في رسالة شماتة وجهها الكاتب الإسرائيلي "بوعاز بيسموت" في مقاله اليوم بصحيفة "إسرائيل اليوم" رداً على تصريحات سابقة لمفتى الديار المصرية "على جمعة" بأنه يرفض القتل وإراقة الدماء ولكنه يؤيد العنف والعمليات الانتحارية في إسرائيل لأن فلسطين حالة خاصة. قال "بيسموت" إن العنف في مصر بات أضعاف ما يحدث في فلسطين. وتحت عنوان "مرسي هو العنوان" قال "بيسموت" إنه من المنطقي الافتراض بأن قاضي المحكمة في القاهرة لو تشاور مع نظرائه الصغار من الحكام في ملاعب كرة القدم لنطق حكماً مختلفاً وليس حكماً بإعدام 21 مشجع كرة قدم ممن شاركوا في الأحداث الدامية لمباراة كرة القدم الغاشمة بين فريقي المصري البورسعيدي والأهلي في 1 فبراير 2012 والتي انتهت بمقتل 74 مشجعاً. وتابع "بيسموت" أنه لم يكن من الحماقة إطلاقاً من قبل السلطات المصرية تأجيل النطق بالحكم لموعد آخر بدلاً من الحكم الذي جرى من وراء الأبواب المغلقة لمدة شهرين، لاسيما في تلك الأيام المتوترة التي تحتفل فيها مصر بالذكرى السنوية لثورة الشعب المصري ضد نظام "مبارك"، وهو في حد ذاته أمر قد يتسبب في سقوط مزيد من القتلى. وأضاف "بيسموت" أن قاضي كرة القدم ربما كان سيذكر رئيس المحكمة بقوة مشجعي الألتراس بمصر، لاسيما مشجعي تلك النوادي التي اشتركت في القتل وفي أكبر مأساة على الإطلاق في تاريخ كرة القدم المصرية، كما كان يجب على القاضي أن يتذكر أن الألتراس شاركوا في أحداث التحرير التي أسقطت نظام "مبارك"، لاسيما مشجعي النادي الأهلي الذين لعبوا دوراً مهماً، وهو شيء لا يجب أن يدركه القاضي فحسب وإنما الرئيس محمد مرسي نفسه. وأردف الكاتب الإسرائيلي أنه من المفارقة الشديدة أن النظام الجديد أراد أن يظهر للشعب المصري أن القانون فوق الجميع وأنه لا يخشى من إدانة رجال الأمن ولا مجموعة المشاغبين في الملعب، إلا أن حكم الإعدام ضد 21 متهماً في الأحداث الدامية لم يؤد إلا لإشعال الوضع المتفجر من تلقاء ذاته، مشيراَ إلى أن التوقيت والإدانات لم تكن في محلها، لأن الحكم شمل إعدام مشجعي كرة القدم في حين تم تأجيل الحكم ضد رجال الأمن. وزعم الكاتب أن مصر بعد عامين من سقوط "مبارك" باتت هشة وغير مستقرة، مشيراً إلى أن أرض النيل على وشك الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأضاف الكاتب أن الإخوان المسلمين احتلوا السلطة بشكل طبيعي ولكنهم لم يحتلوا الشارع كله، مؤكداً أن المعارضة الليبرالية التي أسقطت نظام "مبارك" رغم أنها لم تصل للحكم إلا أنها باتت محنكة في تنظيم المظاهرات وإسقاط النظم. وتوقع الكاتب فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المرتقبة في شهر أبريل المقبل، مؤكداً أن الإخوان المسلمين الذين انتظروا طويلاً من أجل السلطة منذ 1928 فقدوا صبرهم بسرعة ويريدون كل شيء دفعة واحدة (الرئاسة، الأغلبية في البرلمان، الدستور). وأضاف الكاتب أن المتهمين يمكنهم الطعن على الحكم لأن حكم الإعدام في مصر ليس نهائياً حتى اعتماد مفتى الديار المصرية "علي جمعة"، مشيراً إلى أن إحالة أوراقهم للمفتى هو مجرد إجراء شكلي، متوقعاً تدخل الإخوان لدى المفتى هذه المرة إنقاذاً للوضع. واستطرد الكاتب الإسرائيلي أن المفتى "على جمعة" هو رجل لا يحب العنف وإراقة الدماء إلا إذا كان الحديث يدور حول عمليات انتحارية ضد إسرائيل لأن "فلسطين حالة خاصة"، موجهاً رسالة شماتة للمفتى بأن "جمعة" يجب أن يدرك جيداً أن مصر اليوم بات عنيفة بشكل يفوق أضعاف ما يحدث في فلسطين.