أكد عدد من الخبراء في مجال السياسة والعلاقات الدولية، أن دعوة إيران لدول الخليج بأهمية التعاون من أجل ارساء الأمن والاستقرار في المنطقة، مرتبط بشكل أو بآخر بالولايات المتحدةالأمريكية، وتولي بايدن السلطة، وأن طهران تخاطب أمريكا بهذه الدعوة لاستجدائها لفتح الملف النووي. وبالأمس، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دول منطقة الخليج إلى التعاون الإقليمي لإرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة. وكتب ظريف على "تويتر" بالعربية: "جيراننا الکرام، الفرصة متاحه أمامنا لنعيد التأمل في قضية الأمن الإقليمي. كما نعلم مثل هذا الأمن لا يمكن شراؤه بالمال وتحقيقه عبر تكديس السلاح". وتابع: "السبيل الوحيد لإرساء الأمن والاستقرار هو التعاون الإقليمي الواسع بين دول المنطقة. ولطالما أكدت إيران استعدادها لتفعيل مثل هذا التعاون". وفي الساعات الماضية، قال ظريف إن بإمكان إدارة جو بايدن أن تبدأ بتخفيف التوتر في العلاقات بين طهرانوواشنطن، وإن التزام بايدن بمراجعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة هو وعد طويل الأمد، مشيرا إلى أن سياسة واشنطن الحالية بشأن العقوبات أحادية الجانب هي "حرب اقتصادية في الأساس" و "إرهاب اقتصادي". وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله في أن تتمكن الإدارة الأمريكية الجديدة من تحريك العلاقات الثنائية مع طهران في "الاتجاه الصحيح". وفي هذا السياق، رأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن إيران تخاطب أمريكا بدعوتها لدول الخليج للتعاون الاقليمي من أجل استقرار المنطقة، وأن تصريحات وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، استجداء لأمريكا لبدء حوار حول الملف النووي. وقال في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، إن الدعوة في حد ذاتها جيدة، إذا ما توافرت فيها السياسة الواضحة وكانت طهران جادة فيها ولم تتبع مراوغة سياسية، موضحًا أن إذا تم التعاون بين ايران والخليج سيكون من خلال أمريكا. وبين فهمي، أنه إذا قامت أمريكا بفتح الملف النووي مع إيران، فإنها ستدير حوار إقليمي في المنطقة ويضم دول الخليج، وطهران تريد استباق هذه الخطوة بدعوة ول الخليج قبل أن تقدم عليها أمريكا. قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن أي دعوة في النهاية تكون أمر جيد ولكن الأهم ما وراء الدعوة، معتبرًا أن دعوة طهران لدول الخليج بالتعاون الاقليمي من أجل أمن واستقرار المنطقة، تأتي في إطار تولي إدارة بايدن للحكم في أمريكا. وأوضح في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن إيران وغيرها من الدول تسعى للتكييف في النظام الدولي الجديد، وبايدن من أنصار سياسة التفاوض، مؤكدًا على ضرورة أن يكون هناك نظام عمل عن كيفية التعامل مع هذه الدعوة، وخلق نموذج سلوكي نتبين منه ملذا يفعل الخصم. وأشار عود إلى أنه لابد أنه يكون هناك شروط محاذير للتعامل مع دعوة طهران للتعاون، وأن يكون هناك التزام مسبق في بعض الأشياء التي يتم الاتفاق عليها.