الاسراء والمعراج معجزة عظيمة وجدير بالذكر إنَّه تعتبر رحلة الإسراء والمعراج -كما مرَّ سابقًا- معجزة من المعجزات التي أيَّد الله تعالى بها رسوله الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وبغض النظر عن كونها معجزة أيضًا، فقد تضمنت رحلة الإسراء والمعراج كثيرًا من الدروس والعبر المستفادة التي جاءت حكمة من الله الحكيم العليم، ومن أهم هذه الدروس ما يلي: تعتبر رحلة الإسراء والمعراج هبة من الله لرسوله: فبعد الضيق والحصار والتعذيب الذي قاساه المسلمون في مكةالمكرمة، جعل الله تعالى رحلة الإسراء والمعراج تكريمًا لرسوله الكريم، وتسلية وعونًا وتأييدًا لرسالته وتنزيهًا له عن الخطأ، فأنزل الله تعالى في هذه الحادثة قوله في سورة النجم: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}. تكريم رسول الله: فقد أطلعه الله -تبارك وتعالى- على بعض الحقائق التي لا ينبغي لبشر أن يطلع عليها، وأخبره أمورًا لا يعلمها إلَّا الله، كأحوال أهل الجنة وأهل النار، وهذا ما أشار إليه الله تعالى في قوله: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}. تحقيق شرف العبودية لله: عندما تحدَّث القرآن الكريم عن هذه الليلة أطلق لفظة العبد، وهذه منة من الله تعالى لعبده ورسوله، فالعبودية من أعظم وأشرف المنازل والمراتب التي يتبوؤها الإنسان في حياته، قال تعالى في سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}. البقاء على المبدأ: بعد أن روى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما حدث معه لأصحابه في رحلة الإسراء المعراج استغرب الناس وبدأ المشركون باتهام رسول الله بالكذب والتأليف، فما كان من الصحابي الجليل أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- إلَّا أن جسَّد أسمى مراتب الثبات على المبدأ، فعندما سأله المشركون عن رأيه بادعاء رسول الله السفر إلى المسجد الأقصى ثمَّ إلى السماء والعودة إلى مكة في ليلة واحدة، أجاب أبو بكر: "إن كان قال فقد صدَق؛ إني أصدِّقه فيما هو أبعد من ذلك؛ أُصدِّقه في خبر السماء"، فُسمِّي بهذه الحادثة بالصديق -رضي الله عنه-. حرمة مكةالمكرمة والمسجد الأقصى: أكَّدت رحلة الإسراء والمعراج كما جاءت في القرآن الكريم على حرمة المسجد الأقصى والمسجد الحرام في مكةالمكرمة، لقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ..}. فكانت هذه الآية دليلًا على ضرورة تعظيم هذه الأماكن المقدسة وتفضيل العمل بها عن سائر بقاع الأرض، والله أعلم. أهمية الصلاة: كانت حادثة الإسراء والمعراج قبل الهجرة النبوية إلى المدينةالمنورة بسنة ونصف تقريبًا، وفيها فرض الله تعالى على رسول الله الصلوات الخمس، وهي العبادة الأهم من بين العبادات التي فرضها الله تعالى على عباده من المسلمين .