رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن سوريا ليس لديها سوى طريقين فقط يجب عليها أن تسلك أحدهما، إما الدمار والفوضى في البلاد وإما العملية السياسية ومحاولة التوصل إلى هدنة ووقف سفك الدماء السورية. وقالت الصحيفة إن كل التوقعات تشير إلى عدم وجود أي بوادر على إطلاق "هدنة" في البلاد، لاسيما مع تدهور الوضع الأمني في البلاد، حيث ألغت شركات الطيران السورية الرحلات إلى حلب بسبب القتال المحتدم بالقرب من مطارها الدولي، في إشارة إلى أن الصراع مازال مستمرًا رغم الجهود الإقليمية والدولية المبذولة. وأوضحت الصحيفة أنه منذ بداية عمله في سبتمبر الماضي، سعى المبعوث الأممي والعربي "الأخضر الإبراهيمي" إلى إطلاق خطة دولية تدعو إلى وقف إطلاق النار بين الثوار والقوات الحكومية الموالية للرئيس السوري "بشار الأسد" وتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد حتى إجراء انتخابات في أقرب وقت. وذكرت الصحيفة أنه بعد رحلة إلى دمشق في الأسبوع الماضي ومحادثات مع المسئولين الروسيين، قال "الإبراهيمي" إن الهدنة هي الطريق الوحيد للخروج بالبلاد من هذا المأزق الدموي وإنهاء الصراع، مشيرًا إلى أن الحرب الأهلية قد تنشر الفوضى في المنطقة عن طريق نزوح تيارات من اللاجئين إلى الدول المجاورة. ولفتت الصحيفة إلى أن الفوضى والدمار هو الطريق الذي اختارت سوريا أن تسلكه، عندما بدى واضحًا أن كلا الجانبين غير مهتم بالخطة، حيث رفض الثوار أي جهود لا تدعو إلى الإطاحة بالرئيس السوري "بشار الأسد"، في حين من غير المرجح أن تتخلى حكومة "الأسد" عن السلطة طواعية. وأضافت الصحيفة أن ما يزيد الطين بله ما قاله "سيرجي لافروف" وزير الخارجية الروسي بعد محادثات مع "الإبراهيمي" إن الحكومة الروسية ترفض أي خطة تدعو إلى طرد "الأسد" الذي أكد بنفسه أنه هو الآخر لا ينوي التنحي من منصبه." وتابع "لافروف "أن إصرار المعارضة على رحيل "الأسد" يأتي على أرض الواقع بنتائج عكسية، لأن ثمن هذا الشرط المسبق هو المزيد من الخسائر في الأرواح السورية."