سعادة الباشا أحمد عبدالرازق مأمور سجن طرة لا يصدق حتي الآن أن حبيب العادلي متهم في جريمة قتل، وأنه محبوس علي ذمة تلك القضية. الباشا يبدأ يومه بالتوجه إلي زنزانة »العادلي« ويؤدي له التحية العسكرية ويقول: »أؤمرني يا أفندم« وبعدها يبدأ وصلة مدح في المتهم يتخللها عبارات »كلنا تحت أمرك يا أفندم« و»كلنا تلامذتك يا أفندم«.وقبل أن يغادر المأمور سجن طرة زنزانة »العادلي« يقول جملتين لا يغيرهما »معاليك عايز حاجة يا أفندم«.. و»ربنا معاك يا أفندم«. كرم الباشا مأمور سجن طرة لم يقتصر علي »حبيب العادلي« وحده بل امتد ليشمل جميع الوزراء ورجال الأعمال المحبوسين حاليا في سجن طرة.. وكل هؤلاء يتعامل معهم سعادة الباشا المأمور وكأنهم مازالوا وزراء وكبراء البلد، حتي أنه يحرص علي أداء التحية العسكرية لكل من يقابله منهم، كما أنه لا يرفض لهم طلبا حتي لو طلبوا لبن العصفور. آخر موافقات مأمور طرة للمساجين من شلة مبارك وولديه هو موافقته علي طلب عبدالله الجابري عضو الحزب الوطني والمتهم في تدبير وتمويل موقعة الجمل التي راح ضحيتها 11 قتيلا و2000 جريح من ثوار ميدان التحرير، »الجابري« طلب تحويله لمستشفي المنيل الجامعي لعمل منظار علي المعدة وفورا وافق مأمور سجن طرة.