عقد اليوم الثلاثاء لقاء ضم أربعة قادة مسيحيين متخاصمين في لبنان بمبادرة من البطريرك الماروني الجديد بشارة الراعي، بهدف البحث في "الثوابت الوطنية" التي تجمع هؤلاء القادة المنقسمين بين فريقي حزب الله الشيعي وسعد الحريري السني. وعقد اللقاء في بكركي مقر البطريركية المارونية (شمال شرق بيروت) وضم الزعماء الموارنة أمين الجميل رئيس الجمهورية السابق، وسمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، وهما من قوى 14 آذار (تحالف شخصيات وأحزاب أبرز أركانه الحريري)، وميشال عون رئيس الحكومة السابق والنائب الحالي، وسمير فرنجية الوزير السابق والنائب الحالي، من قوى 8 آذار (تحالف أحزاب وشخصيات أبرز مكوناته حزب الله). وجاء في بيان صادر عن البطريركية أن "الاجتماع كان أخويا ووطنيا بامتياز ساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودة". وأوضح البيان الذي تلاه المسؤول الإعلامي في البطريركية وليد غياض أمام الصحافيين أنه "تمت مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقا من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديمقراطي يحترم الحريات والفروقات مع المحافظة على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الأساسية". وعرض المجتمعون في حضور الراعي وأربعة أساقفة "الثوابت المسيحية التي ينطلق منها عملهم السياسي والثوابت الوطنية التي يتوحد حولها جميع اللبنانيين"، حسبما جاء في البيان. ولم يوضح البيان ماهية المواضيع التي طرحت، إلا أن وسائل الإعلام المحلية اعتبرت أن "الثوابت المسيحية" تتمثل في رفض توطين الفلسطينيين ووقف الهجرة المسيحية وزيادة نسبة التوظيف المسيحي في القطاع العام. وكان آخر لقاء للزعماء الأربعة في جلسة الحوار الوطني في 17 يونيو 2010 مع قادة البلاد الآخرين من أجل البحث في استراتيجية دفاعية للبنان، إلا أنهم نادرا ما كانوا يتبادلون الحديث بشكل مباشر في جلسات الحوار.