تدور مقاصد سورة الشمس حول الحديث عن آيات الله العظيمة في هذا الكون الشاسع، فتبدأ سورة الشمس بقَسَم عظيم من الله تعالى بالشمس وضيائها، ثمَّ بالقمر عندما يتلوها في الليل، ثمَّ بالنهار ثمَّ بالليل ثمَّ بالسماء والأرض، لأنَّ هذه الأشياء كلها آيات بديع خلقِ الله تعالى، وما زال الإنسان رغم كل هذا العلم الذي وصل إليه والحضارة التي بناها عاجزًا عن الوصول إلى أسرارها الخفيَّة، قال تعالى: {والشَّمسِ وَضحَاهَا * وَالقمَرِ إذَا تلَاهَا * والنَّهارِ إذَا جلَّاهَا * واللَّيلِ إذَا يغشَاهَا * والسَّمَاءِ ومَا بنَاهَا * والأَرْضِ ومَا طحَاهَا * ونَفسٍ ومَا سوَّاهَا}. ثمَّ بعد ذلك يُقسم الله تعالى بنفس الإنسان لأنها من أعظم الأسرار بالنسبة للبشر والتي لن يصلوا إلى الإحاطة بها مهما بلغوا من التطور والعلوم. ومن مقاصد سورة الشمس أيضًا أنَّها تبيِّنُ مصير كلَّ فريق على حدة، الفريق الأول الذي يزكِّي نفسه ويطهرها من كل رجس وإثم، والفريق الثاني الذي يدنِّسُ نفسه بالمعاصي والآثام ورجس الشيطان، قال تعالى: {قدْ أفلَحَ منْ زكَّاهَا * وقَد خابَ منْ دسَّاهَا}. وفي الخاتمة تشيرآيات السورة إلى قصة ثمود وناقة صالح -عليه السلام- وكيف كذَّب به القوم فكان مصيرهم الهلاك والعذاب، قال تعالى: {فكذَّبُوهُ فعقَرُوهَا فدمْدَمَ عليهِمْ ربهُمْ بِذنبِهِمْ فسوَّاهَا * ولَا يخافُ عقبَاهَا}، وبيَن الله أنَّه لا يخافُ عاقبة إهلاك الظالمين والكافرين -جلَّ وعلا-.