حين يقع الخلل في تلك الغدة الصغيرة الموجودة علي مستوي العنق والمعروفة باسم الغدة الدرقية نشعر بتقلبات في المزاج أو نعاني من زيادة في الوزن أو من تضخم في الغدة الدرقية أو من مشاكل عدة أخري مزعجة. ويقول الدكتور صفا رفعت، أستاذ استشاري الأمراض الباطنة والغدد الصماء والسكر، هناك العديد من الأمراض العضوية التي تتسبب فيها أو تساعد علي حدوثها الحالة النفسية للمريضة، مثل القولون العصبي وقرحة المعدة إلا أن هناك أمراضاً أخري عضوية هي التي تؤثر علي الحالة النفسية والمزاجية للمريض ومن أشهر هذه الأمراض الغدة الدرقية. ففي حالة حدوث زيادة في إفراز هرمونات الغدة الدرقية فإن المريض ومن حوله يعانون من عصبيته الزائدة وسهولة استثارته لأتفه الأسباب والتي قد لا تكون تستثيره من قبل، وبجانب هذه الأعراض فإن المريض يعاني من أعراض أخري عضوية مثل الانخفاض الملحوظ في الوزن وذلك دون إتباع أي أنظمة غذائية لخفض الوزن، وخفقان في القلب ورعشة باليدين وإحساس بالسخونة وأرق أثناء النوم. أما في حالة نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية فإن المريض يعاني من الهدوء الشديد وبطء في ردود أفعاله تلفت انتباه من يتعاملون معه، ويصاحب هذه الأعراض النفسية أعراض أخري عضوية مثل زيادة الوزن دون أن يصاحبها زيادة في كمية الغذاء التي يتناولها المريض، وإحساس بالبرودة في الجسم، واصفرار في لون الجلد، وميل شديد للنوم، وإحساس دائم بالإجهاد والنعاس، وتساقط كبير في الشعر. ويري الدكتور صفا رفعت أن حدوث تغير في الحالة النفسية والمزاجية للمريض لا يكون دائماً بسبب مرض نفسي أو عصبي، ولكن قد يكون بسبب عضوي إذا ما صاحبته بعض الأعراض الأخري التي يشكو منها المريض فيلاحظها الطبيب.