كشف التاريخ الأسود ل«الجماعة» .. وأعاد «العائلة» للدراما المصرية أضحك جمهور السينما بالصورة الحلوة .. وفضح طيور الظلام أبكانى عندما شاهدت البرىء، واختلطت الدمع بالبسمة فى الصورة تطلع حلوة.. ووصلت الى عنان السماء فى الإنسان يعيش مرة واحدة.. وعشت الحلم فى اللعب مع الكبار.. ليكشف لنا سوق المتعة. صرخ معلنا القانون زى مابيخدم الحق بيخدم الباطل، وإحنا الباطل بتاعنا لازم يكون قانونى.. وأعلن البلد دى اللى يشوفها من فوق غير اللى يشوفها من تحت.. وحلم وقال: «هو ده الحلم اللى انا ماحلمتوش». رحل الأستاذ وحيد حامد الكاتب والسيناريست الذى قلما يجود الزمان بمثله، تاركاً خلفه إرثا فنيا لا ينضب، أرخ المجتمع المصرى منذ السبعينيات وحتى 2020، فهو كاتب حمل هموم وطن، وعكس أحزان المجتمع ليصل به الى شاشات الدراما والسينما، فنقل اوجاع المواطن المصرى والعربى بكافة فئاته لتصبح أعماله تأريخا حقيقيا للمجتمع المصرى فى 40 عاما، واستطاع كشف عورات انظمة سياسية واجتماعية كانت سببا فى دخوله فى العديد من السجالات إعلاميا وقضائيا. رحل عن عمر يناهز 77 عاما، بعد معاناة من مشاكل فى الرئة مع ضعف فى عضلة القلب، على مدار ال20 عاما الماضية، وبين الحين والآخر كانت تزداد سوءًا حتى رحيله، وكان وحيد فى أيامه الأخيرة يتناول تقريبًا 15 قرص دواء بعد كل وجبة حتى يتجاوز تلك الأزمة الصحية، وكان إبداعه هو من يسانده لتجاوز الأزمات، حتى وافته المنية فى جنازة مهيبة حضرها اغلب نجوم الفن. أضاف السيناريست الراحل إلى سجلات السينما والدراما المصرية العديد من الأعمال، أبرزها أفلام «طائر الليل الحزين» و«غريب فى بيتى» و«البريء» و«الراقصة والسياسي» و«الغول» و«الهلفوت» و«الإرهاب والكباب» و«اللعب مع الكبار» و«اضحك الصورة تطلع حلوة» و«سوق المتعة» و«طيور الظلام» وغيرها، وجسد شخصيات أعماله أبرز نجوم السينما المصرية، وفى مقدمتهم عادل إمام ونور الشريف وأحمد زكى ويسرا ومنى زكى وغيرهم. ومن أبرز المسلسلات التى تحمل اسمه، «البشاير» و«العائلة» و«الدم والنار» و«أوان الورد» و«الجماعة»،وب«دون ذكر أسماء». آخر ظهور للكاتب الراحل كان منذ ايام قليلة بمهرجان القاهرة السينمائى، حيث كرمه المهرجان واقيمت له ندوة، يمكن وصفها بندوة الوداع التى حظيت لأول مرة بحضور جماهيرى وفنى غير مسبوق، تسابق نجوم الفن جميعا لحضور ندوة «الأستاذ» وتحولت الندوة الى «شهادات رد للجميل» من الفنانين الذين جسدوا اعمال الكاتب الكبير، ورغم انشغاله الدائم بتقديم الشكر لكل من سانده فى مشواره الفنى، إلا أن كلماته المؤثرة بأن تكريمه وهو على قيد الحياة، أضاف اليه حياة جديدة، ابكت الكثيرين فى حضرته. نعاه عدد كبير من النجوم، فرحيلة مثل هزة حقيقية فى الوسط الفنى، فهو كاتب لا يجود الزمان بمثله كثيرا. نعته وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم: إن الراحل كان خير سند للمبدعين والمثقفين والفنانين وصاحب مواقف تكتب بحروف من نور فى سجلات تاريخ الوطن كما أنه الأستاذ والأب والمعلم، وأضافت: نجح حامد فى إبداع أعمال خالدة عبرت عن أحلام المجتمع وملامسة طموحات جيل كامل وخلق بقلمه شخصيات ستبقى خالدة فى ذاكرة السينما المصرية والعربية، وتوجهت بالعزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته. وقال عنه المخرج عمرو عرفة قائلا: الصدقوالأمانة والوطنية عناوين لا تفارق قلم وحيدحامد، الله يرحمك يا أعز الناس، فيما قالت عنه الفنانة الهام شاهين:هو أستاذ كبير فى كل مجالات الحياة ولديه صدق فى كل أعماله وهو شخصية نادرة ولن تتكرر. فقد فقدنا قيمة وقامة كبيرة وهو ليس مجرد كاتب فقط ولكنه حكيم فى السينما وكان لديه الفكر والشجاعة فى المواجهة، وهو رجل لديه حكمة فى كل ما يكتب وله أخلاق خاصة جدًا، وأضافت باكية: شاهدته يوم التكريم بمهرجان القاهرة وذهبت إليه لأهنئه، وقال لنا أنا وليلى علوي: خدوا بالكم من نفسكم وكأنه يودعنا. بينما وصفه الفنان عزت العلايلى بأنه كاتب صاحب فضل على كل من تعاون معه ، وقال: ساندنى وجيلى فى بداية مشوارى الفنى وكان خير دليل فى حياتنا الفنية، فهو صديق وأخ وأستاذ لكل من يعمل فى مهنة الفن. وقالت عنه هند صبرى: رحل أهم مؤلفى السينما العربية عبر خمسين عامًا، عبرت أعماله عن كل قضايا الانسان العربي، وهو واحد ممن جعلونا نحب السينما، شرفت بالعمل فى فيلم عمارة يعقوبيان وقبلها كنت من عشاق أعماله. وقال عنه خالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة لشئون السينما: فقدنا أستاذنا ومعلم الأجيال صاحب القلم القوى الوطنى الذى قدم على مدار أعوام كثيرة أعمالًا مميزة أثرى خلالها السينما المصرية وستظل أعماله عالقة فى أذهاننا جميعا، ونعاه اسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح قائلا: وحيد حامد قدم أعمالاً سينمائية لن تنسى، شكل من خلالها وعى أجيال وأجيال، وناقش من خلال أعماله أهم قضايا الوطن وأزماته. ونعاه مهرجان أسوان لسينما المرأة قائلا: برحيله تفقد مصر رمزاً من رموز التنوير، وهب مسيرته الإبداعية للتأكيد على الهوية المصرية فى مواجهة قوى الظلام والرجعية، مؤكدا أن الجرأة التى تتمتع بها أعمال الكاتب الكبير الراحل تكشف عن إيمانه الكبير بقضايا الوطن وحال المواطن.