هل يظن «الإخوان» أن مصر دانت لهم.. وأنهم جلسوا على العرش وأصبحوا هم وحدهم حكام مصر؟ أقول انهم لن يكونوا أبشع مما كان الدكتاتور الأول إسماعيل صدقى باشا، أول من زور إرادة شعب مصر.. بل واصطنع دستورًا جديدًا، بعد أن ألغى دستور 23.. وحتى يحبك إسماعيل صدقى اللعبة كلها غير قانون الانتخابات «أيضا» وأنشأ حزبًا للدعوة له هو حزب الشعب.. بل أيضا أصدر جريدة!! وهذه كلها نفس الخطوات التى اتخذها «الإخوان» من الدستور والحزب والصحيفة.. إلى تزوير الانتخابات.. ولكن ماذا كانت النتيجة النهائية. حقيقة التقت رغبات الملك فؤاد «الدكتاتور الأكبر» مع رغبات إسماعيل صدقى الدكتاتور التالى، فى الاطاحة بالحكم الدستورى.. فتم إلغاء دستور 23 وصنع صدقى دستورًا «وفق أهوائه» ليلبى رغبات الملك الذى كان يريد استعادة السلطات التى سلبها منه دستور 23.. وجاء صدقى بدستور ممسوخ عام 1930 وظل صدقى فى الحكم من يونيه 1930 إلى يناير 1933 وكانت حكومته من أكبر حكومات مصر عمرًا.. ولكنها كانت الأبشع، حتى جاء «الإخوان». وحتى يستكمل صدقى شكل حكومته، كان لابد أن ينشئ حزبًا ليحكم من خلاله ويسيطر على البرلمان.. وتمامًا فعل مثله «الإخوان».. وأصدر قانونا جديدًا للانتخابات.. ليستولى على كل شىء. ولكن مصر لم تهدأ.. ولم تنم ليلة دون أن يسقط الشهداء.. وتوحدت القوى السياسية الكبرى لتقاوم جبروت صدقى.. تماما كما يحدث الآن من جبهة الانقاذ الوطنى التى تتصدى لحكم وجبروت «الإخوان» وعاشت مصر أحداث عنف رهيبة وصلت إلى حد محاولة اغتيال النحاس باشا مرتين الأولى فى المنصورة والثانية فى بنى سويف.. واعتقال المئات.. وكادت عجلة الانتاج كلها تتوقف.. ولكن كل ذلك لم يؤثر فى صمود الشعب: من عمال عنابر السكك الحديدية.. إلى العمد ومشايخ القرى.. بجانب رجال السياسة والصفوة المثقفة. وفى النهاية سقط الدكتاتور إسماعيل صدقى.. وجاءت حكومة عبدالفتاح يحيى ثم حكومة توفيق نسيم.. وتحت ضغط المقاومة الشعبية وصمود الصفوة المثقفة.. أجبر الملك فؤاد على إلغاء دستور صدقى وأعاد دستور 1923 وانتصر الشعب. وكأن التاريخ يعيد نفسه.. وينتصر الشعب رغم كل المحن. تمامًا كما سينتصر الشعب قريبًا ويزيح دستور «الإخوان» المصطنع.. بل ويسقط كل حكمهم. هكذا يقول لنا التاريخ، ولكن يبدو أن «الإخوان» لا يقرأون.. وان قرأوا لا يتعلمون.. وان تعلموا يكابرون، على أمل أن يهدأ الشعب ويتقبل حكمهم الذى يحكمون به البلاد بالحديد والنار.. مهما ادعوا أنهم ديمقراطيون.. فمنذ متى هم ديمقراطيون وأول مبادئهم هو «السمع والطاعة». وسوف يسقطون.. حتى لو انتظرنا خمس سنوات.. المهم أن الشعب هو المنتصر دائمًا.