زيارة تاريخية جاءت لتؤكد قوة العلاقات المصرية السودانية على كل المستويات التي تفردت بها القاهرة و الخرطوم على مدار العقود السابقة؛ إذ يجمعهما علاقات أزلية تميزت بالخصوصية باعتبارهم دولتيتن شقيقتين ودول جوار، فلا غنى لاحداهما عن الأخرى، إذ استطاع الرئيس السيسي على مدار الست سنوات الماضية توطيد علاقات مصر بدول القارة الافريقية باعتبارها جزء لا يتجزأ من القارة السمراء. وتأتي زيارة الرئيس السيسي اليوم إلى العاصمة السودانية الخرطوم الأولى من نوعها بعد تشكيل مجلس السيادة الانتقالي تأتي الزيارة لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتشكل مقدمة لاطلاق مسار جديد للتعاون المصري السوداني في كافة المجالات على حسب قول الخبراء. وأشار الخبراء إلى أن التقارب المصري السوداني هدفه الحفاظ على مصالح ومقدرات الشعبين الشقيقين في إطار العلاقات التي تربطهما، حيث أن هناك توافق مصري سوداني في كل الملفات ولا سيما قضية سد النهضة. وفي هذا الصدد، قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس السيسي للعاصمة السودانية الخرطوم اليوم تأتي في توقيت شديد الاهمية حيث تشهد المنطقة تطورات عديدة ومنها ملف سد النهضة واعتزام اثيوبيا الملء الثاني للسد دون اتفاق مسبق مما يعد تهديدًا مباشرًا لمصر والسودان وخرق واضح وصريح لاتفاق إعلان المبادىء الموقع بين الأطراف الثلاثة 2015م. اقرأ أيضًا..عاجل.. الرئيس السيسي يصل العاصمة الخرطوم في زيارة رسمية إلى السودان دعم السودان وأضاف حجازي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الموقف المتوتر على الحدود الأثيوبية السودانية يستدعى دعم السودان إزاء تلك التجاوزات، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس السيسي سبقتها زيارة وزيرة الخارجية السودان مريم الصادق المهدي وأجرت مباحثات مع شكرى وعقدت مباحثات نحو توجه الدولتين نحو علاقات استراتيجية تترجم عمق العلاقة الى واقع ملموس من خلال تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة وإحياء الاتفاقيات الموقعة بين البلدين ومشروعات البنية التحتية الجاري تنفيذها والربط الكهربائي. عمق استراتيجي وأفاد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الرئيس السيسي ستكون مدخل لتطبيق كل الاتفاقيات والنهوض بالعلاقات الاستراتيجية تترجم هذا الوضع الذي يربط العمق الاستراتيجي والامن المصري السوداني والدفاع عن المصالح وخاصة في ظل ما تشهده المنطقة من توترات سواء من الحدود السودانية الاثيوبية، فضًلا عن الاوضاع في الصومال وتشاد والعديد من المناطق المحيطة بالقرن الافريقي والمطلة على البحر الاحمر وبما يهدد أمن الملاحة، لذلك يستلزم الامر تضافر الجهود وتنسيق مصري سوداني مشترك. العلاقات التاريخية بين مصر والسودان وأكد حجازي، أن الزيارة ستكون مقدمة لإطلاق علاقات وطيدة واستراتيجية كبرى تترجم أواصر العلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين المصري والسوداني، لافتًا إلى أنه العلاقات المصرية السودانية مؤهلة المرحلة القادمة لطفرة يقودها التفاهم والتعاون بين القيادتين في اطار حرص مصر على مساعدة السودان للعبور من المرحلة الانتقالية وتحقيق اهدافها. وأكد الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس السيسي اليوم إلى العاصمة السودانية الخرطوم تأتي في إطار قوة العلاقات المصرية- السودانية ولا سيما أن هناك توافق كامل في كل الملفات بين القاهرةوالخرطوم، إذ تم التوقيع على اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين الاسبوع الماضي. وأضاف سمير، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الزيارة تُشكل منصة جديدة وبداية لمسار كبير من التعاون المصري السوداني في كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والامنية، حيث إن هناك توافق مصري سوداني فيما يتعلق بكافة الاجندات على المستوى العربي والافريقي والدولي. التقارب المصري السوداني وذكر خبير العلاقات الدولية، أن التقارب المصري السوداني الهدف منه الحفاظ على مصالح ومقدرات البلدين وليس موجهًا ضد طرف آخر وتوصيل رسالة ايجابية بأن المصالح المصرية السودانية لايمكن تجاوزها والدليل على ذلك تأكيد مصر والسودان على تمسكهم بمسار المفاوضات الخاصة بملء وتشغيل سد النهضة وتمسكهم باتفاق المبادىء وحق إثيوبيا في التنمية وحق مصر والسودان المشروع للمياه، على حد قوله. زيارة مهمة للسودان ورأى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس السيسي، إلى العاصمة السودانية الخرطوم اليوم مهمة، إذ تأتي في إطار العلاقات الوثيقة التي تربط مصر والسودان باعتبار الاخيرة دولة من دول الجوار والمصب، وكلاهما ينتميان للقارة الأفريقية. العلاقات الثنائية بين البلدين وأوضح بدر الدين، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، سيتم التباحث خلال الزيارة العديد من القضايا الهامة بين القاهرةوالخرطوم منها دعم العلاقات الثنائية بين البلدين على كل المستويات، وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك سواء على القارة الافريقية والمنطقة العربية، وسيتم التباحث حول قضية سد النهضة وما يحدث من تطورات في هذا الملف. السودان وإثيوبيا وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن توقيت الزيارة له دلالالة ولا سيما مع عزم إثيوبيا للملء الثاني لسد النهضة، وعدم المرونة في المفاوضات من قبل الجانب الاثيوبي، فضًلا عن مناقشة التطورات الحدودية بين السودان واثيوبيا، على حد قوله.
