تبدأ هذه المراحل بالنطفة، وذلك بعد أن خُلِق أول ذكر وأول أنثى، وتتكوّن النطفة بعد الجماع، بامتزاج ماء الرجل وماء المرأة، ثمّ تتكوّن العلقة، وهي قطعة من العلق وهو الدم الجامد، وقد سَمّى الله سبحانه وتعالى أول سورة نزلت في القرآن الكريم على اسمها، وبعد ذلك تتكوّن المضغه، وتبدأ هذه المرحلة في الأسبوع الثالث، والمضغة قطعة صغيرة من اللحم، ولها مرحلتان الأولى المضغة غير المخلقة، وتكون في الأسبوعين الثالث والرابع، لكن لا تظهر أعضاء الجنين فيها ولا تتمايز، والثانية المضغة المخلقة، وفيها تنمو الخلايا بعد الأسبوع الرابع، ويبدأ تكوين الإنسان في أحسن تقويم. وتنتهي بنهاية الشهر الثالث، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ). ثمّ تأتي مرحلة تكوّن العظام، وتَحوّل قطعة اللحم وهي المضغة إلى هيكل عظمي، ثمّ تُكتسى العظام باللحم والعضلات، وهذه المرحلة قبل الأخيرة، أما آخر مرحلة، فهي الخلق الآخر، وهي مرحلة نفخ الروح، وتأتي بعد أربعة أشهر من مرحلة العلقة.