- قبل أن تقرأ: مادام «العريان» أصبح زعيما للكتلة البرلمانية للإخوان فى مجلس الشورى.. فإن كل شيء حتما سيكون «عالمكشوف».. فحتى يهود مصر الذين طردوا منها فى العهد الناصرى من حقهم - كما يدعى - أن يعودوا إلى وطنهم.. ففى ظنه أن هذا سيفتح الباب على الأقل لعودة اللاجئين الى فلسطين ويتيح لهم حق العودة كما يبشرنا بذلك فى حديث تليفزيونى؟! وقد تكون هذه «الأعاجيب» التى يتفوه بها «العريان» مسرحا لانتقادات «مريد البرغوثى».. ومنصة لقذائف «تميم» الشعرية.. إلا أن مايهمنى هنا هو أن أقول له أنا أيضا بكل «شفافية»: يا دكتور عصام فى تلك الفترة (الخمسينيات) أشعلت اسرائيل الحرائق فى مصر واستهدفت جبهتها الداخلية اعتمادا على وجود عدد من اليهود «المصريين» المتأثرين بخرافاتها عن أرض المعاد والشعب المختار (والهولوكوست بالمرة) فأرسلت عملاءها ليقودوهم الى شن هجمات أحرقت دور سينما ومحطات ومحالاً تجارية الخ.. لقد حاول عدونا أن يجعل من اليهود المصريين – ارهابا أو ترغيبا - شوكة فى خاصرة الوطن, ولذا كان واجبا حماية الجبهة الداخلية منهم بقرارات تضيق عليهم, فاختار عدد منهم الهجرة الى باريس وبرلين ومدريد وتل أبيب, وهنا أسألك: ألا يكفيك عربدة العملاء والجواسيس الاسرائيليين – وغيرهم - على أرضنا «الموجوعة منكم النازفة من ابتلائكم» حتى نأتى لها ب «الموساد» رسميا من اسرائيل لنعيد توطينه فى بلاد الوجع.. القاهرة سابقا؟! - الأفكار الرديئة ليست إذن عند «علياء المهدى» وحدها..؟ ففيما يفيد تعريها فى خدمة القضايا المصرية المصيرية الآن؟ ألا بئس هذه الأفكار الغبية.. شأنها شأن مثيلاتها الأفكار التى انهالت على رؤوسنا منذ اندلاع الثورة العظيمة وحتى اليوم.. وآخرها حظر إدخال أكثر من 10 آلاف دولار مع القادمين ونحن أحوج ما نكون لكل سنت؟ إنه نفس غباء مشروع «نهضة الزبالة».. والحكومة التى لاتليق بمصر الثورة (طب اسندوها للدكتور العوا حتى؟!) أو رئيس يوازى فى حجمه حجم مصر.. مصيبة أننا لم نجلس لحل أى مشكلة ولو على طريقة الصين فى التخلص من الناموس بالمقشات.. وكيف نفعل ذلك.. وكيف نحل مشكلات العشوائيات وأطفال الشوارع وتردى المستشفيات وتفجر المجارى بحارا, وانفجار الجرائم بكل أنواعها.. وانفشاخ السوق المصرية أمام تجارة السلاح, بينما كل هاجس الاسلاميين هو «الحريم»؟.. حريم السينما (إلهام نموذجا) وحريم عربيات النواب (سبق فضحهم بإذن الله!).. إنهن الهم الذى يطاردهم بالليل والنهار.. وكأن هؤلاء النساء مشاريع بغاء أو مومسات ولسن مشاريع «نبوية موسى» و«هدى شعراوى» و«نعمات فؤاد» و«فاتن حمامة» و«أم كلثوم» «وشادية». - أفكار هؤلاء منحصرة فى تقفى أثر النسوان.. وملاحقتهن بداعى منع الرذيلة (طبعا لامانع من أن يتزوج المسئولون عرفيا من صحفيات يعشقونهن, أو يضبط نواب فى أوضاع مخلة, أما الناس العاديون فلابد هنا من المجىء بالشيخ «برهامى» ليخدع كل أعضاء «التأسيسية» لكي يضيف كلمة «مصادر» الشريعة إلى المادة الخاصة بتفسير المادة الثانية.. كى يقيم عليهم حد الزنا الذى يتوقون لتطبيقه.. وكأن الشريعة لا شيء فيها سوى الحدود! ومن المؤسف أن يضبط برهامى متلبسا بالاعتراف بجريمة خداع – ليس أعضاء التأسيسية فقط - بل الشعب كله ولايفعل له أحد شيئا.. ولايتظاهر المصريون ضده بالملايين.. ولاتقوم الدنيا ولاتقعد أمام اعتراف كهذا للبرهامى بالصوت والصورة.. وليس هذا وحسب.. فالشيخ حازم لازم نفسه يقول ما هو أكثر من هذا ويسب ويحرك أنصاره للحصار وترويع القضاة والاعلاميين ثم يتهم الشرطة والأمن الوطنى بالخيانة والتواطؤ والاجرام، ومسئولو الدولة لايحركون ساكنا وأسوأ من هذا تخرج الداخلية علينا ببيان هزيل تقول فيه إنها لن ترد على ما تتعرض له من تطاول أو تجاوزات بالمثل؟! ألا يصبح طبيعيا أن يقول «صلاح» بالفم الملآن: «شرطة إيه دى ياخويا دى شرطة عايزة تتجلد».. وفى موضع آخر ينتقد قيام شرطة بأخذ بطاقات بعض أنصاره للتحريات قائلا: مادام الأمر وصل للجرأة دى والله لأربيهم؟! - وليس هو وحده بل أن عبود الزمر - الذى لولا تقاطر الاعلام – المستقل أو الخاص - عليه بعد خروجه من السجن - زمن المجلس العسكرى - لما اهتم به أحد ولما سأل عنه أحد.. إذا به يهدد الاعلام الذى يقود حملة رائعة لإرسال مليون بطانية لحماية أطفال الصعيد من برد الشتاء القارس (أرأيتم الأفكار الايجابية لليبراليين؟!) ويصرخ قائلا: لو جاءت بطاطين للصعيد سيحرقها أهل الصعيد الشرفاء؟؟ نفس منطق أفكار الغباء التى تقسم المصريين شرفاء منهم وخائنون منا؟؟ وبالطبع «الحريق هو الحل» لمنع مغازلة الليبراليين لأهل الصعيد كما يغرد ويصدح عبود الزمر؟ - بعد أن قرأت: يامن تدعون التدين أذكركم فقط أنه بالنسبة إلى جريمة الزنا فإن القانون الوضعى هو الوحيد الذى يطول فى هذه الجريمة مالا تطوله الشريعة الاسلامية (فرج فودة) وأن الدين يحرم تزوير الاستفتاءات والانتخابات بالسكر والزيت, وأذكر «د.مرسى» بأن «إقرار دولة المؤسسات واحترام الدستور واستقلال القضاء والاعلام» – كما قال - لا يكون بالعدوان على القضاة وحصارهم, والاعلاميين, وترويعهم, والادعاء بأنك تفتح حوارا مع الرموز الوطنية كالبرادعى وحمدين وعمرو موسى ثم يحاكموا أمام نائبك العام بتهمة الخيانة؟ قد يضيع الشعب ثورته اليوم.. لكن ليس غدا!