من يتابع مجريات الأحداث فى مصر الآن لابد وأن يصاب بالهلع ، خاصة مع إقتراب الإحتفال بمرور عامين على ثورة يناير المجيدة ، الكل يتحسب ويترقب ، فهل ياترى سيمر هذا اليوم العظيم بسلام ، هل سيقتصر على رفع اللافتات التى تؤكد أن الثورة مازالت مستمرة ، هل سيلقى الثوار الكلمات الحماسية التى تذكر بمطالب الثورة عيش ، حرية ، عدالة إجتماعية ، كرامة إنسانية ؟ ثم تتلوها قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء وبعض الأدعية أن يسكنهم الله فسيح جناته ؟ أم أن هناك شئ يدبر فى الخفاء لإفشال هذا اليوم التاريخى لتتحول الميادين إلى بحور من الدماء ؟ القلق بات شعار المرحلة ،لكن الحقيقة أنه إذا ماحاولنا أن نطمئن أنفسنا أن 25 يناير يوم عيد وفرح وعرس حقيقى من حق الجميع أن يستعيد كل لحظاته ، يعيد قراءة التاريخ من جديد بعد أن أضيفت اليه صفحات من نور ، علينا أن نغنى وننشد (إرفع رأسك فوق أنت مصرى ) وللصغار أعلام فيهنئون يانيل ، فى التحرير هنا منذ عامين حققنا المستحيل ،أسئلة تدور بالأذهان ، وبين الإطمئنان والخوف تقفز أمور تمنع تلك الفرحة من الإنطلاق ، تكبل الوجدان ، تأسر الأشعار ، أسئلة تفرض نفسها، فعلى سبيل المثال لماذا تسلل الفلسطينيون عبر الأنفاق إلى أرض الكنانة ببطاقات مزورة لإرتكاب أعمال إرهابية خلال ذكرى الثورة ؟ وقيل أن أحد قيادى حزب الحرية والعدالة ساعدهم فى ذلك ، وللعلم ليست تلك هى المرة الأولى التى يتدخل الفلسطينيون فيما لايعنيهم محاولين الإندساس بين الثوار لإثارة الشغب وإشعال بركان الغضب ، وكان الأجدى بهم أن يهبوا لنجدة القدس التى يدنسها ويقوم على تهويدها العدو الصهيونى دون أى مقاومة تذكر ، ومصر لم تعقم لتطلب المساعدة من الأشقاء فى فلسطين ، نحن فى حالة ثورة أى أننا تستطيع أن تغير الحاكم الذى لايروق لنا عندنا يفشل فى تحقيق المطالب الشعبية ، مصر لم تتعرض إلى غزو أجنبى ليتدخل القاصى والدانى فى شئونها ، نحن قادرون على التحكم فى زمام أمورنا بما يتناسب وطبيعتنا كدولة محورية تعى جيدا من هو العدو ومن الصديق ، ترى بعين ثاقبة المطامع الخفية والظاهرة ، وبناء على ذلك تسوى أوضاعها بما يخدم مصالحها ، مايثير الدهشة بحق أن هناك بالفعل أياد ملوثة تسعى بكل الطرق أن تفشل بمابدأناه منذ عامين ، فعندما يتم القبض على عصابة من الأتراك تخصصت فى سرقة الشقق تحت تهديد السلاح ، تسطو على المشغولات الذهبية والأجهزة الكهربائية والإلكترونية ، تركوا ديارهم وقطعوا آلاف الأميال ليستبيحوا الآمنين فى مصر ، عندما يتم ضبط اكثر من ستين كرباجا أخفاها راكب سودانى فى حقائبه تمهيدا لبيعها فى الداخل ، فمن أوصاه بذلك ؟ كيف تفتّق إلى ذهنه أن المصريين سيسيرون بالكرباج بعد الثورة ، وكم من أفارقة زوروا العملة المصرية وأوهموا البسطاء أنهم قادرون على ( ولادة الفلوس) وتعرض المصريون للنصب والخديعة على يد حفنة من المارقين ،أصبح ( اللى يسوى واللى مايسواش ) يتجرأ ويتطاول بلا أدنى خجل على مصر وهى المنارة التى علمت تلك الدول العلوم والفنون ، دول لم تكن على خريطة العالم شيئا يذكر وظلام الجهل يلفهم وإلى الآن ، نحن الآن فى أمس الحاجه إلى تماسك جبهتنا الداخلية ، للم الشمل ، للتوافق ، وحدة وطنية حقيقية ، تعاون الشعب بأكمله مع الشرطة ، الشعارات وحدها لاتكفى خاصة مع تردى وضعنا الإقتصادى ليصبح الخبز الحاف مطلبا صعب المنال بعد تقنين حصة الفرد بثلاث أرغفة لكل مواطن