قالت صحيفة "كريستيان سيانس مونيتور" الأمريكية إنه بعد ظهور النتائج غير الرسمية للانتخابات العامة الإسرائيلية (انتخابات الكنيست)، فإن المكاسب التي حققها النجم الجديد الذي ظهر على الساحة السياسية الإسرائيلية وهو حزب "يش عاتيد" المعتدل برئاسة "يائير لابيد" من الممكن أن تتيح فرصة جيدة لتغيير سياسة إسرائيل ومواقف حكومتها المتشددة تجاه الربيع العربي وصراعها المحتدم مع الفلسطينيين. وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من أن تفاصيل تقاسم السلطة في الحكومة الائتلافية الجديدة في إسرائيل لم يتم تسويتها بعد، إلا أن نتائج الانتخابات تؤكد المكاسب البرلمانية المدهشة التي حققها حزب "لابيد" المعتدل على حساب حزب "الليكود" المحافظ الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو". وأشارت الصحيفة إلى أن تحول الناخبين إلى الأحزاب الوسطية، يضع "لابيد" في دور صانع النفوذ ويعطي الأحزاب السياسية الوسطية تأثيرًا كبيرًا على مسار السياسة الإسرائيلية على الساحة المحلية والدولية. ومضت الصحيفة تقول: "إن مثل هذا التحول هو تطور مرحب به بشكل كبير في المشهد السياسي الإسرائيلي، مشيرة إلى أن مواقف إسرائيل تجاه الربيع العربي والصراع الإسرائيلي في ظل حكومة "نتنياهو" دائمًا ما اتسمت بالسلبية ووصفت بالمعيبة، والآن بات هو الوقت المناسب لتركز إسرائيل بدلًا من ذلك على السياسات البناءة والاستباقية التي تمضي بإسرائيل قدمًا في المنطقة." وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي شهد فيه الشرق الأوسط تغييرات اجتماعية وسياسية هائلة على مدى العامين الماضيين، كان رد فعل الحكومة الإسرائيلية تجاه "الصحوة العربية" هو مزيج بين الشك والتردد. ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل طيلة العاميين الماضيين لم تهتم سوى بتعزيز أمنها القومي والحفاظ على معاهدة السلام مع مصر والأردن دون أن تشارك بفاعلية مع التطورات الديمقراطية والدبلوماسية التي تطرأ على المنطقة. وذكرت الصحيفة أن إسرائيل يجب أن تُغير سياستها الداخلية والخارجية، فعلى المستوى الداخلي ينبغي عليها أن تواكب حركة التغيير وتهتم أكثر بالرأي العام والجمهور الذي عاش فترة من القلق وعدم اليقين بسبب سياسة إسرائيل الإقليمية السلبية. وعلى الجانب الخارجي، يجب أن تنظر إسرائيل بشكل أكبر وتصور أبعد إلى الإسلاميين غير مبدأ "الكراهية العمياء" التي اعتادت عليها، لاسيما مع وصول الأحزاب الإسلامية إلى سدة الحكم في البلدان التي شهدت ثورات الربيع العربي.