شارك الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، في حوار مفتوح مع طلاب جامعة الفيوم بعنوان (الأسرة المصرية حقوق.. وواجبات) قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن بناء أسرة مصرية سليمة وواعية كفيل بتقدم الوطن ورفعته، مضيفًا أن الأسرة ستظل دائمًا صمام الأمان للمجتمعات، وستبقى حامية له من الآفات الخطرة التي فتكت بمجتمعات أخرى تقلص فيها دور الأسرة في التربية والتوجيه الاجتماعي بسبب انهيار القيم والمفاهيم التي تقوي روابط الزوجية والقرابة وبر الوالدين وصلة الأرحام وإدارة الحياة الزوجية على نحو شرعي. أضاف وكيل الأزهر أن الأسرة المصرية تعرضت في الفترة الأخيرة إلى موجة من الهجمات الشرسة بعضها نتاج التكنولوجيا المتطورة التي استطاعت أن تؤثر سلبًا على بنيان الأسرة وتماسكها وتواصل أفرادها وتأثير بعضهم في بعض مشيرا إلى ان هذا الخطر الداهم الذي يواجهنا يفرض على مؤسسات الدولة جميعها تحديًا كبيرًا. وأكد الدكتور الضويني أن الأزهر يواصل العمل على مواجهة الظواهر السلبية التي صارت تهدد الأسرة، وفي مقدمتها ظاهرة الطلاق، التي لا تهدد أسرة واحدة وإنما تهدد مجتمعًا بأكمله موضحا أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بادر بإنشاء «وحدة لم الشمل» التي تدخلت فيما يزيد على عشرين ألف نزاع أسري في الفترة من عام 2018م حتى يومنا هذا، وشكل المركز لجنة خاصة لوضع مادة علمية تعالج هذه المشكلات، وتعمل على إزالة أسباب الخلاف التي تؤدي إلى التفكك الأسري وتشرد الأبناء. وبيّن فضيلته أن الأسرة التي تبني الأوطان والمجتمعات هي الأسرة المتمسكة بعقيدتها الإسلامية السمحة قولًا وسلوكًا، المعتزة بانتمائها لأمتها العربية والإسلامية، المستوعبة لأصول دينها والمحافظة على الالتزام به، المنفتحة على العالم المعاصر بصدر رحب، وعقل ناضج، تستفيد من تقدمه بما لا يتعارض مع عقيدتها وما تحمله من قيم وقال وكيل الأزهر نتطلع إلى تنشئة سليمة لأجيال القرن الحادي والعشرين الذي سيكون في سباق مع الزمن، وسيواجه تحديات جسيمة في ظل طغيان القيم المادية على القيم المعنوية وفي ظل التقدم التقني الذي صار يقفز قفزات خيالية، وهدفنا أن تخرج هذه الأجيال مؤهلة ومشاركة مع الآخرين ولها دور في صنع القرار المصيري على الأقل في نطاق أسرته ثم مجتمعه، ومتسلحين بالقيم الروحية والمعنوية التي تحدد معالم شخصياتهم الإسلامية. حضر اللقاء الدكتور أحمد جابر شديد، رئيس جامعة الفيوم، والدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، ولفيف من قيادات ورموز المحافظة وعلماء الأزهر الشريف.