رأت عدد من الصحف الأمريكية، أن الأحداث التي وقعت أمس، تعيد للاذهان أحداث ثورة يناير، حيث عم العنف والفوضى مختلف ميادين البلاد، كذلك اقتحمت بعض مقرات الحزب الحاكم، فقد تمكن مجموعة من الملثمين من اقتحام عدد من مقرات جماعة الإخوان، في مشهد مماثل لما حدث لمقرات الحزب الوطني المنحل. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن أعمال عنف اندلعت في مختلف أنحاء مصر الجمعة مع امتلاء ميدان التحرير بعشرات الآلاف من المتظاهرين للاحتفال بالذكرى السنوية الثانية للثورة يناير مع تدفق الغضب ضد صعود جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم، وقالت وسائل الإعلام إن سبعة أشخاص على الأقل من المتظاهرين، قتلوا واثنين من رجال الشرطة في اشتباكات بمحافظة السويس، وأصيب أكثر من 250 شخصا في معارك مماثلة حول المباني الحكومية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك وزارة الداخلية، والقصر الرئاسي ومبنى التلفزيون الحكومي في العاصمة. وتابعت: "إن اللافت للنظر قيام ملثمين بمخاجمة مكاتب ومقرات جماعة الإخوان، ويظهر هذا العنف تعميق العداء وانعدام الثقة بين الإخوان ومعارضيها فالعنف انتشر من الإسكندرية شمالا حتى أسوان جنوبا، رغم أن الإسلاميين من جماعة الإخوان هيمنت على انتخابات منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك عام 2011. وأوضحت، أن أحداث الأمس أعادت للاذهان مشاهد ثورة يناير، فقد أصبحت الفوضى أكثر وضوحا من أي وقت مضى مع وراثة الرئيس مرسي وحلفائه بجانب القصر الرئاسي مشاكل مصر التي لا تعد ولا تحصى، وقال العديد إنهم عادوا إلى ميدان التحرير لأن جماعة الإخوان لم تلبي مطالب الثورة وهي "الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية". وبدلا من حدوث نهضة في المجتمع، جلبت الثورة عامين من الاضطرابات وانهيار الاقتصاد، كما عمق الدستور المدعوم من الإخوان المسلمين الانقسامات في البلاد، مع شكاوي المعارضين من أنه فشل في حماية الحريات الفردية، ونقلت الصحيفة عن محمد العدل (41 عاما) أحد المتظاهرين قوله :" الشعب المصري كان يحلم بالكثير والواقع على الأرض هو أن كل شيء لا يزال على حاله". وأيدت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية أن مصر تعيش أجواء واحداث الثورة، حيث نزل المتظاهرين في مختلف الميادين بمصر محملين بمشاعر الإحباط واليأس لم حدوث تغيير كبير على حياتهم رغم مرور عامين على الثورة، فقد أظهرت التظاهرات مدى هشاشة الديمقراطية في مصر الجديدة، وأن الانقسامات السياسية في البلاد عميقة. وقالت في مختلف ميادين القاهرة وبخاصة التحرير وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للاسلاميين، ونقلت الصجيفة عن أحد المتظاهرين قوله :" هذه ليست ذكرى أو نصب تذكاري .. هذا موجة جديدة من الثورة لاستعادة بلادنا". وأضافت الصحيفة إن موجة الانتقادات تصاعدت بشدة ضد جماعة الإخوان المسلمين وأنهم يمارسون نفس أساليب مبارك، ووصف متظاهر الرئيس مرسي جماعته الإخوان هم "فاشيون يجب أن يسجن لمحاولته الاستيلاء على مصر وتحويلها إلى دولة إسلامية.. إنه يفعل نفس اساليب مبارك حيث يعيشون في برج عاجي، ويستمعون فقط لأصوات رجاله".