كان يجب على الذين يكتبون للرئيس مرسى كلماته، والذين يستشيرهم فى الشأن الخارجى، أن يحذروه من الحديث فى قضية مالى، كما كان يجب عليهم ان ينبهوا إلى ان تنظيم القاعدة وبعض الجماعات التابعة له من الإسلاميين المتطرفين يسيطرون على منطقة شمال مالى المتاخمة للأراضي الجزائرية ، وأن هذه الجماعات تتبنى خطابا دينيا تكفيرياً جهاديا، وأنها هى التى أعلنت مسئوليتها عن عملية احتجاز رهائن وقتلهم فى الجزائر، وكان عليهم أيضا قبل ان يدينوا ضرب القوات الفرنسية لقواعد هذه الجماعات، ان يخبروه بأن هذه الجماعات المتطرفة تجند الأطفال وتزوج الفتيات فى سن 9 سنوات، وتقطع يد السارق، وترجم الزاني، وتبتز الأغنياء، وتخطف الأجانب، وتعيش على الأموال التى تجنيها من الفدية التى تسددها الدول الأوروبية لفك اسر رعاياها، كما كان عليهم ان يخطروه بأن الحكومة المالية هى التى استغاثت بفرنسا ومن قبلها بالدول الإفريقية لمساعدتها فى صد زحف الجماعات المتطرفة على المدن المالية فى اتجاه العاصمة تحت عنوان نشر الإسلام فى دولة إسلامية، وكان عليهم كذلك أن يذكروا له أن جماعة الحركة الوطنية لتحرير أزواد وهى من قبائل الطوارق، والتى تطالب بانفصال الشمال عن مالى وإقامة حكم ذاتى، هذه الحركة أعلنت فى بيان لها عن تأييدها للتدخل الأجنبى، وأكدت مشاركتها فى عملية التصدى لزحف تنظيم القاعدة على المدن المالية، واشترطت فقط ألا تساعد القوات الأجنبية جيش الحكومة المالى فى دخول منطقة أزواد، أو منطقة الحكم الذاتى. يبدو ان مستشارى الدكتور مرسى أخبروه ولكنه قام بتنفيذ اجندة جماعته وعشيرته، حيث تؤمن جماعة الإخوان بكل ما تقوم به وتتبناه الجماعات التكفيرية السلفية، على رأسها تنظيم القاعدة، الدكتور مرسى رفض التدخل الفرنسى خلال كلمته بمؤتمر الرياض الاقتصادي، وقال: «لا نوافق أبداً على التدخل العسكرى فى مالى، لأن هذا من شأنه أن يؤجج الصراع فى المنطقة، ودعا إلى أن يكون التدخل سلمياً». والرئيس مرسى بإدانته لوقف زحف تنظيم القاعدة والجماعات المنشقة عنه نحو العاصمة باماكو، يؤكد ان فكر جماعة الإخوان وأجندتها السياسية لا يختلفان عن خطاب وسياسة تنظيم القاعدة، كما أنه يؤكد كذلك أن فكر الإخوان مع تزويج الفتيات القادرات، ومع قطع يد السارق، ورجم الزانى فى بلد لا يجد سكانه قوت يومهم، ويؤكد كذلك أن الإخوان او عشيرته مع استغلال الأطفال فى الحروب، وإدانة الرئيس مرسى أيضا تعنى أنه مع تكفير المسلمين، ومع خطف الأبرياء وتعذيبهم والمساومة على تحريرهم مقابل مبالغ مالية، ويفهم أيضا ان فكر مرسى والإخوان مع إباحة قتل غير المسلمين، ومع إباحة خطف الأبرياء منهم، وانه لا آمان لسائح فى بلادهم. ولكى نوضح للدكتور مرسى الصورة فى مالى، ننشر له بعض البيانات والأخبار، ولتكن البداية بالتدخل الفرنسي، حيث استغاثت الحكومة المالية بمساعدتها، وقد وافقتها المعارضة المالية على هذه الاستغاثة، فقد أصدرت حركة تحرير أزواد بيانا أكدت فيه ذلك، جاء فيه»: «تنبه الحركة الوطنية لتحرير أزواد المجتمع الدولي بأن التدخل الأجنبي المسلح ضد الجماعات الإرهابية لا ينبغي أن يسمح للجيش المالي بعبور الخط الفاصل بين أزواد و مالي، قبل تسوية سياسية للصراع بينها وبين مالي.وفي هذا السياق ستشارك الحركة الوطنية لتحرير أزواد في تنجيح العمليات ضد الجماعات الارهابية، والتقليل من ضحايا المدنيين الأبرياء.ونطلب ألا يقع السكان المدنيون ضحية هذا التدخل المسلح والخلط بينهم وبين الإرهابيين. ونشير إلى أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد احترمت دائما التزاماتها بما في ذلك وقف العمليات العسكرية بينها والجيش المالي، ومستعدة للتفاوض.. تنظواتن / أزواد..بلال أغ الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد ورئيس المجلس الانتقالي الازواد12 /01/2012». وقد سبق وهدد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي يسيطر مع مجموعات مسلحة أخرى على شمال مالي، بأنه سيتعامل بحزم مع الذين سيتعاونون مع قوة عسكرية من المزمع تدخلها في المنطقة (الإفريقية والفرنسية). وجاء هذا التهديد بعد تحذير «حركة الوحدة والجهاد» في غرب إفريقيا وهي مجموعة إسلامية مسلحة أخرى تنشط في شمال مالي، توعدت فيه بمهاجمة البلدان التي ستشكل منها قوات غرب إفريقيا جيشا ترسله إلى مالي.