودة خلال أجازة صيف، تقدر تقول هروب من حر مصر، جلست فى باريس، خلال الأشهر القليلة جاءتنى فرصة لتسجيل برنامج موسيقى فى الاذاعة، قلت أجلس فترة أخرى طالما حصلت على عائد مادى، لكن الوسيلة المتاحة لى للاستمرار هو البحث عن سبب يمنحنى الإقامة فى فرنسا، ولم أجد غير الدراسة مرة أخرى، وبالفعل عدت طالبًا مرة أخرى درست فى معهد «ايكيه نورمال دى ميوزيك» هناك وجدونى جاهزًا، فأعطونى منحة للدراسة، جلست سنة وجربت دخول مسابقة فى العزف، والمسابقات ليست مثل السينما، فى الموسيقى والبيانو لها سن معينة لا يزيد على 30 سنة، رغم أننى لم أكن أحب المسابقات لأن الفنون ليست مثل الرياضة، الحافز دائمًا فنى، الهدف ليس التفوق على زملائك بقدر إثبات موهبتك، لكننى قررت أن افتح بابًا جديدًا للإقامة هناك، أرسلت خطابات إلى العديد من المسابقات، وجاءنى منشور لبعض المسابقات، كانت البداية فى إسبانيا وهناك حصلت على الجائزة الأولى، كانت نقطة تحول فى حياتى لأنها كانت مثل اعتراف دولى بموهبتى يشجعنى أنا شخصيًا وبالنسبة للحفلات تفتح بابًا جديدًا.
الجائزة المالية وقتها جعلتنى أعيش سنة فى فرنسا وبدأت اعمل حفلات على سمعة هذه الجائزة.
ثم تعرفت على زوجتى وهى ليست فنانة لكنها متذوقة جدًا تعزف بشكل جيد، عندما تزوجت أصبحت لى صفة رسمية هناك، لم أعد الأجنبى الذى انتهت تأشيرة دخوله، بدأت عمل حفلات مع أوركسترات عالمية، عينت كمدرس فى المعهد الذى درست به، ومن وقتها أدرس فيه، منذ أواخر السبعينيات لى طلبة من كل العالم وأشارك فى تحكيم مسابقات دولية.
بعد ذلك والكلام مازال له عن القاعات التى عمل بها: هناك قاعات كثيرة جيدة لها جمهورها لكن هناك قاعات لها نجومية مثل قاعة الشانزليزيه فى فرنسا، قاعة ألبرت هول فى بريطانيا، ومانسكى فى سان بطرس برج فى روسيا وغيرها.
لكننى فى كل الجولات التى قمت بها، أعجبت بالتجربة الصينية لأنهم جادون جدًا فى عملهم، عندى فى فرنسا طلاب من الصين كل يوم يقومون ببناء قاعات كثيرة، هم يعتبرون أن الموسيقى تراث عالمى لذلك كل البنية التحتية الموسيقية موجودة.
وأضاف نعم يمكننا تكرار التجربة الصينية، لكن الأمر يحتاج إلى أموال، مصر فيها 100 مليون والأكاديمية بكل ما فيها عدد قليل جدًا، كم عدد الخريجين منها، ولو قمت بحسابها نسبة وتناسب تجد أننا متأخرون جدًا.
وعن يومه فى فرنسا قال: يبدأ مبكرًا، ولدت فى بيت يستيقظ مبكرًا، منذ الصغر كنت كذلك، والدى يقرأ الصحف، وتعودت على هذا الأمر، وأنا أدرس فى موسكو أكون 7 الصبح فى المعهد، وهذا الوقت هناك تكون الدنيا ما زالت شبه مظلمة، لكننى كنت حريصًا على ذلك، الدراسة كانت تبدأ التاسعة قبل ذلك من يريد التدريب يذهب مبكرًا من 7 حتى 9، حيث تعمل على بيانو محترم وحجرة نظيفة تقوم بحجزها.
فترة الصبح أكثر فترة يكون ذهنى حاضرًا، ثم أبدأ مشوارى مع التدريس أو التحضير للحفلات أو الرد على المراسلات.
وأجلس أمام الآلة أمارس التدريب يوميًا ما بين 3 و4 ساعات.
وعن مواصفات عازف البيانو قال: السينما فيها ممثل ومخرج، الموسيقى العازف يكون مثل الممثل والمخرج معا، لأنك تعزف العمل وتخرجه لأنك تختار شكل خروج العمل للناس.
إضافة إلى مواصفات شخصية منها أن اليد الكبيرة تسهل العزف لأن النوت كلها تحت يدك، لكن هناك ناس لهم يد صغيرة يعزفون بشكل جيد جدًا، إلى جانب ثقافة العازف، والدراسة مهمة.
وعن عازفو البيانو فى مصر وتقيمهم قال:
فى ناس أخجل أن أذكرهم لأنهم كبار الآن فى العزف وهم تخطوا مرحلة التقييم، منهم وائل فاروق، ميريت حنا، محمد شمس، ماجدة عمارة.
وعن تقيمه للحالة الفنية فى مصر قال: إذا كان الجمهور يعرفنى الآن لأننى، عندما بدأت العزف منذ أيام المعهد قبل 50 سنة الناس كانت تسمع وتستمتع بالأعمال الكلاسيكية، الآن فى ناس لا تعرف عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ. أحد أصدقائى استقل تاكسى واستمع إلى عمل مبنى على أغنية أهواك، سأل السائق عن صاحب هذا العمل، لم يعرف أصل الأغنية لمين. وهذا الأمر يؤكد عدم الوعى بتراث البلد مش مجرد اسم الفنان، فهل هناك ما هو أكثر من أن شخصًا لا يعرف تراث بلده،
أشار نعم أنا حريص على الإقامة فى منزل الأسرة فى شارع البستان عند حضورى للقاهرة، لأن هذا المكان هو الأنسب لى، فهو يقع فى وسط القاهرة وأنا عملى عند حضورى يكون بين الأوبرا والأكاديمية، لذلك فهو مناسب جدًا، بالإضافة إلى أننى عشت فيه كل ذكريات الأسرة وذكريات الدراسة فى المعهد.
كما أننى أذهب أحياناً إلى منزلنا القديم فى مصر الجديدة لكن شكل البلد يتغير بسرعة غريبة، لذلك أحياناً لا أستطيع أن أتعرف عليه.
أما عن أولاده فيقول: ابنى فى أمريكا عمله له علاقة بالفن لكن فى مجال الإنترنت، حيث يقوم بتسجيلات خاصة بالموسيقى التى نسمعها فى بعض التليفونات المحمولة. وهو يدرس الجيتار. وابنتى درست البيانو لكنها لا تعمل بالفن.
وعن المرأة فى حياته يقول: والدتى هى كل شىء كانت أثناء الحمل تعزف لى وأنا فى بطنها، وعندما ولدت شجعتنى جدًا وكانت تنصحنى، وحريصة على تربيتى، وكانت دائمًا تقول لى أى عمل تقوم به يجب أن تمنحه وقتك، واجب المدرسة مهم والبيانو أو التنس مهم، الأم هى الداعم، والزوجة مقدرة جدًا وتفرق كثير جدًا عندما تعى جيدًا طبيعة عملك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.